جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
لإعادة التشجير

زرع الأشجار "موضة" دونها محاذير في بريطانيا بمواجهة أزمة المناخ

10 ديسمبر 2021 / 12:26 PM
تقل المساحات الخضراء في بريطانيا بكثير عن معدلها الأوروبي، ما جعل التشجير فيها موضة جديدة تقبل عليها جهات كثيرة في السنوات الأخيرة، وتهدف منها كذلك للمساعدة في التصدي للتغير المناخي.
الشارقة 24 – أ ف ب:

تُقبل جهات كثيرة في بريطانيا على زراعة الأشجار مواكبةً لجهود مواجهة التغيّر المناخي، إذ ترى الدول أو الشركات في ذلك أحياناً حلاً سحرياً لامتصاص ثاني أكسيد الكربون أو تحسين بصمتها الكربونية، لكنّ هذا الاعتقاد قد لا يكون دقيقاً، نظراً إلى أن العملية طويلة ومعقدة وينبغي ألا تحجب ضرورة الحد من الانبعاثات الملوثة.

ويقول مدير مشتل "مور تريز" في جنوب غرب إنكلترا آدم أوين "قبل بضع سنوات، كنا نزرع 6 آلاف شجرة سنوياً، أما الآن فبات عددها 15 ألفاً ونريد أن يرتفع العدد إلى 25 ألفاً".

ويضيف خلال مروره بين صفوف مرصوفة بدقة لأشجار الزان "منذ ثلاث سنوات، لم أضطر إلى الاستعانة ولو بشخص واحد لمعرفة ما إذا كان في إمكاننا أن نزرع الأشجار لهم. الناس هم الذين يقصدوننا".

وتتدفق الأموال من كل حدب وصوب: من تمويل حكومي إلى هبات مقدمة من شركات أو أفراد.

ولدى منظمة "إيدن بروجكت" غير الحكومية المعنية بإعادة التشجير، ازدادت الميزانية من "خمسة ملايين دولار سنة 2019 إلى 26 مليوناً" هذا العام مع توسيع أنشطتها في ثمانية بلدان، وفق مديرها ستيفن فيتش. وتأمل المنظمة حشد 120 مليون دولار عام 2023.

ولا تزال بريطانيا متأخرة على هذا الصعيد، إذ إن الغابات تكسو 13 % فقط من الأراضي البريطانية، في مقابل 31 % إلى 50 % في المعدل في أوروبا.

وتسعى الحكومة إلى زرع 30 مليون شجرة سنوياً اعتباراً من 2025، غير أن هذا الهدف الطموح تعقّده صعوبة إيجاد أراض: فالكثير منها مبنية أو مزروعة أو تضم موائل يتعين حمايتها.

كما ثمة نقص في البذور الزراعية، ويتعين في أحيان كثيرة استيرادها خصوصاً من هولندا حيث يرتدي قطاع البستنة أهمية كبيرة، غير أنها تثير مخاطر مرتبطة باستيراد الجراثيم أو البكتيريا.

وتعمل "مور تريز" أيضاً على إعادة التشجير بالاعتماد على بذور أشجار محلية يتم تكييفها مع التربة في بريطانيا.

ويقول المستشار في منظمة "ناشونال ترست" العامة للدفاع عن التراث والمتنزهات الطبيعية البريطانية لوك بارلي إنّ "للأشجار دوراً هاماً في امتصاص الكربون من الغلاف الجوي، ولا وسيلة أخرى، سريعة قادرة على حبس الكربون".

وينتقد آدم أوين تحوّل زرع الأشجار إلى "آخر موضة" لدى أصحاب القرار السياسي بعدما ركزوا في العقود الأخيرة على الإنتاج الغذائي الزراعي ثم على الوقود الحيوي.

ويشير إلى أن زرع الأشجار يتطلب الكثير من الوقت والمال وبالتالي رؤية على المدى الطويل. ولن تكون المشاتل الصغيرة قادرة على جبه هذا التحدي بمفردها.

وتخوض بعض المزارع غمار هذا النشاط الذي يشكل مصدراً جديداً للدخل خصوصاً للمربين في ظل تراجع استهلاك اللحوم في بريطانيا.
 
December 10, 2021 / 12:26 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.