في أرض الكنانة، تستمد التحف الفنية بريقها من عبق التاريخ العتيق الممتد منذ 6 آلاف عام، متشبثة بموروثها رغم طغيان الحداثة، إذ ظلت المصرية عزة فهمي لمدة 50 عاماً تحني ظهرها على سطح مكتبها لممارسة عملها في تصميم المجوهرات، وراهنت في ذلك على مدرسة التراث والأسلاف القديمة، حتى أصبحت علامتها التجارية من بين الأفخم في العالم، حيث تزيّن قطع مجوهراتها ملكة الأردن رانيا ونجمة البوب العالمية ريهانا.
الشارقة 24 - أ.ف.ب:
ظلت المصرية عزة فهمي لمدة 50 عاماً تحني ظهرها على سطح مكتبها لممارسة عملها في تصميم المجوهرات، وراهنت في ذلك على مدرسة التراث والأسلاف القديمة، حتى أصبحت علامتها التجارية من بين الأفخم في العالم.
وبين المجوهرات ومشغولات القطن أو الحرير، يعد التراث المصري القديم أساس نجاح بعض العلامات التجارية المحلية لمشغولات حرفية ويدوية اكتسبت شهرة واسعة في العالم.
وبينما تتسارع وتيرة استخدام التقنيات في الموضة في أنحاء العالم، بما في ذلك مصر، يفضّل بعض المتخصصين الاستمرار في الاعتماد على أساليب تقليدية لإنتاج أعمالهم.
وتفيد السيدة السبعينية التي تحمل علامتها التجارية العالمية اسمها عزة فهمي أن مشغولاتها تعكس الهوية المصرية، وهي مستوحاة من الفن والعمارة الإسلامية.
وتزيّن قطع مجوهراتها ملكة الأردن رانيا ونجمة البوب العالمية ريهانا.
وفي قطاع النسيج، تقول هند الكحال التي تدير مع شقيقها إحدى العلامات المصرية البارزة في مجال صناعة وبيع السجاد اليدوي، "نتعاون مع مصمّمين مهمتهم إضفاء لمسة عصرية على الزخارف الفرعونية والمملوكية".
ومن أعلى سطح مصنع "الكحال" حيث تمّ تعليق السجاد والبُسط لتجفّ من مرحلة الصباغة، تضيف هند "بعد ذلك، يأتي النول.. كل شيء يصنع يدوياً".
وتتابع "نحن محظوظون (في مصر)، لأننا قادرون على الاعتماد على 6 آلاف عام من التاريخ".
وفي ظلّ اعتماد سلاسل التوريد العالمية على التطوّر والتوسّع التقني، أصبحت الأجيال الشابة تدير ظهرها لحرف الآباء والأجداد لصالح وظائف أكثر سهولة وربحية، ما يصعّب عمل هذه العلامات التجارية.
وتواجه هذه الصناعة تحديات أخرى في ظل معاناة مصر من أزمة اقتصادية بسبب نقص النقد الأجنبي وخفض قيمة العملة المحلية أمام الدولار الأميركي، ما يعرقل استيراد المواد الخام التي تحتاجها هذه العلامات.
ويحاول المصمّمون المصريون الاستفادة من الأسواق الكبرى في المبيعات والتسويق، لعدم ثقتهم في الأسواق الناشئة.
وتصف منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية الجهود المصرية لدعم قطاع الحرف اليدوية بأنها محدودة ومتفرقة.