جار التحميل...

°C,
تحقق رواجاً منذ زمن الإمبراطورية

المثلجات الإيطالية في فيينا.. إرث عريق عابر للأجيال

August 02, 2021 / 11:35 PM
يواظب متجر مشيد على الطراز القديم، على بيع المثلجات الإيطالية منذ 1886 في العاصمة النمساوية فيينا، حيث تحقق هذه الأطعمة رواجاً منذ زمن الإمبراطورية، إذ يبدأ طلائع الزبائن منذ العاشرة صباحاً في التقاطر على هذا المتجر.
الشارقة 24 – أ ف ب:

يبدأ طلائع الزبائن منذ العاشرة صباحاً في التقاطر، إلى متجر سيلفيو مولين-براديل الذي تبيع عائلته المثلجات الإيطالية منذ 1886 في فيينا، حيث تحقق هذه الأطعمة رواجاً منذ زمن الإمبراطورية.

ويوضح الرجل الذي ورث إمبراطورية عائلية حقيقية، خلال إشرافه على العمل الذي ما زال يحصل يدوياً في المتجر، أن المثلجات يجب أن تكون بألوان الباستيل الشاحبة، هذا ضمان الجودة.

ويقع متجر "إيسالون أم شفيدينبلاتز" المشيد على الطراز القديم، في ساحة محاطة بالأشجار في وسط المدينة، وهو يعج دائماً بالرواد، بعد أن انطلق الموسم في 19 مارس في عيد القديس يوسف شفيع العمال، ويبلغ ذروته في الموسم الصيفي.

ويستقطب المتجر خمسة آلاف زبون يومياً على مدى أشهر عدة، وفي النمسا التي تعد أقل من تسعة ملايين نسمة، يتقاسم ما لا يقل عن 367 صانع مثلجات إيرادات سنوية تبلغ مئة مليون يورو.

ويستهلك كل نمساوي حوالي ثمانية لترات من المثلجات سنوياً، ما يوازي 21 كوباً من ثلاث مغارف لكل منها، أي أكثر من الاستهلاك في إيطاليا حيث يتناول الإيطاليون ستة لترات فقط.

وكانت الإمبراطورية النمساوية-المجرية من أولى البلدان والمناطق التي انتشرت فيها المثلجات الإيطالية خارج منشئها، قبل أن تغزو أوروبا برمتها.

بدأت القصة مع هجرة سكان كثر من وادي زولدو في جبال الألب الإيطالية، على غرار أركانجيلو مولين-براديل، الجد الأكبر لسيلفيو، هرباً من الفقر.

وكان شقيقه قد تعلم صنع المثلجات على متن قارب، بفضل رجل من صقلية، فنقل له خبرته الفنية، وقد راودته فكرة بيع هذه الأطعمة أثناء تجواله في متنزه براتر الكبير في فيينا.

وكانت قريته تابعة للإمبراطورية النمساوية-المجرية بين عامي 1806 و1866، وهو كان على دراية بشغف سكان فيينا بالمعجنات المصنوعة من سكر الشمندر.

ويوضح سيلفيو مولين-براديل بملابسه الأنيقة وشعره الأبيض، أن جده ساهم في تعميم المثلجات على مختلف الفئات الاجتماعية، بعدما كانت تقتصر على الميسورين.

وشكلت المثلجات الإيطالية المصنوعة من الماء، وليس من الحليب الطازج الباهظ الكلفة، خياراً مناسباً لأفراد الطبقات العاملة.

وفي مطلع القرن العشرين، حصل صانعو مثلجات الـ"جيلاتو" على حق فتح متاجر فعلية في فيينا، بدأت تستقطب تدريجياً المئات ثم الآلاف من الإيطاليين الذي شق بعضهم طريقه إلى ألمانيا المجاورة.

وتعلن المؤرخة مارين مورينغ، أن هذه الصالونات كانت تعمل في الصيف، فيما كان الرجال يعودون إلى ديارهم في الشتاء، وحتى عندما انضمت النساء إليهم لاحقاً، بقي الأبناء في البلاد مع الأجداد.

ولعقود طويلة، كان الموسم ينتهي في بداية شهر أغسطس بسبب نقص المواد الأولية، مثل الفاكهة الطازجة، وكان على الجميع العودة إلى زولدو بحلول الخامس عشر من الشهر، وكان يتعين صنع التبن والتحضير لتساقط أولى الثلوج.

وحتى اليوم، لا يزال سيلفيو مولين-براديل يسلك الطريق إلى زولدو الواقعة على بعد ست ساعات بالسيارة من فيينا، ويوضح أنه يحتاج إلى هذه الحرية في التنقل والاستراحة الشتوية لتجديد زخم العمل.

وتؤكد مارين مورينغ، أن صانعي المثلجات في شمال إيطاليا حرصوا على الحفاظ على نوعية مهاراتهم، وهو ما يفسر نجاحهم، مضيفة غالباً ما تكون الوصفات سرية وتنتقل من عائلة إلى أخرى.

ويؤكد سيلفيو مولين-براديل، أنه سيخبرك كل سكان فيينا أن صانع المثلجات الإيطالي المفضل لديهم هو الأفضل.

وبدأ الرجل في إنتاج مثلجات لحساب سلسلة متاجر كبرى في ضواحي العاصمة، وبات ممكنا شراء المثلجات الإيطالية في فيينا حتى أكتوبر.
August 02, 2021 / 11:35 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.