جار التحميل...

°C,

الحياة الكريمة أساس عزة الإنسان والوطن

January 05, 2021 / 4:19 PM
نحن الآن هنا نعطي هذا الإنسان نقول إن شاء الله أولاً الحياة الكريمة، وما هي الحياة الكريمة؟ يقول الشاعر: لا تسقني كأس الحياة بذلةٍ بل اِسقني بالعزّ كأس الحنظلِ، فهنا تعطيه العزة، تعطيه الكرامة، تعطيه... كل هذه الأشياء هي الجرعة الأولى التي تعطيها للإنسان.. اعتز بنفسك، اعتز بانتمائك، اعتز بأرضك، اعتز بوطنك.. تبقى هذه الأشياء هي اللي تخليك أنت تثق بنفسك فأول نقطة مطلوبة هي الثقة بالنفس، إنك ترى أنك عزيزٌ كريم.
صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، افتتاح قناة الوسطى، الذيد 2020م

في درسٍ جديد من دروس بناء الأمم والعمل العام، يفصحُ صاحب السمو حاكم الشارقة خلال حديثه في افتتاح قناة الوسطى بمدينة الذيد عن خلاصة فكر سموه ومصب هذه الجهود، ومكمن استراتيجية التنمية المستدامة التي تسير عليها الشارقة وهي (الحياة الكريمة).  

هذه الحياة تختصر برامج عملٍ كبيرة، وجهودٍ بنّاءة، لتصل إلى ما تعنيه العبارة الشاملة المتكاملة والتي يحتاج تحقيقها إلى المعرفة والاجتهاد والإخلاص في العمل والنيّة لخدمة الأبناء والأهل والمجتمع كله، لتكون الحياة الكريمة هي تاج المسؤولية الأعلى والذي يوجه ويقود كافة الأفكار والرؤى والسياسات والجهود لإنزال معاني العبارة إلى الواقع المعاش الذي يسّرُ الجميع. 

يستشهد سموه خلال حديثه ببيت الشعر العربي الشهير، والذي يتحدث عن عزة وكرامة الإنسان العربي وهي الخط الفاصل بين قبوله للحياة أو عدمها، حيث أن كأس الحنظل الأشدُّ مرارة هو شراب الشاعر، الذي يتحدث بلسان مجتمعٍ كاملٍ، إذا اقترن بالعزة والكرامةُ. 

ويقدّم الشاعر في بيتٍ واحدٍ فقط، ما تعنيه العزة والكرامة لدى الإنسان العربي وهو بيت شعرٍ بليغ يصوّر طريقة فهم الحياة المبنية على الكرامة، كرامة النفس والعيش الحلال، وما يتبعه من قيمة العمل وتأثيرها في رضا النفس ووقعها على الأبناء والبنات في إتباع طريق الكرامة وهي أعلى درجات احترام الإنسان لذاته وكيانه وأسرته وأهله ومجتمعه ووطنه، ومن الكرامة تكون التربية الصحيحة والحقيقية لبناء أجيالٍ مثقفة ومتعلمة، تعرفُ معنى الوطن والعيش الكريم. 

ويقول سموه، هذه هي الجرعة الأولى التي تعطيها للإنسان، وهي جرعةٌ تستدعي برنامجاً واسعاً وحضوراً كاملاً وعمقاً في المعرفة، لأنها ترتبط بحياة الناس، ومعرفة احتياجاتهم وتقديرها ودعمها وتوفيرها، وهو مشروعٌ كبيرٌ يغوصُ في معاش المجتمع، ويقدم ما يعينُ على الحياة الكريمة من كافة المجالات، في المقام الأول حتى يكون هناك إنسانٌ يسعى للخير، ويعمل لرد الجميل لوطنه ومجتمعه، وكل ذلك العطاء ينطلقُ من قاعدة الكرامة لإنسان كريم النفس، وهنا تكتملُ الصورة ويكونُ الفردُ معتزاً بنفسه وانتمائه وأرضه ووطنه.
حول المؤلف
January 05, 2021 / 4:19 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.