أميركية الشارقة تُشارك في دراسة حول أكبر وأقدم منظومة بيئية
في دولة الإمارات
أميركية الشارقة تُشارك في دراسة حول أكبر وأقدم منظومة بيئية
15 نوفمبر 2020 / 5:02 PM
مشاركة
وجدت دراسة جديدة هي الأولى من نوعها في دولة الإمارات لغابات القرم "المانجروف" في منطقة خور البيضاء في أم القيوين، التي تعد أكبر مربى لطائر الغاق السوقطري في منطقة الخليج، بأن المنطقة صحية بيئياً ونسبياً لم تتأثر بأي نشاط بشري.
الشارقة 24:
شاركت الجامعة الأميركية في الشارقة مع كليات التقنية العليا في الشارقة وكلية لندن الجامعية ومعهد الكويت للأبحاث العلمية، في دراسة للمنطقة الأكبر والأقدم والأكثر تنوعاً في دولة الامارات، إلا أنه لا يعرف الكثير عنها وعن آثار النشاط البشري عليها.
وأشارت الدكتورة فاتن سمارة، الأستاذ المشارك في قسم الأحياء والكيمياء وعلوم البيئة في الجامعة الأميركية في الشارقة، وعضو الفريق البحثي المشترك، بأن الوضع البيئي الحالي لمناطق أشجار القرم ليس معروفاً بالضبط، قائلة: "إن النجاح في اجراء دراسة أساسية مرجعية على المنطقة أمر في غاية الأهمية حتى نضمن عدم تأثرها إلا بنسبة حد أدنى في المستقبل. إن أشجار القرم عبارة عن نظام غابات بيئي استوائي تعيش في المياه الضحلة بالقرب من الشواطئ أو الأراضي المجاورة لها، كما أنها عبارة عن مجموعة من الأنظمة شديدة التنوع والإنتاجية ذات أهمية خاصة للمجتمع الطبيعي الصحراوي في الخليج العربي حيث تشكل نقاطًا محلية للتنوع البيولوجي."
وتلعب أشجار القرم دوراً محورياً في حماية شواطئ دولة الامارات من ارتفاع مستوى ماء البحر في ظل التغير المناخي العالمي، كما أنها تعمل عمل أحواض للكربون تمنع تسربه إلى الغلاف الجوي على شكل ثاني أكسيد الكربون. وبما أن أشجار القرم هي مصدر مهم للتنوع الحيوي في المنطقة، فان وجود أدلة على قلة تأثرها بالنشط البشري يبعث على الطمأنينة.
وركزت الدراسة على محورين هما نسبة المعادن النزرة ووجود تنوع في فصائل الطحالب. وأضافت سمارة: "تظهر نتائج هذه الدراسة ارتفاعاً بسيطاً في مستويات بعض المعادن النزرة مثل الزنك في الماء والألمنيوم والحديد في الرواسب، ولكن يبدو من معايير جودة المياه أنها ضمن النطاقات الطبيعية لهذا الجزء من الخليج. عادة ما تتواجد هذه المعادن بشكل طبيعي وبتركيزات منخفضة للغاية، ولكن يمكن أن تتحول إلى خطر على صحة البيئة إذا وجدت بتركيزات عالية وهو ما يشير غالباً إلى تلوث من صنع الإنسان. ولكن الخبر السار هو أن تركيزات معظم المعادن النزرة منخفضة في خور البيضاء."
وقامت الدراسة بالتعرف على 53 نوع من فصائل الطحالب في رواسب خور البيضاء، والذي يدل تنوعها على صحة النظام البيئي. وشرحت سمارة: "تشكل مجموعات الطحالب هذه أساس السلسلة الغذائية البحرية، ويعد التنوع الكبير لها علامة مهمة على صحة النظام البيئي، فهذه الطحالب حساسة للتلوث، لذا فإن انخفاض الوفرة أو التنوع قد يشير إلى اضطراب النظام البيئي."
قام الباحثون بجمع عينات من 8 مناطق مختلفة لتحليلها وقياس إجمالي تركيز المعادن في الماء والرواسب باستخدام مطياف الانبعاث الذري للبلازما المقترنة بالحث الطيفي، وهو أداة تحليلية تستخدم في الكشف عن العناصر الكيميائية. وأوضحت: "توفر مثل هذه الدراسات والتحليلات معلومات حول أي تأثيرات سابقة على أشجار القرم، وتعطي أفكاراً حول كيفية الحفاظ على النظام البيئي، هناك حاجة إلى المزيد من البحوث في مجال التنوع البيولوجي لأشجار القرم، خاصة وأنها عبارة عن مراكز مهمة للتنوع البيولوجي في الخليج، وموئل لمجموعات متنوعة من الطيور والحشرات والقشريات والأسماك، ونحن نتطلع إلى أن نكون في طليعة هذه الأبحاث خلال الأشهر القادمة."