جار التحميل...
الشارقة 24:
في ليلةٍ امتزج فيها الشعر بالموسيقى، واللغة بالنغم، احتضن معرض الشارقة الدولي للكتاب أمسية بعنوان "شِعر ووتر" نظمها اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات ضمن فعاليات دورته الـ 44، جمعت بين الشاعرين ياسر دُحى ونجاة الظاهري، على أنغام آلة القانون التي عزفتها بإتقان الفنانة سمية بو خشم.
ومنذ اللحظة الأولى، تحوّلت القاعة إلى فضاء تلتقي فيه القصيدة بالصوت والإيقاع، في تجربة فنية تجاوزت حدود الإلقاء التقليدي لتمنح الجمهور حالة حسية متكاملة تجمع الشعر والموسيقى في لغة واحدة.
استهلّ الشاعر ياسر دُحى، رئيس تحرير مجلة حوّريت الثقافية، الأمسية بنص من مجموعته «على حافة الورق»، قدّم فيه حوارًا متخيلاً مع الشاعرين الراحلين أحمد راشد ثاني وأحمد عسل، مستعيدًا عبره علاقة الشعر بالذاكرة والغياب.
وتنوّعت قراءاته بين نصوص وجدانية وتأملية، من بينها قصيدته «أنا الفلق»، وقصيدته المهداة للشاعر أنور الخطيب بعنوان «في مقهى أم القيوين»، وأخرى لروح والده بعنوان «يا أبتي»، وصولاً إلى «شجر وشجرات» التي يقول في مطلعها: «هي حبرٌ يسقط في المجاز ويرى.. لا يضيء بل يُضاء به».
من جانبها، أمتعت الشاعرة نجاة الظاهري الجمهور بمجموعة من قصائدها التي جمعت بين الرهافة والصدق الإنساني، فافتتحت قراءاتها بقصيدة «قمر الشعراء» التي تقول فيها: «ترنّحت في رقصة الشعراءِ»، واختتمتها: «بالعطف يخلد صاحبُ العلياء».
ثم قدّمت قصيدة «ككلّ المساكين» التي ترسم فيها ملامح إنسان بسيط يمضي في الحياة بعفوية، واختتمت بنصٍ يحمل روح التفاؤل بعنوان «لن ينتهي العمر قبل الفرحة الكبرى.. قبل الوصول إلى حلمي».
الشعر حين يُغنّيه القانون
رافقت العازفة سمية بو خشم قراءات الشعراء بعزفٍ حيّ على آلة القانون، لتتحوّل القصائد إلى نغم بصري وسمعي في آنٍ واحد، فيما تفاعل الجمهور بين صمت الإنصات وتصفيق الامتنان، في مشهد أكد أن الشعر لا يزال قادرًا على جمع القلوب حين يجد فضاءً يمنحه صوتًا ولحنًا.