"الشارقة للتراث" يناقش دور الذكاء الاصطناعي في "الشارقة للكتاب"

الشارقة 24:

في إطار حرص الشارقة على تعزيز حضورها الثقافي والمعرفي واستشراف دور التكنولوجيا في خدمة الهوية، نظم معهد الشارقة للتراث ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب 2025 جلسة حوارية بعنوان "التراث والذكاء الاصطناعي.. الفرص والتحديات"، أدارها الدكتور خالد الشحي مدير الإدارة الأكاديمية بالمعهد، وشارك فيها كل من الدكتور ماجد بوشليبي الأمين العام للمنتدى الإسلامي بالشارقة، والدكتورة نشوى محمود من جامعة المدينة في عجمان، وسط حضور نوعي من الباحثين والمهتمين بالتقنية والتراث.

الذكاء الاصطناعي.. جسر بين الماضي والمستقبل

افتتح الدكتور الشحي الجلسة مؤكداً أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يشكّل "جسراً خلاقاً بين الماضي والمستقبل" إذا ما وُجّه برؤية تدرك أهمية الهوية، وأشار إلى أن الشارقة كانت سبّاقة في توظيف التقنيات الحديثة لحفظ التراث، إيماناً بأن الابتكار "يعزز حضور الأصالة ويقربها من الأجيال الجديدة".

الذكاء الاصطناعي والملكية الفكرية

وقدّم الدكتور ماجد بوشليبي عرضاً موسعاً حول طبيعة الذكاء الاصطناعي بوصفه "مجالاً توليديًا يتعامل مع المعلومة"، مبيناً أن تضخم حجم البيانات يزيد من قدرته على التوليد والتطوير، وتناول البعد القانوني والفلسفي في العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والملكية الفكرية، مؤكداً أن الإبداع الحقيقي يظل ملكاً للإنسان، بينما توفر الخوارزميات فضاءً أوسع للتجريب.

الإنسان هو الموجّه

من جانبها شددت الدكتورة نشوى محمود على أن الذكاء الاصطناعي يظل أداة بيد الإنسان لا بديلاً عنه، مشيرة إلى دوره في البحث والتعليم وتحليل النصوص وحفظ التراث، ومحذّرة من الاعتماد المفرط على النماذج الذكية دون رقابة فكرية وثقافية.

واختُتمت الجلسة بالتأكيد على أهمية تطوير أطر تشريعية وأخلاقية تواكب التحولات الرقمية، وبما يحقق توازناً بين حماية الأصالة واستثمار قدرات الذكاء الاصطناعي، لترسخ الشارقة موقعها كمنارة تجمع بين الذاكرة التراثية وآفاق المستقبل.