باحثون وكُتّاب يناقشون دور الجامعات العربية الأولى في بناء الحضارة

 

ناقش عدد من الكتّاب والباحثين خلال جلسة بعنوان "سلسلة الثمانية" في قاعة الفكر بمعرض الشارقة الدولي للكتاب، الدور التاريخي للجامعات العربية الأولى في إنتاج المعارف ونشر العلوم، وأهمية تبسيط هذا الإرث المعرفي وتقديمه للأجيال الجديدة بلغة قريبة ورسومات جذابة.

 

وجاءت الجلسة ضمن فعاليات الدورة الـ44 من المعرض، الذي يقام في مركز إكسبو الشارقة حتى 16 نوفمبر الجاري تحت شعار "بينك وبين الكتاب".

 

شارك في الجلسة كل من الدكتور حمد بن صراي، والروائية نادية النجار، والدكتور محمد عبدالرزاق، وأدارتها ذكرى والي، التي استعرضت في تقديمها مشروع "سلسلة الثمانية" الصادر عن دار الهدهد ضمن مبادرة معرفية إماراتية تهدف إلى إحياء التراث العلمي للحضارة العربية والإسلامية وتقديمه للأطفال واليافعين بأسلوب قصصي تفاعلي.

 

لغة قريبة ورسومات جذابة

 

أوضحت الكاتبة نادية النجار أن السلسلة تُعرّف القارئ الصغير بتاريخ الجامعات العربية العريقة مثل الزيتونة، القرويين، قرطبة، الأزهر، طليطلة للمترجمين، المستنصرية، سنكري، واليوسفية، من خلال قصص تحكي سِيَر شخصياتٍ تركت بصمات خالدة في تاريخ العلم. وأضافت أن السلسلة تستخدم لغة مبسطة ورسومات نابضة لتقريب المفاهيم العلمية والتاريخية، مشيرة إلى أهمية توسيع انتشار هذه الكتب في المدارس وتنظيم فعاليات تفاعلية ومسابقات مسرحية مستوحاة من شخصيات السلسلة مثل عباس بن فرناس، بهدف تعزيز الانتماء الثقافي لدى الطلاب وربطهم بتراثهم.

 

تبسيط التراث للأجيال الجديدة

 

من جانبه، تناول الدكتور حمد بن صراي التحدي المتمثل في إيصال المعرفة التراثية إلى الأجيال الجديدة في عصر سريع الإيقاع، مؤكداً ضرورة وجود باحثين متخصصين في التراث لتوجيه وتدقيق المحتوى الموجّه لليافعين. وأشار إلى تجارب إماراتية ناجحة في هذا المجال، مثل الكتب التي تناولت فنون السنع وعادات الضيافة وصب القهوة، بأسلوب يجمع بين التوضيح البصري والشرح السلس، مثمناً الدور الذي تقوم به المؤسسات الثقافية في الدولة في صون التراث وتقديمه بوسائل معاصرة تحافظ على أصالته ودقته العلمية.

 

نماذج مضيئة من التاريخ العلمي

 

أما الدكتور محمد عبدالرزاق، فأكد أن "سلسلة الثمانية" تسعى إلى إبراز النماذج المضيئة في تاريخ الحضارة الإسلامية، مثل فاطمة الفهرية التي أسست أول جامعة في العالم – جامعة القرويين في فاس – ودور الأزهر والزيتونة وغيرهما من مراكز الإشعاع الحضاري في المغرب والمشرق، وأضاف أن السلسلة تقدم التراث العربي بصيغة تجمع بين الكتاب الورقي والمنصات الرقمية، بما يعزز الحوار الفكري، ويغرس في الأطفال الشعور بالفخر بتاريخهم، مشيراً إلى أن العرب نقلوا إلى أوروبا أنظمة التعليم الجامعي وتنظيم المخطوطات والمكتبات، وهي حقائق تستحق أن تُروى بلغة قريبة من عقول الجيل الجديد.

 

وفي ختام الجلسة، أكد المتحدثون أن "سلسلة الثمانية" تمثل جسراً بين الماضي والحاضر، يعيد إلى الذاكرة إسهامات العرب والمسلمين في بناء الحضارة الإنسانية، ويقدّمها للأجيال الجديدة بروح الإبداع والمعرفة.