الشارقة 24:
بحضور ومشاركة نخبةٍ من الباحثين والأكاديميين، واصل معهد الشارقة للتراث حضوره المتميز في معرض الشارقة الدولي للكتاب 2025 من خلال تنظيم جلساتٍ حواريةٍ نوعيةٍ تفتح آفاقًا جديدة في البحث والتوثيق التراثي. ويأتي تنظيم هذه الجلسات ضمن برنامج المعهد في المعرض، والذي يهدف إلى تعزيز البحث والدراسة في المجال التراثي، وتوفير منصةٍ لتبادل الخبرات بين الأكاديميين والمبدعين، بما يرسخ مكانة الشارقة كمركزٍ معرفي وثقافي عالمي.
المشروعات البحثية دعامة التراث الإماراتي
عقد المعهد اليوم الأحد جلسةً حواريةً متخصصة بعنوان "رعاية المشروعات التراثية البحثية دعامة لتوثيق التراث الإماراتي"، تناولت أهمية الدراسات والبحوث في صون التراث الوطني، وآليات توثيق الموروث الثقافي وتطوير أدوات البحث العلمي في هذا المجال. وشارك في الجلسة كلٌّ من الدكتور راشد المزروعي، الباحث في التراث الشعبي الإماراتي، والدكتور حمد بن صراي، أستاذ التاريخ والتراث بجامعة الإمارات سابقًا، ومستشار الدراسات والبحوث التراثية بمعهد الشارقة للتراث، بحضور نخبةٍ من الأكاديميين والباحثين والإعلاميين والمهتمين بالشأن التراثي.
دورٌ محوري لمعهد الشارقة للتراث
أكد الدكتور حمد بن صراي في مداخلته أن المؤسسات التراثية في الدولة، وعلى رأسها معهد الشارقة للتراث، تقوم بدورٍ محوري في دعم المشاريع البحثية الرامية إلى توثيق الموروث الإماراتي، مشيرًا إلى أن المعهد “قدّم نموذجًا ملهِمًا في رعاية البحوث ونشرها، من خلال الدعم العلمي والتحريري والإنتاجي الذي يقدمه للباحثين”. واستعرض بن صراي نماذج من المشاريع التي حظيت بدعم المعهد، منها "معجم الحياة الاقتصادية في الإمارات" و"معجم القرى والمدن"، موضحًا أن هذه الجهود تمثل ركيزةً أساسية لتأصيل المعرفة التراثية وتوثيقها للأجيال القادمة.
المشروعات التراثية النوعية
من جانبه، أوضح الدكتور راشد المزروعي أن دولة الإمارات تزخر بعددٍ كبيرٍ من المشروعات التراثية النوعية، وتحدث عن بعض كتبه ومشروعاته في مجال التوثيق والتراث، مشيرًا إلى مشروع الأمثال الشعبية ومشروع توثيق المسميات المحلية للمناطق، مؤكّدًا أن "ملتقى الراوي" الذي ينظمه معهد الشارقة للتراث سنويًا يعد من أبرز المبادرات التي ساهمت في حفظ الذاكرة الشفاهية الإماراتية.
إصدارات جديدة تعزز المشهد التراثي
وشهدت فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب 2025 توقيع إصدارين جديدين صادرين عن معهد الشارقة للتراث، يؤكدان دوره في دعم الباحثين ورعاية مشروعاتهم البحثية في مجالات التراث.
فقد وقّع الباحث عمر عبد الله إيلان كتابه "التراث الصومالي في كتابات الرحالة الأوروبيين"، الذي يستعرض صورة بلاد الصومال في القرن التاسع عشر من خلال فصولٍ تتناول ملامح الحياة اليومية والتجارة والزينة والأزياء ودور المرأة، موضحًا أن المعهد بدعمه لهذا الإصدار يفتح نوافذ جديدة على التراث العربي والإفريقي، ويرسم معالم واضحة في سفر التراث العالمي.
كما وقّع الدكتور صالح محمد زكي اللهيبي، بالتعاون مع الدكتور عامر القاسم، كتاب "العلاقة بين الملكية الفكرية والمتاحف: حماية الابتكار والتراث"، الذي يناقش سبل صون الموجودات الأثرية والتراثية باعتبارها مكوّنًا أساسيًا من الهوية الوطنية. وأثنى الدكتور اللهيبي على الدور الريادي لمعهد الشارقة للتراث، مشيرًا إلى أنه ظل يهتم بكل ما له علاقة بالحفاظ على الموروث المادي واللامادي، متحدثًا عن المشروعات التي تبناها المعهد من قبل، مثل صناعة المخطوط والتطور التاريخي لصناعة المخطوط، وكتاب نزهة الأبصار، إلى جانب تحقيق مؤلفاتٍ عدة تصب في مجالي التاريخ والتراث.
ويواصل معهد الشارقة للتراث من خلال هذه الإصدارات ترسيخ حضوره بوصفه حاضنةً للباحثين والمبدعين في مجالات التراث والدراسات الثقافية، إذ يولي اهتمامًا خاصًا بتشجيع البحث العلمي وتوثيق الموروث الإماراتي والعربي، إلى جانب دعم المشاريع التي تسهم في حفظ الذاكرة الجمعية ونقلها إلى الأجيال الجديدة ضمن رؤيته الرامية إلى تعزيز الهوية الثقافية وصون التراث.