استضافت فعاليات الدورة الـ 44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، اليوم الاثنين، ورشة بعنوان "الكتابة الإبداعية" على يد الروائية والشاعرة الفيتنامية د. نغوين فان كوي ماي، حيث تناولت خلالها الكتابة كرحلة إنسانية لاكتشاف الذات، مؤكدة على أن النص الأدبي يُكتب أولاً من القلب قبل أن يُنقّح بالعقل.
الشارقة 24:
قدّمت الروائية والشاعرة الفيتنامية د. نغوين فان كوي ماي ورشة بعنوان "الكتابة الإبداعية" ضمن فعاليات الدورة الـ 44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، المنعقدة تحت شعار "بينك وبين الكتاب"، تناولت خلالها فنون الكتابة كرحلةٍ إنسانيةٍ لاكتشاف الذات، واستلهام التراث الشخصي في بناء النص الأدبي.
خلال الورشة، دعت الكاتبة المشاركين إلى تحويل ذاكرتهم الفردية إلى مادةٍ سردية، مستعينين بما تحمله الحياة اليومية من تفاصيل صغيرة تشكل نواة الحكاية، مشيرةً إلى أن الكتابة الإبداعية لا تبدأ من الخيال البعيد، بل من الوعي العميق بما نحمله في داخلنا من صورٍ وأشياءٍ وذكريات، وقالت: "الأشياء التي ترافقنا منذ الطفولة ليست مجرد مقتنيات، بل مفاتيح لذاكرةٍ تمنح اللغة روحها وتعيدنا إلى إنسانيتنا الأولى".
وتنوّعت أنشطة الورشة بين تمارين فنية تطبيقية ونقاشاتٍ جماعية حول كيفية تحويل الذاكرة إلى نص، حيث تبادل المشاركون خبراتهم وأفكارهم بإشراف الكاتبة التي ركزت على أهمية الإصغاء للصوت الداخلي للكاتب بوصفه منبع الصدق والإبداع، مؤكدة أن النص الأدبي الحقيقي «"يُكتب أولاً من القلب قبل أن يُنقّح بالعقل".
ورأت نغوين أن الكتابة الإبداعية تحتاج إلى انضباطٍ وتدرّبٍ مستمرّين، وأن الموهبة وحدها لا تكفي لتكوين كاتبٍ حقيقي، موضحةً أن المراجعة والتأمل يمنحان النص عمقه الإنساني، وأن علاقة الكاتب بالتراث ليست استدعاءً للماضي بقدر ما هي إعادة صياغته بلغة الحاضر، وأضافت أن الأدب يشكل مساحة لقاء بين الأجيال والثقافات، فهو لا يروي الحكاية فحسب، بل يعيد وصل الإنسان بجذوره ومعناه.
واختُتمت الورشة بالتأكيد على أن الكتابة الإبداعية جسر بين الذاكرة والخيال، فهي تترجم ما نحمله في داخلنا إلى كلماتٍ تبقى على الورق، وتمنح التراث حياةً جديدة تعيد للإنسان صورته في زمنٍ تتلاقى فيه الحكايات وتتنوع الثقافات.