الشارقة 24:
وسط حضور لافت من الزوار والمهتمين بالتاريخ والآثار؛ شارك الدكتور زاهي حواس عالم المصريات الشهير، بحوار مباشر في الدورة الـ 44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، أجراه معه مع الإعلامي الإماراتي أنس بوخش.
جهود حاكم الشارقة في حماية الآثار
استهلّ الدكتور زاهي حواس لقاءه بجمهور الشارقة الدولي للكتاب بتوجيه جزيل شكره وامتنانه لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، مشيداً بدوره الثقافي الرائد في المنطقة، قائلاً: "حين وصلت الشارقة أخبرني صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي؛ أنه قبل سنوات سمع بأن بعض الآثار المصرية المسروقة تباع في أستراليا، فقام بشرائها على الفور، وأرسلها لجمهورية مصر كإهداء، وقد سألته لماذا لم نعرف بهذا الأمر، كان يجب كتابة اسم سموك، لكنه قال لي ليس مهماً ذكر اسمي، المهم أن أبقى في قلوب الناس".
المتحف المصري الكبير.. تحفة عالمية
بعدها تطرق د. زاهي حواس للحديث عن المتحف المصري الكبير باعتباره من أعظم المتاحف على مستوى العالم، مشيرًا أن الاهتمام العالمي الذي لاقاه افتتاحه، جاب بسبب احتوائه على 5000 قطعة من آثار توت عنخ آمون، تُعرض بالكامل لأول مرة، قائلاً: "أؤكد لكم عندما تزورون المتحف، أنكم ستشعرون بعظمة غير عادية"، وأشار إلى دور الرئيس المصري في إكمال المتحف، قائلاً: "المرحلة الثانية وهي الأهم اكتملت بفضل الله ثم سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي".
المصري القديم بنى الأهرامات بدقة هندسية مذهلة
وخلال عرض مصور، قدم د. زاهي حواس لجمهور معرض الشارقة الدولي للكتاب شرحًا مفصّلًا حول كيفية بناء الأهرامات، مستعرضًا خطوات الهندسة والإنشاء التي استخدمها المصريون القدماء، ومفندًا كل الأفكار غير العلمية والنظريات الشعبوية التي تُروَّج أحيانًا عن مساهمات كائنات غريبة أو قوى خارقة في بناء هذه الصروح العظيمة.
كذلك قام بشرح الأساليب الهندسية والتقنيات التي استخدمها المصري القديم في رفع الحجارة الضخمة، وضبط الزوايا والمعالم الهندسية بدقة مذهلة، كما تناول استخدام الروبوتات الحديثة لفحص وتنظيف فتحات الأهرام، موضحًا أن هذه الأجهزة مكنت فريقه من الوصول إلى أماكن كان من المستحيل الدخول إليها في السابق.
اكتشاف فراغ بطول 30 متراً داخل هرم خوفو في نهايته باب
وأعلن حواس لجمهور الشارقة الدولي للكتاب 2025 عن اكتشاف لم يكن معروفًا من قبل داخل هرم خوفو لم يتم الكشف عنه سابقًا، قائلاً: "باستخدام أجهزة متقدمة، وجدنا فراغًا بطول 30 مترًا داخل هرم خوفو في نهايته باب، وسنكشف عنه للعالم خلال العام المقبل ما الذي يوجد خلف الباب".
دعوة عالمية لرفض شراء آثار مسلوبة والالتزام بالمعايير الأخلاقية
وفي ختام الجلسة تحدث د. زاهي حواس عن جهوده المتواصلة في استرداد الآثار المصرية المنهوبة حول العالم، مؤكدًا أن هذه القضية ليست مجرد مسألة وطنية، بل حقوق تاريخية وحضارية يجب استعادتها، موضحاً أنه بذل جهودًا كبيرة لاستعارة أبرز وأهم القطع الأثرية المصرية، مثل: تمثال نفرتيتي، حجر رشيد، والقبة السماوية، لكنه واجه رفضًا من بعض المتاحف.
وأشار حواس إلى أن هذه الجهود لا تقتصر على مصر وحدها، بل هي جزء من دعوة عالمية لوقف التصرفات الاستعمارية التي تمارسها بعض المؤسسات الثقافية، ودعا المتاحف العالمية إلى رفض شراء آثار مسلوبة والالتزام بمعايير أخلاقية تحمي التراث الإنساني، قائلاً: "يجب على المتاحف العالمية أن تتوقف عن شراء آثار مسلوبة، وأن تعمل على إعادة الحقوق التاريخية للشعوب التي نهبت منها".