جار التحميل...
الشارقة 24:
أكد كتّاب وباحثون، أن السفر والروايات التاريخية وأدب الرحلات، تكشف أن الحكاية البشرية واحدة مهما تعدد الرواة والأوطان والأزمان، وتوثق العلاقة الوثيقة بين الماضي والحاضر، وتُبقي الذاكرة حية في وجدان الشعوب، مجسدة الهوية والتراث الإنساني عبر التاريخ.
جاء ذلك، في ندوة حوارية بعنوان "رحلات عبر الزمن"، بمشاركة الكاتب والباحث الإماراتي جميِّع سالم الظنحاني، والكاتب والباحث الفلسطيني تيسير خلف، والروائي والمصور والرحالة الدكتور عقيل الموسوي من البحرين، والدكتورة الروائية نغوين فان كوي ماي من فيتنام، وأدارتها تسنيم أبوشاويش، ضمن البرنامج الثقافي للدورة الـ44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي يقام تحت شعار "بينك وبين الكتاب" حتى 16 نوفمبر الجاري في مركز إكسبو الشارقة.
وأشار الكاتب جميِّع سالم الظنحاني، إلى أن التاريخ هو القاعدة والنواة الأساسية للحاضر، مؤكداً أن حاضر الأمم المعاصرة قائم على الحضارات السابقة، إذ لا يمكن فهم الحاضر وضمان استدامته واستمراريته دون دراسة الماضي وتوثيقه، لافتاً إلى أهمية الرموز الثقافية ودورها في تجسيد قيم المجتمع وربط الأجيال ببعضها، فالرمزية ودلالاتها تحمل معاني عميقة وقيمة في الموروث الشعبي، كالمطر والظروف الجوية والطقس المرافق له، والنشاط المصاحب له من جهة التكيف والتعايش والتماشي ومواجهة التحديات والتناغم مع الطبيعة.
من جهته، أوضح الكاتب والباحث تيسير خلف، أن أدب الرحلات من أهم منابع الكتابة والسرد العربي، حيث قدم العرب تاريخياً لأدب الرحلة آلاف النصوص وغطوا جانباً لم تغطه كتب التاريخ التقليدية، وأكد أن أدب الرحلة بدأ عند العرب كنوع من استكشاف الآخر، وتطور إلى رحلات دبلوماسية واستكشافية وثقافية لتوثيق عادات الشعوب، مشيراً إلى أن المصادر الوحيدة لبعض الأمم والشعوب في العالم حالياً هي مصادر عربية مثل الشعب الروسي وشعوب الشمال، وهذا السرد المهم في الذهنية والكتابة والثقافة العربية يشكّل مادة خصبة يستفيد منها الكتّاب والقراء في جميع أنحاء العالم.
بدوره، نوه الدكتور عقيل الموسوي، إلى أن الرحلة تشكل جسراً بين الأزمنة والثقافات والإنسان، موضحاً أن الروائي يسافر في الجغرافيا وفي التاريخ إلى القرون السابقة، وشدد على أن الرحالة لا يسافر للاستمتاع بالفنادق والمناظر الجميلة وإنما ليتعلم، وفي بعض الأحيان لا يكون الواقع كافياً في بلد معين، مما يدفع الرحالة للبحث في التاريخ لفهم واقع ذلك البلد.
من جانبها، قالت الدكتورة نغوين فان كوي ماي: إن أعمالها تستكشف العلاقات بين الأجيال، وتأثير الحرب، مشيرة إلى أن فيتنام عانت من الغزو الأجنبي لأراضيها على مدى قرون طويلة، من المغول إلى الإمبراطوريات الصينية واليابانية المتعاقبة، إلى الاستعمار الفرنسي، والحرب الأميركية.
وأكدت نغوين فان كوي ماي، أن مهمتها ككاتبة هي توثيق نجاة الشعب الفيتنامي ، مشيرة إلى أن روايتها "أنشودة الجبل"، التي توثق حياة عائلة من ثلاثينيات القرن الماضي إلى تسعينياته، استغرقت سبع سنوات بسبب البحث عن مصادر موثوقة وصعوبة العثور على أشخاص عاشوا في تلك الفترة المعقدة من التاريخ الفيتنامي، إبّان مجاعة عام 1945 التي أودت بحياة مليوني فيتنامي تحت نير الاستعمار الفرنسي والياباني.
وشهدت الندوة في ختامها، حفل توقيع كتب، وقعت خلاله الدكتورة نغوين فان كوي ماي، مجموعة مختارة من كتبها لزوار معرض الشارقة الدولي للكتاب 2025.