جار التحميل...
الشارقة 24:
أكد عدد من الأدباء والروائيين، أن الرواية اليوم لم تعد مجرد فن سردي تقليدي، بل مساحة حرة لاكتشاف الذات والبحث عن المعنى الإنساني، في ظل التحولات الكبرى التي يشهدها العالم المعاصر، مشيرين إلى أن تطور الرواية يعكس قدرة الأدب على مواكبة التغيرات الاجتماعية والتقنية دون أن يفقد جوهره الإنساني.
جاء ذلك، خلال جلسة نقاشية بعنوان «الرواية مساحة للتمرد والبحث عن المعنى»، ضمن فعاليات الدورة الـ44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، جمعت كلاً من: الدكتورة بديعة الهاشمي، والروائي العماني زهران القاسمي، والدكتورة ريم البسيوني، والروائي محمد سمير ندا.
وأوضحت الدكتورة بديعة الهاشمي، أن مصطلح الرواية الجديدة يشير إلى الأساليب الروائية الجديدة التي تكسر القوالب العتيقة للسرد والشكل والبناء القصصي، وأضافت الأكاديمية التي تدرس أدب السرد، أن أبرز سمات الرواية الجديدة تتمثل في التركيز على التجريب وإعطاء مساحة لصوت الكاتب ومناقشة قضايا جديدة والاعتماد على الرمزية وتوظيف الأسطورة والغرائبي.
واعتبرت الهاشمي، أن تأثير فن الرواية يتسم بالديمومة، ذلك لأنها كما يقول النقاد كالكائن الحي لديها قدرة على التكيف والتطور والنمو، ولعل ظهور الرواية الجديدة يعبر عن ذلك بجلاء.
وحول تأثير الذكاء الاصطناعي على الإبداع قالت: مهما يكن من دور الذكاء الاصطناعي، فالمؤكد أن إبداع الكاتب سيبقى حجر الزاوية في أي عمل إبداعي، مضيفة أن غاية الأدب هي التعبير عن مشاعر الإنسان، فكيف يمكن للذكاء الاصطناعي وهو بغير شعور أن يفعل ذلك.
من جهته، أشار الروائي العماني زهران القاسمي، إلى أن المكان له دور كبير جداً في تكوين الشخصيات داخل العمل الروائي، فعندما نكتب رواية عن مكان ما، وليكن قرية جبلية أو ساحلية لا بد من أن يظهر تأثير المكان على الأبطال.
وأضاف زهران، الذي يتسم سرده الروائي بالاعتماد كثيراً على الشعر، أن هناك خيطاً رفيعاً بين الحياة المعاشة، وما نكتبه، موضحاً أنه يحق للكاتب الاقتباس من الواقع وتحويره ليوصل فكرته إلى المتلقي.
بدورها، تحدثت الدكتورة ريم البسيوني، عن تجربتها الروائية التي بدأت منذ كانت في السادسة عشرة فقالت: كتبت آنذاك رواية تاريخية عن فتح الأندلس، ثم توقفت لاتجه للرواية الواقعية للتعبير عن التجربة الإنسانية، بعدئذ رجعت بشغف إلى التاريخ لأكتب "ثلاثية المماليك"، وتطرق إلى تشكيل هوية مدينة القاهرة عبر القرون، كما كتبت "رواية الحلواني" وركزت على تطور الفكر الصوفي.
وأكدت البسيوني، أن نجاح الرواية يرتهن بقدرتها على التعبير عن مشاعر الكاتب، فبغير ذلك ستفتقر إلى الحرارة التي تضفي عليها الجاذبية، لذلك فإن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي يقتل روح النص ويصيب القارئ بالسأم الذي يؤدي إلى النفور.
من جانبه، أوضح محمد سمير ندا، أن مهمة الكاتب هي تشخيص حالة المجتمع، فيلقي الضوء على الاعتلالات التي تعتريه، ويقاوم القبيح أينما يوجد، ورأى أن العمل التاريخي لا يكتسب أهميته في كونه سردياً بل في إثارة التفكير في الواقع، وقد يكون اللجوء للتاريخ من الأساليب التي يتبناها الكاتب للهروب من الحاضر.
وتطرق إلى مخاطر الذكاء الاصطناعي على العمل الإبداعي قائلاً: من المخيف أن الذكاء الاصطناعي قد ينجر رواية في دقائق بينما يحتاج الكاتب سنوات، لذلك لقد طرحت شخصياً نماذج كتبت بتقنية الذكاء الاصطناعي وراقت للقراء، ولا أستطيع التنبؤ بحسم بشكل وطبيعة المقبل.