جار التحميل...
الشارقة 24:
في أجواء مفعمة بالحماس والبهجة، امتلأ مسرح معرض الشارقة الدولي للكتاب 2025، عن آخره بالأطفال وعائلاتهم، الذين احتشدوا منذ وقت مبكر لمتابعة العرض المسرحي العائلي "الخشيشة"، الذي حملهم في رحلة إلى عالم من الإبداع والخيال والأمل.
ومنذ اللحظة الأولى لإشعال الأضواء في المسرح، انطلق الأطفال بالغناء والتصفيق على أنغام الموسيقا التقديمية، لتتحول القاعة إلى مشهد من الفرح الجماعي، حيث غمرت الطاقة الإيجابية المكان وبدت السعادة على وجوه الصغار، وما إن أطلت نجمات المسرحية على الخشبة حتى دوّى المسرح بتصفيقهم وهتافاتهم.
بدأ العرض بفقرة غنائية راقصة حول مرور الزمن، جسدت عبرها الممثلات وطاقم عمل المسرحية فكرة التطور وتحقيق الأحلام بالإصرار والعمل، وتضمنت الأغنية رسائل تحفيزية للأطفال حول حب ما يقومون به، ومواصلة السعي نحو طموحاتهم دون الالتفات إلى أصوات الإحباط، في تأكيد على أن الحلم لا يتحقق إلا بالعزيمة والإيمان بالنفس.
توالت بعد ذلك، مشاهد المسرحية التي دعت إلى قيم التعاون والتكاتف والإيمان بالإمكانات الكامنة في داخل كل طفل، مع رسالة مؤثرة مفادها أن لا شيء يمكن أن يوقف الشخص عن تحقيق حلمه إذا تمسك به.
وجاء مشهد "مصنع المستقبل"، ليكون ذروة العرض، حيث دخلت البطلات وضحة الأيوب، والجوري البعنون، والجود البعنون في حوار شيق عن أحلامهن الكبيرة، وكيف يمكن تحويلها إلى واقع من خلال العمل والاجتهاد، ووجّهن من خلال هذا المشهد رسالة محبة للأهل، مفادها أن دعم العائلة هو سر النجاح، وأن الحوار الصادق معهم سبيل لتحقيق التفاهم والتوازن.
ولم تغفل المسرحية جانب التوعية، إذ تناولت مشاهد تحذر الأطفال من السلوكيات السلبية والتصرفات غير المسؤولة على المنصات الرقمية، داعية إلى استخدام التكنولوجيا في الخير والإبداع.
أما الختام، فكان بمشهد مؤثر عن التغيير والانطلاق نحو الإبداع، تلاه أداء جماعي لأغنية "كن إنساناً" التي حملت رسالة سامية عن الصدق، واحترام الآخرين، واستخدام الابتكار لخدمة المجتمع.
وبهذا المزيج من الغناء والتمثيل والرسائل الهادفة، استطاعت "الخشيشة"، أن تزرع في نفوس الأطفال البهجة، وأن تذكّر الحاضرين بأن المسرح ما زال فضاء حياً لتعليم القيم وصناعة الأحلام.