جار التحميل...
الشارقة 24:
نظم بيت الشعر في الشارقة أمسية شعرية، الثلاثاء، شارك فيها كل من الشعراء: هشام الصقري من سلطنة عمان، والدكتورة آمنة حزمون من الجزائر، وأحمد اليمني من السودان، بحضور الشاعر محمد عبد الله البريكي مدير البيت، وجمهور من النقاد والشعراء ومحبي الشعر.
قدم الأمسية أ.د. خليل الرفوع، الذي استهل تقديمه بالترحيب بالحاضرين، رافعاً الشكر لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على رعايته لمنابر الإبداع، ومنها بيت الشعر، وقال: "تحيةٌ شعرية خالصة لعاشق العربية، صاحبُ السمو الشيح الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وحكيمها، فمن رؤية سموه يتجدد بيت الشعر تألقًا ليظللَ الشعراءَ بغيمةِ البيان ونَدى الجمال، ومن سحائب فكر سموه ورؤيته في عظَمة اللغة العربية انطلق القائمون على بيت الشعر ليؤسسوا قواعَدَ بيانيةً راسخةً في فجر العربية، وتاريخ الشعر، وسحر الكلمة، ليكونَ من ثمةَ البناءُ مكتملَ البهاء أناقةً كما هي الشارقة في رُوحها وجمالها".
استهل الأمسية الشاعر هشام الصقري، بسفر إلى عوالم الخيال والدهشة واللغة، ليشكل من الحروف ضفافاً موشاة بالإخضرار والأطيار والأشعار، وقرأ قصيدة "سفر لظل مكسور" منها:
جَفافٌ ولكنْ من سَرابِكَ مُبْتَلُّ
على نظرةِ الصَّحراءِ يَنكسرُ الظِّلُّ
تُفاوِضُ في رَمْلِ احتراقِكَ فُرصةً
فلا فُرصةٌ لاحتْ، ولا اكترثَ الرَّمْلُ
وَدُونَكَ تَلٌّ لا يُشيرُ لِمَشهدٍ
فكيفَ تَرى إنْ كانَ لا يُبصِرُ التَّلُّ؟!
ثم توالت قراءاته التي شكلت رؤية وفلسفة اتكأت على لغة رشيقة عالية، وقرأ نصاً بعنوان "سراب" منها:
يُخَيَّلُ لي أنَّها مِن سَرابٍ
ولكنَّها كالصبَاحِ تُطِلُّ
على وجهِها الشمسُ حينَ تفيقُ
وفي جَفنِها قمَرٌ يَستَظِلُّ
وفي عينِها يهتدي الوقتُ لكنْ
إذا أغمضَتها يضِلُّ يضِلُّ
بعده، قرأت الشاعرة الدكتورة آمنة حزمون، مجموعة من النصوص تميزت بالسلاسة والتأمل والسفر إلى زمان آخر، لاكتشاف عوالم جديدة، وقرأت قصيدة "عبورٌ ممكنٌ لزمنٍ مستحيلْ" منها:
أسيرُ إلى معناك و''الخطوةُ الحبُّ''
وظلّي يقينُ الأرض والنور لا يخبو
وعيناك .. ما عيناك؟ إلا قصيدتي
كتبت على أهدابها ما روى القلبُ
أحبك لكن الخلاص مؤجلٌ
فودّع نبي الدمع يا أيها الجبٌّ
ثم عادت إلى التأمل في الطبيعة وما حولها من معطيات، لتشكل منها صورة حية تنعكس على معاناتها مع الحياة، ومن قصيدة "ما أسرّهُ النخلْ":
لم يسأل النخل قلبي، كان يعرفني
وكنت أشبههُ في صبره العالي
مذ مدّ سعفا إلى العلياء صار له
وِردٌ يرتله في هدأة البالِ
ولم أجد رغم ما يدعو إلى قلقي
سوى السكينةِ في حِلّي وترحالي
واختتم الأمسية الشاعر أحمد اليمني، الذي تميزت نصوصه بلغتها العالية، ومجازاتها الأنيقة، وخيالها الخصب، فقطع "مسافة" الحروف ليغني:
كثيرٌ عليها أن تكون سريرَتي
وأن ألتقِيها في الوجوهِ الكثيرَةِ
كثيرٌ عليها ذلك الواحدُ الذي
بأنفاسِهِ يعتدُّ لا بالعشيرةِ
لقد أغلق الماضونَ قلبي فلم يصرْ
سوى مبصرٍ نأيًا بعينِ البصيرَةِ
ثم عاد يقطع الخطأ، ليتوقف في "حوار خاص مع امرأة عامة" ليكشف عن ذاته المتشظية عاطفة ووجداً، فيقول:
لا رغبةً في الحبِّ بل فينا معا
فلنتخذ جسدًا أقل ترفعا
ولنمحُ أبوابَ الضلوعِ جميعَها
ولنَنسَ أن قد كان طرقًا مُوجعا
ولنعتذرْ منها على ضوضائِنا
فلطالما رغِبت بأن لا تُقرَعَا
ولأدَّعيكِ وتدَّعيني ليلةً
فالليلُ أحوجُ ما يكونُ لمدَّعى
وفي الختام، كرّم الشاعر محمد البريكي المشاركين في الأمسية.