جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
تجارب شعرية من فلسطين وموريتانيا والبحرين

أمسية شعرية تحتفي بالحياة وتبوح بالفقد في بيت الشعر بالشارقة

03 سبتمبر 2025 / 10:38 AM
أمسية شعرية تحتفي بالحياة وتبوح بالفقد في بيت الشعر بالشارقة
download-img
نظم بيت الشعر في الشارقة أمسية شعرية، الثلاثاء، شارك فيها كل من الشعراء: علي مي من فلسطين، محمد المامي من موريتانيا، وعلي النهام من البحرين، بحضور الشاعر محمد عبد الله البريكي مدير البيت، وجمهور من النقاد والشعراء ومحبي الشعر.
الشارقة 24:

نظم بيت الشعر في الشارقة أمسية شعرية، الثلاثاء، شارك فيها كل من الشعراء: علي مي من فلسطين، محمد المامي من موريتانيا، وعلي النهام من البحرين، بحضور الشاعر محمد عبد الله البريكي مدير البيت، وجمهور من النقاد والشعراء ومحبي الشعر.

قدمت الأمسية هناء الشاوي من سوريا، التي استهلت تقديمها بالترحيب بالحاضرين، رافعة الشكر لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة على رعايته لمنابر الإبداع، ومنها بيت الشعر، وقالت: "وهذا الصرح الشعري دليلُ استمرارية النهج والجهد والدعم الذي يتكرم به صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، في جعل بيت الشعر مستودعًا للعلم وسفيرًا للكلمة، لذا، كانت الشارقة ابنة الدهشة التي أثبتت أنها ليست ضيفةً على الثقافة، ولكنها سيدةُ البيت ومضيفتُه".

استهل الأمسية الشاعر البحريني علي النهام القراءات، بنصوص تميزت بعمق اللغة وأصالة المعنى، ودهشة الصورة، وافتتح بقصيدة "الرحلة الأخيرة" التي حمّلها شجنه ووجعه وألم فقده لوالده، فجاءت صاخبة، ومنها:

تسافرُ الآن - ما في الآنَ من أحدٍ 
أعدْ ليَ الريحَ كي تحيا بها رئتي

أعدْ ليَ الأمسَ  كي تزهو مواسمُنا
فتنبتَ الضَحكةُ الحيرى على شفتي

أعدْ إليّ حكاياتي التي يَبِسَتْ
وفسّرِ الماءَ في أغصانِ أسئلتي

فأنتَ من صغتَ للمعنى حديقتَهُ
وأنتَ من أطعمَ الأشعارَ أخيلتي

ومن قصيدة "موسم العودة إلى الشمال، التي تميزت بالتاريخ الذي شكل هوية التغيير، مجيّراً معانيه على واقعٍ يستشرف مستقبلاً للحياة، ومنها:

يا سليمانُ قد ولدنا  كفاحا  
لتُصلي خرائطُ الأرضِ وصلا  

وخرجنا من الضَّلالِ ظِلالا  
وابتكرنا من نزوةِ الشطرِ كُلّا  

واغترفنا  من كلِّ ماءٍ نبيّا  
وبزغنا في ظلمةِ الجُبِّ حبلا  

بعده صعد المنصة الشاعر علي مي، الذي قرأ نصوصاً عالية اللغة والصورة والتحليق في سماء المعنى والخيال، وافتتح قراءاته بقصيدة أسماها "هوية" عبر فيها عن رؤية خاصة بذاته وهويته التي شكلتها البيئة بحرها وصحرائها وإنسانها وقلقها، وقال:

لأفرَّ من قلقي على الأشياءِ 
سافرتُ متَّبعاً رؤى البسطاءِ

واخترتُ ركناً في الحكايةِ نائياً 
لأكون ذاتي خارج الأسماءِ 

روحي هدوء بحيرةٍ منذورةٍ
للطَّير أو للنَّسمةِ الزَّرقاءِ

وأحبُّ سيِّدةً وأحرسُ وردَها
كي لا يصاب العمرُ بالصَّحراءِ 

وحدي أنادمُ وحدتي فكأنَّني 
ملكٌ على أحزاني السَّمراءِ

ثم طاف على "دمشق" ليصور ما التقطته عدسة خياله وشعره وشعوره من زيارته لها، مجسداً حبه لتاريخا وإنسانها وأماكنها، ومما قرأ:

هُنا الفيحاءُ سيرةُ كبرياءٍ
تباركُها دماءُ الأنبياءِ

هنا بردى العذوبة، ليس تصفو
مشاربُهُ سوى للأنقياءِ

هنا في المسجدِ الأُمويِّ قلبي
فراشاتٌ تحجُّ إلى السناءِ

واختتم الأمسية الشاعر الموريتاني محمد المامي بمجموعة من القصائد التي عبرت التاريخ، وطافت بالمدن، وجالست الذات والآخر، مشكلاً صوراً فنية عبر نصوصه، واستهل القراءة بنص "على عتبات الحلم" محاولاً الدخول بكل ثقة إلى مدن القصيدة، معبراً عن طموحه الذي يحمله، ويحمل معه أمل ترابه وذكرياته ومستقبله، وتحيته للشارقة، فيقول:

   حتى اصْطَفَتْهُ قَوافي الشمسِ شاعِرَها
لَمْ يَنْطفــئْ لُغةً ، فالحرفُ يُشْعــِلُـــه


من رمْلِ شِنقيطَ مَعْجونٌ بكلّ نَدى
قَوافِلُ الحُبِّ نَحو الحُلْم تَحــــمِلُه

قد جاءَ شارقةً  سلطانُ ألبسها
ثوبا من الشعر بالإبداع أسبله

شيخ القواسم أقمارِ الذُّرى لهمُ
فوق السماكين ماءٌ جاد جَدْوَلُه

ثم قرأ نصًّا بعنوان "العرافة" محاولاً استكشاف ذاته عبر الآخر، في حوارٍ يبتعد عنه ليعود إليه بخلاصة ما جاشت به مشاعره، وفاضت بها روحه، ومنها:

تـــقول عرافــةٌ إذ تمــعن النـــظرا:  
           فنجــانُ قهوتـــه لا شيء فـيه يـُرى  
فربمــا حُجـــبت عــني بواطـــــــنه  
        أو ربما  ذاق  ماء الشوق فاختمرا 
(ما بين معترك الأحداق ) مات هوى   
         ودان بالـحــب لمَّا لم يـــــجد وَزَرا 
مسـافـرا في فضـــاء الله يوشـك أن           
        يغــيب في جبّة الحلاج إن حضـرا

  وفي الختام كرّم الشاعر محمد البريكي المشاركين في الأمسية.


September 03, 2025 / 10:38 AM

الكلمات المفتاحية

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.