النادي الثقافي العربي بالشارقة ينظم جلسة حوارية حول قصة هاني بكري

الشارقة 24:

نظَّم النادي الثقافي العربي في الشارقة مساء الأحد، جلسة حوارية حول المجموعة القصصية "وقائع طوفان ساعي البريد" للكاتب والإعلامي هاني بكري، وحاوره فيها الإعلامي هشام أزكيض، وذلك بحضور الدكتور عمر عبد العزيز رئيس مجلس إدارة النادي وعدد من المثقفين ومحبي الأدب.

العمل الإعلامي والكتابة

في البداية ذكر الكاتب أن العمل الإعلامي أخذ الكثيرَ من وقته وأعاق مسيرته في الكتابة الأدبية، وتدشين مشروعٍ أدبيٍّ أو فكريٍّ واضحٍ له، وذكر أن كثيراً ما يُشاع عن العمل الإعلامي والصحفي أنه يأخذ كثيراً من وقت الكاتب، مثلما ذكر ذلك من قبل جابريال ماركيز، وارنست همنغواي، وبهاء طاهر وغيرهم، لكن بكل الأحوال الكاتب في الوطن العربي غير متفرغٍ تمامًا مثلما هو الحال مع الكاتب في الغرب.

تقنيات السرد والاختزال

أما عن تقنيات وآليات السرد، فقد قال إنه لا يقدم قصصه في سردٍ مباشرٍ متسلسل، لأن القاص أو الروائي لا يروي قصصه بشكل مباشر وإلا تحول عمله إلى "حكاية" بالمعنى الشعبي للكلمة، كما أنه يستخدم عنصر التكثيف والاختزال كإحدى آليات السرد المعاصرة، فوسائط ووسائل التواصل الاجتماعي صَنعت قارئاً غير صبور، والاختزال والتكثيف لا يعني بتر النص، بقدر ما يعني تشذيب النص من ما لا يلزمه، مستشهداً بكتاباتِ كُتَّابٍ كبار مثل غسان كنفاني، والطيب صالح، ويحيى الطاهر عبد الله وغيرهم، لذلك تُعدُّ القصة القصيرة جداً أعلى مراحل الاختزال، وقلّ من يكتبها عارفاً تقنياتها، واستطرد أن آليات السرد الآن في الغرب تجاوزت السرد التقليدي القائم على التسلسل الزمني والوصف الخارجي للأشياء والمحددات القصصية التقليدية، إلى سردٍ تمتزج فيه الأجناس الأدبية جميعاً، فالأعمال في الغرب يتقاطع فيها السرد الروائي بالقصصي بالسيرة الذاتية وكتابة السيناريو ببعض الرسوم التوضيحية.

موضوع المجموعة القصصية

أما عن مجموعته وقائع طوفان ساعي البريد فقال إنها سردية للإنسان الهامشي والبسيط المضغوط بفعل سياقات خارجة عن إرادته، ومن هذا المنطلق تتحرك شخصيات المجموعة القصصية، لتوضح ماذا يحدث للإنسان في ظل حياة قاسية وظالمة وتسيطر فيه القيم المادية البحتة.
تعقيب الخبراء

وشهدت الجلسة تعقيباً من الدكتور عمر عبد العزيز بأن الكاتب قدم سردية حداثية بواقعية حدسية ومجازية، حيث يتواشج التنفس الكفكاوي مع الواقعية المشهدية التي تقدم صوراً من الحياة اليومية للإنسان المطحون بماكينة الواقع القاسي، هذا إلى جانب وجود شذرات نصية تحيل على اللغة الصوفية، هذه التوليفة الاحترافية جعلت مجموعة الكاتب هاني بكري تتماهي مع الواقعية السحرية وهو ما أكسبها نكهة خاصة.

التأثير التلفزيوني والسينمائي

فيما علق محمد ولد محمد سالم بأن الكاتب، رغم قوله إن العمل التلفزيوني استغرقه ولم يترك له وقتاً كثيراً للكتابة، إلا أنه استفاد منه قصصيّاً؛ فهناك في المجموعة فقرات سريعة وخاطفة ومركَّزة تبدو كأنها معالجةٌ إخراجية، كما أن هناك قفزات وانتقالات تحيل إلى تقنيات الإخراج التلفزيوني والسينمائي، كما أشاد باحترافية الكاتب لغويّاً وأنه يتحكم بالنص بحرفية بالغة متجنباً الاستطرادات، وتلك ميزة المجموعة القصصية التي أكد أيضاً أنها متوالية قصصية قصيرة وليست ميتا-سرداً.

تفاعل الحضور وختام الجلسة

وتفاعل الحضور مع الحوار، وأثروا النقاش بأسئلتهم ومداخلاتهم حول جماليات السرد ومعنى التجريب في القصة العربية الحديثة، مؤكدين على أهمية الحوار النقدي الإبداعي وتوسيع فضاء القراءة في السرد العربي المعاصر، واختُتمت الجلسة بتكريم الكاتب والإعلامي هاني بكري.