جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
"جوبا" تحتفي بلغة الضاد

الشعر العربي في جنوب السودان.. طيف من الرؤى الإبداعية

04 أغسطس 2025 / 12:41 PM
الشعر العربي في جنوب السودان.. طيف من الرؤى الإبداعية
download-img

شهدت جمهورية جنوب السودان، النسخة الـ 4 من ملتقى الشعر العربي تحت شعار "التميّز والإبداع، ريادة وارتقاء"، الذي نظمته إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة بالشارقة بالتعاون مع "اتحاد علماء مسلمي جنوب السودان"، في إطار مبادرة ملتقيات الشعر العربي في إفريقيا، والتي تهدف إلى نشر اللغة العربية، وتوسيع أفق الشعر الفصيح، وتعزيز حضوره بين مبدعيه.

الشارقة 24:

تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة؛ شهدت جمهورية جنوب السودان، النسخة الـ 4 من ملتقى الشعر العربي تحت شعار "التميّز والإبداع، ريادة وارتقاء"، الذي نظمته إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة في الشارقة بالتعاون مع "اتحاد علماء مسلمي جنوب السودان"، في إطار مبادرة ملتقيات الشعر العربي في إفريقيا، والتي تهدف إلى نشر اللغة العربية، وتوسيع أفق الشعر الفصيح، وتعزيز حضوره بين مبدعيه.

ويُشكّل ملتقى جنوب السودان محطة جديدة في سلسلة ملتقيات الشعر العربي التي تجوب عدداً من الدول الإفريقية، من بينها: تشاد، وغينيا، والسنغال، ونيجيريا، والنيجر، ومالي، وساحل العاج، وتستعد لمواصلة مسيرتها في دول أخرى خلال الفترة المقبلة، تأكيداً على رسالتها الثقافية الهادفة ورؤيتها المنفتحة على تنوع المشهد الإبداعي في القارة.

وشهد ملتقى الشعر العربي في جنوب السودان، الذي أقيم في العاصمة جوبا، حضوراً رسمياً وثقافياً لافتاً، من بينهم: سعادة محيي الدين سالم، ممثل جامعة الدول العربية في جنوب السودان؛ والشيخ الدكتور عبدالله برج روال، الأمين العام للمجلس الإسلامي؛ والشيخ حامدين شاكرين بن لوال الأويلي، مفتي عام جنوب السودان، ود. محمد قاي لوكواج، رئيس اتحاد علماء مسلمي جنوب السودان والمنسق العام للملتقى؛ والشيخ د. محمد كوال كوات، الأمين العام للاتحاد ذاته. ومن الوسط الأكاديمي، حضر البروفيسور بول دينق، مدير جامعة أعالي النيل سابقاً وأستاذ اللغة العربية بجامعة جوبا، إضافة إلى عددٍ من ديبلوماسيين عرب، ومهتمين باللغة العربية من شعراء ومثقفين وأكاديميين.

ورحّب المنسق العام للملتقى، محمد قاي لوكواج، بالحضور، مؤكداً في كلمته أهمية الرعاية الثقافية التي تتولاها إمارة الشارقة، بقيادة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ودورها المحوري في دعم اللغة العربية وتعزيز حضورها في القارة الإفريقية.

وأشار إلى أن هذا الملتقى يُعدُّ ثمرة من ثمار تلك الرؤية المستنيرة التي تؤمن بأن الثقافة جسر للتواصل، وأداة فاعلة في ترسيخ السلم المجتمعي وتعزيز الهوية. كما نوّه لوكواج بالدور المتنامي لمبادرة ملتقيات الشعر العربي في إفريقيا، والتي باتت منصات حيوية تحتضن الإبداع وتفتح الآفاق أمام الشعراء الشباب لإيصال أصواتهم بلغة الضاد.

ومن جانبه، عبّر السفير محيي الدين سالم، ممثل جامعة الدول العربية في جنوب السودان، عن تقديره الكبير لمبادرة الشارقة في احتضان اللغة العربية في قلب القارة، معتبراً أن هذا النوع من الملتقيات يسهم في بناء جسور التقارب الثقافي بين الشعوب ويعزز من الحضور العربي في إفريقيا من بوابة الإبداع والمعرفة.

أما الشيخ د. عبدالله برج روال، الأمين العام للمجلس الإسلامي، فأكد في كلمته أن اللغة العربية ليست مجرد وسيلة تواصل، بل هي حاملة لقيم حضارية وروحية سامية، مشيداً بالدور الذي تمثّله الشارقة في دعم الثقافة العربية، التي ترسّخ تلك القيم في المجتمعات الإفريقية ذات التنوع الديني والثقافي الواسع.

"تجليات ورؤى وقضايا"

تنوّعت القراءات في موضوعاتها بين ما هو وجداني وإنساني، وما هو وطني وتأملي، حيث عبّر الشعراء المشاركون عن هواجس الذات والأحلام، ولامست نصوصهم قضايا عدداً من القضايا، واحتفت بجمال اللغة العربية. وبرزت في القراءات نبرة حنينٍ للهوية، واحتفاء بالوطن، واستحضارٌ للروح الإفريقية في بعدها العربي، حيث امتزجت الصور الشعرية بنبض الواقع، وتجلّت التراكيب في أنماطها الكلاسيكية والمعاصرة على حد سواء.

وأضفت اختلاف التجارب والأساليب بين المشاركين نكهة خاصة على الأمسية، ما أتاح للحضور تذوق طيف واسع من الرؤى الشعرية التي عكست ثراء المخزون الثقافي والتجربة الحياتية للشعراء.

وقرأ يوسف قاي قول من قصيدة بعنوان "أنا الجنوب"، يقول:

أنا الجنوب أنا النيل العذب ماءه                          أنا السماء الباكية بصفاء الجداول والوديان

أنا أرض نصبت الطبيعة على سطحها                 خيام الخضرة والأعشاب وروعة الخيران

أنا تربة تنبت بشتى النباتات أزواجاً                      وتمتد فوقها نضارة الحقول والجنان

أنا شعب في الصبر يضرب به المثل                      وروح ترتدي ثوب الكمال نقيض النقصان

وقرأ مارتن وده ميان من قصيدة بعنوان "عشانك يا بلد"، يقول فيها:

عشانك يا بلد نؤلف المسرحيات

ونكتب الشعر

نردّد الأغنيات ونرسم لوحات الفرح

على القمر

عشانك يا بلد تكون قوة حبنا في

أحرف الكلمات

نكتب للتاريخ أفراح أبنائك في

لحن الأغنيات..

أما قصيدة شهرزاد كامل فقد حملت عنوان "أمي"، لتقرأ في حب والدتها:

 أمي يا نبع الحنان السامي

ويا ضياء في الليل الحاني

أمي يا سر الحياة وروحها

ويا دعاء صادق الأماني

أمي إذا نادي الحزن قلبي أنا

ناديت باسمك فأنجلت آلامي..

August 04, 2025 / 12:41 PM

الكلمات المفتاحية

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.