جار التحميل...
الشارقة 24:
صدر أخيراً العدد (106)، أغسطس "2025م"، من مجلة الشارقة الثقافية، وقد تضمن مجموعة متميزة من الموضوعات والمقالات والحوارات، في الأدب والفن والفكر والسينما والتشكيل والمسرح. وقد جاءت الافتتاحية تحت عنوان (الترجمة والنهوض الحضاري)، مؤكدة أن الترجمة تحولت من الحرفة إلى الصناعة، ومن النشاط الفردي إلى العمل المؤسّسي، ما أسهم في تعزيز الصناعات الإبداعية، وإيجاد سياقات اقتصادية جديدة، حيث تمكنت اللغات من التطوير والتحول من لغات قبلية ومحلية إلى لغات عالمية، وكلما ازدهرت الترجمة ونشطت حركتها، ارتفع مستوى التقارب بين الدول والشعوب والثقافات، وفتحت أبواب جديدة للحوار والتفاهم والتعاون، والإسهام في تحقيق السلام العالمي.
أما مدير التحرير نواف يونس، فكتب عن (الموسيقا.. ثقافة ولغة عالمية)، قائلاً: (تعــد الموســيقا مــن أكثر هــذه الفنون، التي شــكلت مظهراً حضارياً إنسانياً على مــر العصور التي عرفتها البشــرية، نظراً لتأثيرهــا في مضمون وجوهر الإنســان، وهويته وشــخصيته وثقافته خلال مسيرته الحياتيــة.. وقد شهدت الموســيقا مراحــل وعلامــات فارقة في تطورهــا وآلاتهــا، عبــر كل الحضــارات: الآشــورية والمصرية والبابليــة والصينية والإغريقيــة، متواصلــة فــي مســيرتها الإبداعيــة حتــى عصرنــا الحالــي كلغة عالمية يفهمها الجميع).
وفي تفاصيل العدد؛ توقّف د.أكرم قنبس عند أحد أعلام الأدب العربي، هو بدوي الجبل شاعر العربية، وسلّط د.محمد أحمد عنب الضوء على حياة المستشرق السويسري ماكس فان برشم، والتي كرّسها لدراسة النقوش والكتابات الإسلامية، فيما كتبت آمال كامل عن مدينة زغرتا اللبنانية، التي تحتضنها الأنهار وأشجار الزيتون، وتناول شهاب الكعبي سيرة (البصرة)، مدينة الثقافة والفنون والإبداع، وثغر العراق الباسم.
أمّا في باب (أدب وأدباء)؛ فنقل عبدالعليم حريص أجواء ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي، الذي احتفى بكوكبة من أدباء موريتانيا، وبيّن جواد عامر كيف حمل المؤرخ والشاعر والناقد عبدالله كنون، مشعل الدفاع عن الهوية الأدبية في المغرب، وبحث نور سليمان أحمد في التجربة الروائية لإبراهيم عبدالمجيد، حيث البراعة في رسم المكان والشخصيات، ورصدت اعتدال عثمان التحولات الكبيرة في مكونات الهوية، في عدد من أهم المشروعات الروائية العربية، وتطرق عادل البطوسي إلى فوز الكاتبة الهندية (بانو مشتاق) بجائزة البوكر العالمية، وهي من أبرز الأصوات بلغة (الكانادا)، وقرأ أحمد فضل شبلول سيرة الشاعر عزيز أندراوس، الذي تأثر بشعراء مدرسة المهجر، واعتبر مجدداً على مستوى الشكل والمضمون، وكتب نبيل سليمان عن المكتبات التي كونته على مدى سبعين عاماً، حيث تعرف من خلالها إلى الكتاب والشعراء العرب، والتقى بكبار الأدباء في العالم، وحاور حسن م. يوسف الأديب، تيسير خلف الذي قال: إن الفعل الإبداعي مرتبط بالتغيير.
واستعرضت نورا إبراهيم حردان مسيرة الشاعر العراقي موفق محمد أبو خمرة، الذي كان يعد قامة أدبية وصوتاً ينبض بحب الوطن والحنين، وكتبت سوسن محمد كامل عن المشروع الفكري والحضاري الشامل للمفكر الجزائري مالك بن نبي، الذي قدم فهماً للواقع والتاريخ والإنسان، وأشار غسان كامل ونوس إلى الفضاءات والكائنات والرؤى الإبداعية، التي رسمها حيدر حيدر، فضلاً عن تداخل الأجناس الأدبية التي جسدها في كتاباته، فيما قدمت انتصار عباس إضاءة على تجربة الشاعر محمد لافي، الذي تناول في شعره قضايا الهوية والانتماء للأرض ومعاناة شعبه في المنافي، وتناول د. قاسم كوفجي أهمية كتابات (هاروكي موراكامي) الأدبية في قدرتها على استكشاف عميق للطبيعة البشرية والهوية والعزلة.
وتوقف د. مجد حيدر عند رواية (إمبراطورية الشمس) لـ(جيمس غراهام بالارد)، الذي استلهمها من سيرته الذاتية، وتتبع زياد الريس ملامح البوح والحزن في رواية (كتابك الذي بيميني)، للروائي الأردني ياسر قبيلات، وقدم يوسف علي إضاءة على الجلسة النقاشية، التي نظمها النادي الثقافي العربي في الشارقة، حول تجربة عائشة سلطان ومجموعتها القصصية (خوف بارد)، وأخيراً عرجت نسرين أنطونيوس على رواية (الخبز الحافي) لمحمد شكري، الذي قدم فيها شهادة دامغة على عصر طحنه الحرمان والجوع، وعلمه الشارع أبجدية البقاء قبل أن يعرف حروف الهجاء.
وفي باب (فن. وتر. ريشة)؛ تناول مهاب لبيب تجربة الفنان التشكيلي محمود حماد، الذي شكل نواة الفن التجريدي في سوريا، وحاور البشير عبيد الفنان التشكيلي محمد الهادي ساسي، الذي يبحث عن الإبداع بين التجريب والالتزام، وكتب خليل الجيزاوي عن الفنانة القديرة سميحة أيوب، التي تعد علامة فارقة في تاريخ المسرح العربي، وتوقف هشام أزكيض عند التجربة الإبداعية للمخرج والكاتب (المسكيني الصغير)، وهو أحد رواد المسرح المغربي، فيما التقت رندة حلوم الشاعر بيان الصفدي، الذي كتب للكبار والصغار.
واعتبر أن المسرح أكثر تأثيراً في الطفل وعالمه، وكتب أحمد سعدالدين عيطة عن أحد أعلام الموسيقا والغناء في مصر، هو محمد فوزي، الفنان الشامل وعبقري الموسيقا المجدّد، واختارت د.لمى طيارة فيلم (شكراً لأنك تحلم معي)، للإشارة على قدرة المخرجة على نقل الواقع وتجسيده، وكتب أسامة عسل عن (سينما صلاح أبوسيف) احتفاء بـ(110) أعوام على مولده، والذكرى (29) لرحيله.
وفي باب (تحت دائرة الضوء) قراءات وإصدارات: تاريخ وثقافة الطاجيك- نوال عامر، منهج الوصف والتحليل- أماني إبراهيم ياسين، نصوص نثرية عربية قديمة من الأدب القلق- أبرار الآغا، (فاقد الحب.. يعطيه) رواية لليافعين لرانية حسين أمين- ثريا عبدالبديع العرب.. في الاستشراق التشكيلي- إيمان محمد أحمد، سليمان المعمري وملامح (المختبئون في كلماتي)- سعاد سعيد نوح، نشأة وتطور فن القصة القصيرة بالمغرب- نجلاء مأمون.
ومن جهة ثانية؛ تضمّن العدد مجموعة من المقالات وهي: طموح في تجليات شعرية- رعد أمان، (إسنا) مدينة الحكماء والتاريخ- سعيد ياسين، الثورة الرقمية ومستقبل الإبداع الفني- مظفر إسماعيل، واسيني الأعرج يكتب رواية أقرب إلى الوثيقة- فاديا عيسى قراجة، الخوارزميات والعمل الأدبي- شيمازا فواز الزعل، غابة السرد الروائي- مالك صقور، حنون مجيد وأمواج حياة صاخبة- مصطفى عبدالله، مكتبة صغيرة للطفل- الطيب أديب، تأثيرات الثقافة والنقد في الرواية العربية- نبيل أحمد صافية، الذكاء الاصطناعي.. شاعر فاشل- بول شاوول، الغزل العذري وشعراؤه- عبدالرزاق شحرور، محسن السهيمي.. عاشق لا يفتأ يتغنّى بالمكان- مفيد خنسة، أحمد يوسف علي.. عالم ومفكر وناقد- عبدالحكيم الزبيدي، الأدب العربي في البوسنة والهرسك- محمد الأرناؤوط، (الملاذ الآمن) و(حبر أبيض) قصّتان تتناولان الواقع الإنساني ومشاعره- محمود سلامة الهايشة، عبدالله العلايلي من أعلام الثقافة والأدب في القرن العشرين- د.هانئ محمد، السطوح المظللة بين (براك) و(بيكاسو)- نجوى المغربي، أديب قدورة وذكريات الإبداع- محمد نجيب قدورة، نجيب محفوظ.. كاتباً مسرحياً- محمد حمودة، أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية.. حلم
وتحقق على أرض الواقع- مجدي محفوظ، فن الأداء الصوتي- الأمير كمال فرج، أفلام وبرامج وقصص الأطفال- علي دولة، آن الصافي وسيمفونية الأمل في روايتها (جميل نادوند)- د.مصطفى غنايم، رحلة مشوقة في تاريخ الآداب العربية- ناديا عمر، الحرير والتناغم الخفي- روز مخلوف.
وقد أفرد العدد مساحة لمجموعة من القصص القصيرة والترجمات، لكوكبة من الأدباء والمبدعين العرب، وهي: سعاد زاهر (حجرة الفنان) قاص وناقد، تسليع الفن.. وإكراهات الواقع- د.عاطف البطرس، محمد السيد عبدالعال (أحداث جديدة) قصة قصيرة، أسماء نور الدائم (حيلة بريئة) قصة قصيرة، عبدالحميد محمد الرواي (حدث ذات يوم) قصة قصيرة، حمادة عبداللطيف (نقطة الضوء الطويلة) قصيدة مترجمة.. إضافة إلى تراثيات عبدالرزاق إسماعيل (من قصص الأصمعي)، وأشعار لها أصداؤها (العرجي.. وأي فتى أضاعوا)- وائل الجشي، و(أدبيات) فواز الشعار، التي تضمنت جماليات اللغة وفقه اللغة وينابيع اللغة، كذلك تضمن هذا الباب إضاءة على مسيرة المستشرق الفرنسي شارل بيلا، وهو ممن أخلصوا للغة العربية- وليد رمضان.