جار التحميل...
الشارقة 24:
يواصل مهرجان الذيد للرطب 2025، الحدث الزراعي والتجاري الأبرز الذي تنظمه غرفة تجارة وصناعة الشارقة، في مركز إكسبو الذيد، ويستمر حتى يوم غدٍ الأحد، فعاليات دورته التاسعة، بمشاركة فاعلة للأسر المنتجة، تزامناً مع عام المجتمع في الإمارات، حيث تعرض تشكيلة واسعة من منتجاتها المبتكرة المستلهمة من التراث، ويوفر الحدث ضمن فعالياته المتنوعة التي تحتفي بشجرة النخيل وتراثها، منصة حيوية لدعم الأنشطة التجارية للأسر المنتجة المشاركة في الحدث، وتعزيز دورها في النسيج الاقتصادي والاجتماعي.
وشهدت المنصة المخصصة للأسر المنتجة، إقبالاً لافتاً من الزوّار للاطلاع على المنتجات المعروضة، والتي حولت مختلف أجزاء شجرة النخيل إلى منتجات ذات قيمة اقتصادية وجمالية، من أبرزها المشغولات الحرفية كالمخاريف والسلال، والأطباق الشعبية الإماراتية كالهريس والمجبوس، بالإضافة إلى المنتجات المبتكرة كالعسل المحلي والبهارات الخاصة والقهوة العربية.
وأكد سعادة محمد أحمد أمين العوضي مدير عام غرفة تجارة وصناعة الشارقة، أن تعزيز مشاركة الأسر المنتجة، جزء من استراتيجية المهرجان القائمة على المسؤولية المجتمعية والتنمية المستدامة، وينسجم مع رؤية عام المجتمع في دولة الإمارات العربية المتحدة 2025، الذي يهدف إلى تعزيز روح التكافل والتعاون بين جميع فئات المجتمع، مشيراً إلى أن المهرجان، يحرص في كل دورة على إشراك روّاد الأعمال والأسر المنتجة للإسهام في تمكين المجتمع المحلي من خلال تنمية المشاريع المنزلية، وهذا التوجه يكتسب أهمية خاصة في عام المجتمع، وسعي كافة الفعاليات إلى بناء جسور التواصل والتعاون بين مختلف شرائح المجتمع الإماراتي، ومن ضمنها الأسر المنتجة التي تثري تجربة زوّار مهرجان الذيد للرطب، وتمثل نموذجاً حياً لربط الأجيال الجديدة بتراث الآباء والأجداد، وتحول هذا التراث الثقافي العريق إلى أنشطة اقتصادية مثمرة ومستدامة.
من جانبه، أشار محمد مصبح الطنيجي المنسق العام للمهرجان، إلى أن الحدث يسهم سنوياً على مدى ما يقرب من عقد في تمكين المرأة، اقتصادياً واجتماعياً، ويعزز من دورها الريادي في المجتمع، وهو ما يتماشى مع أهداف عام المجتمع 2025 في تمكين جميع أفراد المجتمع وإشراكهم في عملية التنمية المستدامة، لافتاً إلى أن للمشاريع المنزلية وابتكارات الأسر المنتجة دور بارز في الاستفادة من مزارع النخيل وتعزيز الإنتاج الزراعي بإضافة قيمة جديدة تفيد المجتمع المحلي، منوهاً إلى أن دور الأسر المنتجة يجمع بين الحفاظ على الثقافة الإماراتية الأصيلة وتحقيق عائد مادي مجزٍ للأسر، وفي الوقت ذاته يعزز التماسك المجتمعي والتعاون بين الأجيال، يجعل من دعم الأسر المنتجة عنصراً استراتيجياً محورياً لنجاح المهرجان في تحقيق أهدافه الشاملة، مما يعكس الصورة المشرقة لدولة الإمارات كنموذج رائد في بناء المجتمعات المتقدمة والمتماسكة.
من بين المشاركات خصبة سعيد محمد، التي أوضحت أنها تحرص في كل عام على المشاركة في مهرجان الذيد للرطب، لعرض منتجاتها من الحرف التقليدية، وأوضحت أنها تقوم بصناعة "السرود" و"المهفات" اليدوية بنفس الطريقة التي تعلمتها من والدتها في دلالة على تواصل الأجيال وتناقل الحرف التراثية القائمة على سعف النخيل من جيل إلى آخر، وأضافت أن المهرجان يمنح الأسر المنتجة فرصة لا تقدر بثمن لبيع منتجاتها وتعريف الأجيال الجديدة بقيمة التراث المحلي الإماراتي.
أما محينة علي عبيد، فترى في المهرجان، منصة مثالية لعرض إبداعاتها في المطبخ الإماراتي، وأشارت إلى أنها تقدم لزوار المهرجان أطباقاً شعبية كالهريس، إلى جانب خلطات البهارات الخاصة التي تعدها بنفسها، وعبرت عن سعادتها عندما ترى الزوار يتذوقون الطعام الإماراتي ويعجبون به، إضافة إلى دور المهرجان في زيادة دخل الأسر المنتجة وتعريف المستهلكين بمنتجاتها.
وتشارك مريم اليماحي، بمجموعة منتجات في مجال الصناعات اليدوية المرتبطة بالنخيل، وأوضحت أنها تركز على عرض منتجات مثل "المخاريف" و"السف" التي يقبل عليها الناس، لأنها جزء لا يتجزأ من الهوية الإماراتية مع محاولة إضافة لمسات عصرية لتناسب كل بيت، بالاستفادة مما يوفره المهرجان للأسر المنتجة المشاركة من منصات تسويقية تساعد على الوصول إلى شريحة واسعة من الجمهور لدعم الأسر ومساعدتها من خلال زيادة مبيعاتها على تطوير مشاريعها.
وفي إطار تعزيز مشاركة جميع فئات المجتمع، شهد المهرجان، مشاركة مميزة للمزارع الصغير الطفل زايد علي سالم الظنحاني، البالغ من العمر 8 سنوات فقط، والذي يُعد نموذجاً ملهماً للأجيال الناشئة في مجال الزراعة، وحقق الطفل زايد إنجازات لافتة رغم صغر سنه، حيث حصل على المركز الأول في جائزة الشيخ منصور بن زايد للتميز الزراعي، بالإضافة إلى حصوله على المركز الثاني في مسابقة نحل العسل، وفوزه بجائزة سلة الفواكه ثلاث مرات متتالية.
ويشارك المزارع الصغير في المهرجان، بمنتجات متنوعة من مزرعته تشمل الموز والمانجو والليمون، مما يجسد روح المبادرة والشغف بالزراعة لدى الأجيال الجديدة، وتأتي مشاركته لتؤكد أهمية غرس قيم العمل الزراعي والاعتماد على الذات منذ الصغر، وهو ما ينسجم مع أهداف عام المجتمع 2025 في تمكين جميع أفراد المجتمع بمختلف أعمارهم وتعزيز مشاركتهم في التنمية المستدامة، كما تُظهر كيف يمكن للشباب الإماراتي أن يكون جزءاً فاعلاً في الحفاظ على التراث الزراعي وتطويره.
ويواصل المهرجان، استقبال زواره يومياً حتى يوم غدٍ الأحد، من الساعة 8 صباحاً وحتى 10 مساءً، مقدماً تجربة ممتعة لعشاق الرطب وغيرها من الثمار ومساهما بدوره المعتاد في تمكين الأسر المنتجة، وإبراز مشاريعها ومنتجاتها الفريدة ذات الطبيعة التراثية، بما يعكس الثقافة المحلية ويعزز جهود التمكين الاقتصادي في المجتمع.