جار التحميل...
الشارقة 24:
نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة، مساء أمس الأول، أمسية ثقافية تناولت كتاب "زمردة" الصادر عن دائرة الثقافة بالشارقة، ضمن سلسلة كتب الأطفال التي تصدرها، وهو عبارة عن قصة للأطفال من تأليف الكاتبة يارا عبد الهادي ليبزو، ورسومات الفنان فواز سلامة، وقد اشترك في النقاش كل من الدكتور عمر عبد العزيز رئيس مجلس إدارة النادي مدير إدارة النشر بالدائرة، والفنانة الدكتورة نجاة مكي، إلى جانب كاتبة القصة، وذلك بحضور علي المغني نائب رئيس مجلس إدارة النادي.
تركز النقاش حول فاعلية القصص الموجهة للطفل، عندما يستطيع الكاتب والرسام أن يقدما نصاً متشابك العناصر، تلائم لغته الفئة العمرية المستهدفة، وتقدم قصة ذات رمزية عالية ومقاصد تربوية نافعة، ويكون فيه النص البصري موازياً وعاكساً باحترافية للنص السردي، فتتمازج تلك العناصر لتجذب حواسّ الطفل وتجعله ينغمس في القصة ويستوعبها، وقصة "زمردة"، تتناول حكاية سمكة صغيرة جميلة نشأت في بحيرة اصطناعية مع صديقاتها السمكات الصغيرة الجميلات السعيدات، لكنها هي لم تكن سعيدة، وتاقت إلى أن تخرج من تلك البحيرة إلى المحيط الذي جاءت منه جداتها السمكات الكبيرات، ولجأت إلى "نانا" الخارقة التي أعطتها فرصة الإقامة لثلاثة أيام فقط في المحيط، وهناك لامست رحابة المحيط وتمتعت بالحرية التامة فيه، وعندما عادت بعد ثلاثة أيام إلى البحيرة الاصطناعية أصيبت بالكآبة والحزن ومرضت حتى كادت تموت، فاضطرت "نانا" إلى إرسالها إلى المحيط دون رجعة، وهناك عاشت حرة سعيدة.
وفي المداخلة التقديمية، أوضح الدكتور عمر عبد العزيز، أن هذه الأمسية تأتي في إطار حرص دائرة الثقافة في الشارقة، على تسليط الضوء على إصداراتها الثقافية وتعريف الجمهور بما تتميز به هذه الإصدارات من غنى معرفي، وقد اخترنا في هذه الأمسية أن نتجه إلى إصدارات الدائرة الموجهة إلى الطفل، وهي كثيرة ومتعددة التوجهات والأبعاد، ونحن في إدارة النشر بالدائرة نحرص على إقامة تواشج وتلاحم تعبيري وفني بين الجانب الأدبي والبصري في إصداراتنا الموجهة للطفل، والكتاب الذي بين يدينا "زمردة"، كتاب يخاطب الطفل فئة من فئة ثمانية إلى عشرة أعوام، وهي مرحلة يحب فيها الطفل الحيوانات ويخلع عليها الطابع الإنساني، حيث ترمز الحيوانات معاني أو نوازع الإنسان، فمنها الخير ومنها الشرير ومنها الوادع ومنها الكريه، ومنها الجميل ومنها القبيح، ومنها المتهور ومنها الحكيم، وقد اختار يارا عبد الكريم أن تؤنس صفات الجمال والوداعة والطموح إلى الحرية بمثال سمكة صغيرة هي "زمردة"، وقدمتها في لغة بسيطة ومحمولات درامية شفيفة، واستطاع الفنان فواز سلامه، أن يقدم نصاً بصرياً موازياً للنص الأدبي عكس فيه من ألوان منسقة ومشهدية طبيعية مراحل تطور القصة وتنقلات زمردة بين البحيرة الاصطناعية والمحيط الكبير.
من جهتها، أشارت يارا عبد الكريم، إلى أن هذا هو كتابها الأول الذي يتناول موضوع الطفل وطموحه، والتمسك بالأمل، ورحلة البحث عن الحرية، وأن الدافع وراء كتابته هو إيمانها العميق بأن كل طفل هو عالم كامل من الأحلام والآمال، وأنه يستحق كل الدعم والتشجيع لتحقيق طموحاته.
بدورها، أوضحت الدكتورة نجاة مكي، أن قصة "زمردة" تخاطب فئة محددة من الأطفال ما بين 8- 10 أعوام، وهي ترمز للطموح، حيث يخاطب من خلال الحيوانات وتقدم له معان إنسانية نبيلة، انطلاقاً من مثال الحيوان الذي هو مثال محبب للطفل.