جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
في مسرح اسبانيول بالمدينة العتيقة

تطوان تحتفي بانطلاق مهرجان الشعراء المغاربة في دورته السادسة

10 مايو 2025 / 11:33 AM
تطوان تحتفي بانطلاق مهرجان الشعراء المغاربة في دورته السادسة
download-img
في مسرح اسبانيول بالمدينة العتيقة، احتفت مدينة تطوان الواقعة شمالي المغرب بانطلاق فعاليات الدورة السادسة من مهرجان الشعراء المغاربة، الذي تنظمه دائرة الثقافة في الشارقة بالتعاون مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل في المغرب، بمشاركة أكثر من40 مبدعاً من شعراء ومثقفين وفنانين مغاربة، ويستمر المهرجان على مدى 3 أيام.

الشارقة 24:

تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، والعاهل المغربي الملك محمد السادس؛ احتفت مدينة تطوان، شمالي المغرب، بانطلاق فعاليات الدورة السادسة من مهرجان الشعراء المغاربة الذي تنظمه دائرة الثقافة في الشارقة بالتعاون مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل في المغرب، على مدى 3 أيام بمشاركة أكثر من40 مبدعاً من شعراء ومثقفين وفنانين مغاربة.

أُقيم حفل الافتتاح في مسرح اسبانيول في وسط مدينة تطوان، بحضور سعادة عبد الله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، والأستاذ محمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة، والسيد عبد الرزاق المنصوري عامل إقليم تطوان، وزهور امهاوش المديرة الجهوية للثقافة نيابةً عن معالي الدكتور محمد مهدي بنسعيد وزير الشباب والثقافة والتواصل المغربي، وعدد كبير من الأدباء والمثقفين وطلاب جامعيين ومحبي الكلمة.

وقدّم حفل الافتتاح مدير دار الشعر في تطوان الشاعر مخلص الصغير، حيث رحّب في البداية بالحضور، وقال إن بيوت الشعر أصبحت محطة بارزة في المشهد الثقافي العربي بفضل توجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة، كما باتت فضاءً إبداعياً يحتفي بالكلمة الشعرية، مشيرا إلى أن المهرجان يلتقي فيه مجموعة من أبرز الأصوات الشعرية المغربية حيث شهد مشاركة المئات من الشعراء والشاعرات.

وفي بداية كلمته، أشار عبد الله العويس إلى الدور الريادي للشعر في التعبير عن الهوية والقيم الثقافية، قائلاً: "تُطلّ علينا دورة جديدة من دورات مهرجان تطوان للشعراء المغاربة، ونحن في سعادة غامرة مفعمة بالحيوية المتجدّدة، معبرين عن مشاعر الاعتزاز بهذا الحدث الثقافي المتميز، الذي يؤكد على الدور الريادي للشعر في التعبير عن الهوية والقيم الثقافية الغنّية، حيث كرّست دار الشعر بتطوان جهدها لجمع شعراء المغرب، ليتناوبوا على منبر الدار؛ مما أتاح المجال للشعراء الشباب برفقة رواد الشعر، أن يعطروا أجواء هذا البلد العزيز، بعبير الشعر والإبداع".

وحول نشاط دار الشعر في تطوان ، وما يتخلله من تنظيم فعاليات متنوعة، أضاف العويس: "ليستمر عطاء الدار من تطوان العريقة بوصفها منارة للإبداع، وملتقى للأدباء والشعراء، ليتوج نشاطها السنوي هذا اللقاء الأدبي، ليكون فضاء مفتوحا للحوار الثقافي وملتقى للأصوات الشعرية، بعد أن شهد موسمها الحافل العديد من الأنشطة المتميزة، التي تضمنت القراءات الشعرية والدراسات النقدية الهادفة، إضافة إلى إصدار مجموعة جديدة من الدواوين الشعرية، التي ستشكل إلى جانب الدواوين السابقة، إضافة نوعية تعزز من مكانة الشعر والأدب في  هذه الربوع، وتعطي دفعا كبيرا للشعراء إلى المزيد من الإبداع والعطاء، في ظل تعاون وثيق بين دائرة الثقافة بالشارقة ووزارة الشباب والثقافة والتواصل، منبثق من علاقات أخوية راسخة بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة  المغربية، ترعاها القيادة الرشيدة في البلدين".

ونقل رئيس دائرة الثقافة، تحيات وتمنيات صاحب السمو حاكم الشارقة للمشاركين في المهرجان بالنجاح والتوفيق، قائلاً: "أتشرف في هذا المقام بأن أنقل لكم تحيات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتمنياته لكم بالنجاح والتوفيق".

ونيابة عن معالي محمد مهدي بنسعيد وزير الشباب والثقافة والتواصل في المملكة المغربية، ألقت زهور امهاوش، المدير الجهوية للثقافة كلمة الوزارة، حيث ثمّنت في البداية مبادرة صاحب السمو حاكم الشارقة في تأسيس بيوت الشعر قائلة: "أثمن عالياً مبادرة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في تأسيس بيوت الشعر في الوطن العربي وما أحدثته من نقلة نوعية للمشهد الثقافي العربي، وأن أتقدم بخالص عبارات الشكر والتقدير للأشقاء في دائرة الثقافة في الشارقة على جهودهم العربية المتواصلة".

وقالت: "أتشرف باسم وزارة الشباب والثقافة والتواصل بأن أرحب بكم جميعا في افتتاح دورة جديدة من مهرجان الشعراء المغاربة الذي تقيمه دار الشعر في تطوان، وهي المؤسسة التي تجسد نموذجا للتعاون الوثيق القائم بين الوزارة ودائرة الثقافة في الشارقة".

وأضافت من كلمة بنسعيد: "لقد تم استحداث دار الشعر في هذه المدينة التي كانت ولا تزال مهدا للحداثة الشعرية والثقافية في المغرب والعالم العربي منذ بدايات القرن الماضي، منفتحة على التجارب الشعرية العربية والمهجرية، ومطلة على المنجزات الأوروبية في الضفة الأخرى، وهو ما يجعل من تطوان عاصمة من عواصم الشعر العربي، ومنارة من منارات الحداثة في مطالع القرن العشرين، ونحن إذ نشيد بالدور الريادي الذي تقوم به دار الشعر في تطوان، في الحفاظ على الطابع الثقافي والشاعري لهذه المدينة العريقة، والمصنّفة تراثاً انسانياً عالمياً، لا يسعنا سوى أن ننوه بساكنة هذه المدينة التي التفت حول تظاهرات دار الشعر منذ البداية، وحتى هذه اللحظة التي تأتي تتويجا لسنة من العطاء الشعري والاشعاع الثقافي".

وأشارت إلى أن الدورة الحالية من المهرجان ستشهد فقرات شعرية وفنية غنية متنوعة، بحضور شعراء يمثلون مختلف جهات المغرب، كما يمصلون مختلف أصوات الشعر المغربي الناطق بالامازيغية والعربية والحسانية وعدد من اللغات الحيّة، مضيفة "وهو ذلك الغنى والتنوع الذي تحتضنه مدينة تطوان عبر التاريخ، بروافدها الامازيغية والعربية والأندلسية، وبعمقها الضارب في أعماق القارة الإفريقية، وبأفقها المطل على العالم عبر الفضاء المتوسطي".

"تكريم"

استمراراً لما دأبت عليه دار الشعر في تطوان بتكريم المبدعين المغربين في كل دورة من دورات المهرجان، فقد شهدت الدورة الحالية تكريم كلا من: الشاعر صلاح الوديع، والناقدة حورية الخمليشي.

والوديع من مواليد 1952، ويعتبر من الأصوات المتميزة في الشعر العربي المعاصر، أصدر العديد من الدواوين ومنها "جراح الصدر العاري"، و"ولا زال في القلب شيء يستحق الانتباه".

أما الخمليشي كاتبة وناقدة وأكاديمية مغربية متخصصة في الأدب، وتعد من الاسماء البارزة في الحقل الفكري والأدبي بالمغرب والعالم العربي.

وعبر المكرمان عن شكرهما العميق للشارقة، ودار الشعر في تطوان على هذا التكريم، معتبرين إياه اعترافا بقيمة الكلمة، ودعما متواصلا للمشهد الثقافي المغربي والعربي، مؤكدين أن هذه المبادرات الثقافية تعزز جسور المحبة والتواصل بين المبدعين في العالم العربي.

وسلّم العويس والقصير وامهاوش والمنصوري المكرمين شهادات تقديرية ودروع تذكارية تكريما لجهودهم الفكرية والابداعية.

"قراءات شعرية"

شهد حفل الافتتاح قراءات شعرية لثلاثة مبدعين، هم: صلاح الوديع، وخديجة المسعودي، وعثمان الهيشو.

وقرأ الهيشو من قصيدة بعنوان "هل ينكر العصفور وجه سمائه"، ويقول فيها:

قالوا:

انطفأت ولم تعد لكِ ذاكرة، كذب           وهل ينسى البخور مجامره؟

هل ينكر العصفور وجه سمائه؟        لو مرة، قفص تقمّص طائره

هل خامر الشك الشواطئ لحظة       أقوارب تلك التي أم باخره؟

هل يستقيل النهر من جريانه     إن خانت الغيمات يوما ناظره؟

والنجم قد يغفو ولكن قلبه         أبداً يحنُّ إلى عيوةن ساهره

وجمعت الشاعرة المسعودي في قرائتها بين الكلمة الشعرية والموسيقى، فخلقت جوا تفاعليا يمزج بين الالقاء الحي والايقاع الفني الغنائي لقصيدة "جادك الغيث إذا الغيث همى" للشاعر لسان الدين بن الخطيب، مما أضفى على النصوص بعدا جماليا لدى الجمهور، فيما ألقى الوديع نصوصا شعرية تفعيلية.

"جائزة الديوان الأول"

أعلنت دار الشعر في تطوان عن أسماء الفائزين في جائزة "الديوان الأول للشعراء الشباب- تطوان" في دورتها السادسة"، وتأتي الجائزة في سياق انفتاح الدار على تجارب وأصوات شعرية جديدة، ودعمها للشعراء الشباب، والعناية بقصائدهم حيث سيتم طباعة الدواوين المتوجة بالجائزة.

وتعد الجائزة محطة أساسية في مسار دعم المواهب الشعرية الشابة، وفرصة حقيقية لاكتشاف أصوات جديدة تحمل نبض الابداع، وقد حرصت دار الشعر على تخصيص هذه الجائزة منذ الدورة الأولى للمهرجان، لتشجيه الطاقات، وقد آلت الجائزة في دورتها الحالية إلى الشعراء التالية أسماؤهم: علي بادون في المركز الأول عن ديوان "حبوا على أشواك الحلم"، ومحمد الفتوح في المركز الثاني عن ديوان "أنا سر من الكتمان جئت"، ومحمد أغزيت في المركز الثالث عن ديوان "صلوات متفرقة".

وسلّم العويس والقصير وامهاوش الفائزين الثلاثة بشهدات تقديرية تكريما لجهودهم الإبداعية.

"مسابقة رواد اللغة العربية"

في إطار تشجيع الناشئة على حب اللغة العربية وتقدير جمالياتها، أعلنت دار الشعر في تطوان عن استحداث مسابقة جديدة تحمل اسم" المسابقة الأقليمية لرواد اللغة العربية".

وتهدف هذه المبادرة إلى غرس روح الإبداع اللغوي لدى الأطفال، وتنمية مهاراتهم في التعبير الشفهي والكتابي، من خلال مسابقات في الإلقاء الشعري، والقراءة المعبرة، وكتابة النصوص القصيرة.

وتأتي هذه الخطوة لتعزيز حضور اللغة العربية في وعي الأجيال الصاعدة، وربطهم بقيم الجمال والإبداع منذ سن مبكرة، في أفق تكوين جيل جديد يحمل مشعل اللغة ويؤمن بقوة الكلمة.

وفاز في الدورة الأولى من المسابقة أكثر من 10 متسابقات، يمثلن مختلف مدن المملكة المغربية، فيما سلم العويس والقصير وامهاوش شهادات تقديرية للمتوجات في المسابقة وسط احتفاء كبير من قبل الجماهير.

"وصلة فنية "

في الختام، أحيت الفنانة المغربية نبيلة معن حفلاً موسيقياً قدّمت خلاله فقرات غنائية لاقت تفاعلا واسعا مع الجمهور، وقدّمت مجموعة من الأغاني التراثية والشعبية.

"مسرح اسبانيول"

يذكر أن مسرح اسبانيول قد جرى تشييده في العام 1914، ويقع في المدينة العتيقة لتطوان، وبالقرب منه القصر الملكي، والمتحف الأثري، وهو محيط آثاري وتاريخي تم إدراجه على لائحة التراث العالمي.

May 10, 2025 / 11:33 AM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.