استعرض المصور الفوتوغرافي محمد كيلتو، مشروعه الفوتوغرافي "قافلة"، الذي يسلط الضوء على الهجرة البيئية وتراجع المساحات الخضراء في هذه المناطق، وذلك في خطابه ضمن فعاليات المهرجان الدولي للتصوير "اكسبوجر 2025"، الذي ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة في منطقة الجادة.
الشارقة 24:
أكد المصور الفوتوغرافي محمد كيلتو، أن الواحات الممتدة عبر المغرب والسعودية ومصر وموريتانيا، تواجه تحديات غير مسبوقة نتيجة التغير المناخي والتدخل البشري، مما يستدعي توثيق واقعها المتغير. واستعرض كيلتو مشروعه الفوتوغرافي "قافلة"، الذي يسلط الضوء على الهجرة البيئية وتراجع المساحات الخضراء في هذه المناطق، مشيراً إلى أن توثيق هذه التحولات يسهم في تحفيز الوعي العالمي حول مستقبل الواحات.
جاء ذلك في خطابه ضمن فعاليات المهرجان الدولي للتصوير "اكسبوجر 2025"، الذي ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة في منطقة الجادة، مستقطبًا نخبة من المصورين والخبراء من مختلف أنحاء العالم، ويستمر المهرجان حتى 26 فبراير الجاري، مقدماً منصة لاستكشاف قضايا بيئية وإنسانية من خلال عدسات المصورين.
وخلال حديثه، أكّد كيلتو أنّ ما يميز هذا المشروع هو نهجه المقارن والمبتكر، والذي يكشف عن التحديات والفرص التي تواجهها الواحات في جميع أنحاء غرب آسيا وشمال إفريقيا، واستعرض مجموعة من أعماله التي توثق شح المياه في واحة زاكورة بالمغرب، حيث يتكاتف السكان لبناء أبراج المياه عبر جمعيات محلية لضمان التوزيع العادل للموارد المائية. كما استعرض صوراً للحواجز الحجرية المتاهية، التي تعمل على تنظيم تدفقات المياه بطريقة مدروسة، مما يعكس استراتيجيات التكيف التي ابتكرها سكان الواحات لمواجهة تحديات ندرة المياه.
وأشار إلى أن التقاط الصور في هذه البيئات يتطلب دقة هندسية وسرعة في ضبط الإعدادات لضمان توثيق التفاصيل الحاسمة، وأوضح أن الواحات ليست مجرد مشاهد طبيعية خلابة، بل هي أنظمة بيئية متكاملة تدعم التنوع البيولوجي والتوازن المناخي، إلا أن ثلثها قد فُقد في المغرب وحده خلال القرن الماضي.
وأكّد كيلتو أنه من هنا جاءت رغبته في استخدام التصوير الفوتوغرافي كأداة توعوية للفت انتباه الجمهور وصناع القرار إلى خطورة التغيرات التي تشهدها هذه البيئات، كما تطرق إلى مشروعه في العلا بالسعودية وتحديداً موضوع التصحّر، حيث ركز على العمال في مزارع النخيل، موثقًا تفاصيل حياتهم اليومية وأساليبهم التقليدية في رعاية هذه الأشجار.
ولفت إلى أن سرد القصة عبر الصور المتسلسلة، بدلًا من اللقطات الفردية، يعزز من إيصال الرسالة الإنسانية والبيئية التي يسعى لنقلها.