جار التحميل...
الشارقة 24:
كشفت المخرجة بيبا إيرليك، والمصور السينمائي روجر هوروكس، خلال مشاركتهما في فعاليات الدورة التاسعة من المهرجان الدولي للتصوير "اكسبوجر 2025"، عن كواليس صناعة فيلم "معلمي الأخطبوط"، الحائز على جائزة الأوسكار، والذي استطاع أن يغير نظرة العالم إلى الحياة البحرية، ويعيد تعريف أساليب صناعة الأفلام الوثائقية.
وأوضحا أن الفيلم لم يكن نتيجة خطة إنتاج واضحة أو عرض تقديمي رسمي، بل وُلد من تجربة شخصية خاضها صانع الأفلام كريغ فوستر في غابات الأعشاب البحرية بجنوب إفريقيا، وأضافت إيرليك قائلة: لقد بدأنا ببساطة في التصوير، وما شاهدتموه على نتفليكس عام 2020، لم يكن جزءاً من رؤية كبرى، بل ثمرة ما صنعناه بعفوية.
وحول الأسلوب البصري للفيلم، أوضح هوروكس، أن التصوير اعتمد على دمج تقنيات مختلفة، لافتاً إلى أنه كان عليهما تطوير لغة بصرية تجعل المشاهد يشعر وكأنه يغوص مع كريغ، فدمجا بين أسلوب التصوير الكلاسيكي للطبيعة، كما في سلسلة "كوكب الأرض"، ونهج فوستر القريب بالفطرة من الصحافة المرئية.
وأضاف هوروكس، أن الفريق استخدم 18 كاميرا مختلفة، لتوثيق المشاهد من زوايا متنوعة، بدءاً من اللقطات الواسعة التي تستعرض البيئة البحرية، وصولاً إلى المشاهد القريبة التي تكشف أدق التفاصيل، مشيراً إلى أن كريغ فوستر، كان يومياً يصوّر باستخدام كاميرا صغيرة، ما أتاح له تسجيل لحظات عاطفية مجردة ساهمت في بناء الارتباط العاطفي مع الجمهور.
وتحدثت إيرليك، عن الدور المحوري الذي لعبه الأخطبوط في القصة، موضحة أن هذا الكائن يحمل تناقضاً مذهلاً بين الذكاء الفائق والهشاشة، وتابعت أن الأخطبوط كائن فضولي وحذر في الوقت ذاته، وما وثقناه في الفيلم لم يكن مجرد سلوك حيواني، بل علاقة حقيقية تشكلت بينه وبين فوستر، بينما أضاف هوروكس، أن المشاهد لم يكن يتابع فقط حياة كائن بحري، بل كان يرى انعكاساً لرحلة كريغ العاطفية، وكل لحظة توتر، وكل مواجهة، كانت تعكس حالته النفسية.
وكشفت إيرليك، عن التحديات التي واجهت الفيلم في البداية، مشيرة إلى أن جميع المنصات الكبرى، بما في ذلك نتفليكس وأمازون وناشيونال جيوغرافيك، رفضت عرضه، وتابعت كنا نعلم أن لدينا شيئاً مميزاً، لكن كان هناك عنصر مفقود، وأضافت أن نقطة التحوّل جاءت عندما اقترح المنتج جيمس ريد أن يروي فوستر قصته بنفسه أمام الكاميرا، وأوضحت في البداية، لم يكن كريغ مرتاحاً لفكرة الظهور، لكنه عندما تحدث من القلب، بدأ كل شيء بالوضوح؟
وحول التفاعل مع الفيلم، أوضح هوروكس، أن النجاح فاق كل التوقعات، مشيراً إلى أن الفيلم تلقى إشادات واسعة من شخصيات بارزة مثل جين غودال وجورج مونبيو، كما انهالت على الفريق آلاف الرسائل، وأضاف كنا نتلقى بريدًا إلكترونياً كل ثلاث ثوانٍ، مما عطل موقعنا الإلكتروني، فلم نكن مستعدين لهذا التفاعل الهائل.
وتحدثت إيرليك، عن لحظة الإعلان عن فوز الفيلم بجائزة الأوسكار، قائلة: لم يكن أحد يتوقع ذلك، لقد كان إنجازاً فريداً لفيلم وثائقي بحري.
وحول تأثير الفيلم بعد عرضه، أوضحت إيرليك، أن النجاح لم يقتصر على الجوائز، بل امتد ليشمل التوعية البيئية، وقالت: اليوم، أصبح مصطلح "غابة البحر الإفريقية العظيمة" معروفاً عالمياً، وبدأت منظمات كبرى مثل ناشيونال جيوغرافيك وبلومبيرغ تتحدث عن أهمية هذه البيئات البحرية، وأضافت أن فوستر، أسس "مشروع التغيير البحري"، وهو مبادرة تهدف إلى الحفاظ على غابات الأعشاب البحرية وزيادة الوعي البيئي حولها.
وفي ختام حديثها، وجّهت إيرليك رسالة لصنّاع الأفلام، قائلة: إن أفضل ما يمكن أن يفعله أي مخرج هو أن يروي قصة من قلبه، وعندما تفعل ذلك، ستجد أن كل شيء آخر سيتواصل.
ويواصل مهرجان "اكسبوجر 2025"، استقطاب نخبة المصورين والفنانين من جميع أنحاء العالم إلى الشارقة، مانحاً الجمهور فرصة نادرة لاستكشاف تجارب إبداعية ملهمة، خلال الحدث الذي يتواصل حتى 26 فبراير الجاري.