الشارقة 24:
هل سيواصل الأدب الشبابي المعاصر استلهام التراث في أعماله الشعرية والروائية؟، سؤال من أسئلة عدة، تصدّر الندوة النقاشية التي أقيمت ضمن فعاليات المقهى الثقافي لأيام الشارقة التراثية بعنوان "التراث العربي في المدونات المعاصرة" شارك فيها كل من الأكاديميات والروائيات: الدكتورة أماني الزعبي، والدكتورة العالية ماء العينين، والدكتورة فاطمة المعمري، ولولوة المنصوري، وأدارها الدكتور صالح هويدي.
وبيّنت لولة المنصوري "إن الإنسان يتشكل من التراث ويستلهم منه، لغة، بل وينطلق منه إلى كتابات الخيال العلمي، ويعلل هذا التمسك عدم وجود مستقبل دون قراءة الماضي في الحاضر، ولا يستطيع أحد التنصل على التراث؛ لأنه مرتبط به "جينياً"، لذلك نمضي في حياتنا نحو التراث، فيظهر في النص بكل مكوناته شاء الأديب أم أبى".
وحددت الدكتورة فاطمة معمري في ورقتها "التراث الإماراتي في الرواية الإماراتية" مسارات عدة لتناول التراث في الرواية بينها: تصوير الحياة اليومية، واستلهام الحكايات والأساطير الشعبية، وتضمين الحرف والمهن التقليدية، وتوظيف اللهجة المحلية، وتصوير الصراع بين الحداثة والتقاليد، وإظهار دور المرأة وتأثيرها في الحياة، مؤكدة في نهاية حديثها أهمية ذكر المعلومة التراثية الصحيحة من مصادرها، وتقديمها بصورة حديثة غير نمطية، والانتقال بها نحو الوسائل المرئية.
وذكرت الدكتورة عالية ماء العينين أنه "نقتصر في دراستنا للتراث على الثقافة الشعبية، في حين أنه يضم تاريخاً طويلاً من المدونات الفكرية والتاريخية والفلسفية وغيرها، ومع أن تصاعد الاهتمام بالتراث قد انتقل لنا بعد اهتمام الغرب بنقله في مدونات الرحالة والباحثين، إلا أنه وجد طريقه، وتطور بدخوله ميدان البحث العلمي الجامعي"، وضربت لذلك عدداً من الأمثلة.
وناقشت الدكتورة أماني الزعبي "خصوصية التراث في مدونات الشعر التونسي" من خلال ديوان "نافخ الزجاج الأعمى" للشاعر آدم فتحي، ضمن محوري التراث الفني والشعبي، وتتبع التراث التاريخي والتخيلي والروحي للشاعر، وتوصلت إلى أن تضمين التراث في الأدب وسيلة لتعبير الشاعر عن حضوره الخارجي، ودافعاً لمنع التراث من الانقراض.