جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
أكد أنه ترك بصمةً واضحة في الساحة الثقافية العربية

النادي الثقافي العربي بالشارقة ينظم ندوة لتكريم الكاتب نبيل سليمان

08 فبراير 2025 / 7:22 PM
النادي الثقافي العربي بالشارقة ينظم ندوة لتكريم للكاتب نبيل سليمان
download-img
أقام النادي الثقافي العربي بالشارقة، مساء الخميس، ندوة تكريمية للكاتب نبيل سليمان، تحدث فيها نبيل سليمان نفسه، ود. عمر عبد العزيز ونواف يونس، وأدارتها ماريا محي الدين طرموش، وأبرزت دوره شخصية أدبية تركت بصمةً واضحة في الساحة الثقافية العربية.

الشارقة 24:

نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة مساء الخميس، ندوة تكريمية للكاتب نبيل سليمان بعنوان "سفر في عالم الكلمة"، تحدث فيها نبيل سليمان نفسه، ود. عمر عبد العزيز ونواف يونس، وأدارتها ماريا محي الدين طرموش.

تحليل البنية السردية في الرواية العربية

وفي تقديمها للكاتب المحتفى به قالت ماريا طرموش إنه "شخصية أدبية تركت بصمةً واضحة في الساحة الثقافية العربية، وأحد الأسماء البارزة التي أثرت المشهد الأدبي العربي، إذ استطاع عبر مسيرته الإبداعية أن يقدم مشروعاً روائياً متكاملاً، فمنذ بداياته الأدبية سعى إلى تفكيك الظواهر الثقافية والاجتماعية عبر عدسةٍ أدبيةٍ بأبعادٍ منفرجة ممهورةً برؤاه التي تجمع بين الإبداع والتأمل النقدي، كما عمِل على استكشاف قضايا الحداثة والتراث، وتحليل البنية السردية في الرواية العربية والوقوف على تحولات الأدب العربي وأسئلته العميقة، فانعكس هذا في تنوع أعماله وغزارته.

مدائن الأرجوان وجداريات الشام

وأضافت طرموش أن نبيل سليمان من مواليد عام 1945، وهو حاصل على بكالوريوس باللغة العربية، وعمل في التدريس، ومؤسس دار الحوار للنشر، وقد بدأ الكتابة الروائية منذ نهاية الخمسينات، وأصدر أول رواية له "ينداح الطوفان" عام 1969، ثم أتبعها بـ"مدارات الشرق / مجاز العشق / أطياف العرش / مدائن الأرجوان / جداريات الشام / تاريخ العيون المطفأة"، والعديد من الكتب النقدية، وقد حاز على جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية وجائزة غالب هلسا للإبداع الثقافي، وجائزة باشراحبيل للإبداع الثقافي، وكُرّم في معرض تونس الدولي للكتاب.

مسار إبداعي

أولى المداخلات كانت من الدكتور عمر عبد العزيز، الذي قال إن شهادته عن نبيل سليمان نابعة من معرفة طويلة به وقراءة لبعض نصوصه الروائية والنقدية، ونوه إلى أن سليمان من القليلين الذين لا يترددون في إطلاق أحكام قيمة جمالية على المنجز السردي بخاصة، وأن مساره الإبداعي في عوالم الكتابة السردية، وطاقته النقدية التي لا تتوقف، تضعانه بمصافّ القامات الثقافية العربية الكبيرة، التي أطلت علينا من علياء الإحياء النهضوي، وقدمت لنا نصوصاً باذخة ورؤى ضافية، مثل عباس محمود العقاد ومصطفى لطفي المنفلوطي وجبران خليل جبران وعلي أحمد باكثير.

الحفر في قضايا مجتمعه من منظور إبداعي

وكانت أدواته الكتابية السردية محكومة بالشعرية الوصفية، والغنائية البصرية، والتمثل الإدراكي، الأمر الذي منحه حق الجمع بين الحسنيين، فكان السرد تمثلاً جمالياً وفنياً للكتابة الأدبية، وبالمقابل كان النقد رافعة موازية للنص المتدفق سردياً، ويحسب له أن اهتمامه انصب على الحفر في قضايا مجتمعه من منظور إبداعي مجرد عن الانتماء الأيديولوجي، مما أعطى نصه استقلالية واستمرارية تضمن له البقاء.

صداقة تمتد على مدى أربعين عاماً

أما الكاتب نواف يونس فقال إن بينه وبين نبيل سليمان صداقة تمتد على مدى أربعين عاماً، انطلقت من الشارقة التي جمعتهما أول مرة، وامتدت عبر لقاءات وصحبة في مدن عربية كثيرة، وأن ما يميز سليمان على المستوى الشخصي هو الاحترام والمودة لكل من صادقه وعرفه، والكرم الذي جعل من بيته الريفي قبلة للأدباء العرب الذين يزورون سوريا، على اختلاف توجهاتهم ومشاربهم.

أثرى المكتبة العربية بعدد كبير من الكتب الفكرية والأدبية

وأضاف نواف يونس لقد تابعته منذ رواياته الأولى التي لقيت شهرة في الأوساط الأدبية، وكانت تعبر عن واقع الإحباط العربي بسبب الأزمات وانكسار الآمال آنذاك، وهو كاتب محترف متفانٍ في الكتابة نقدياً وإبداعياً، وقد أصدر حتى الآن ستين كتاباً، وكان له ودور فاعل كمثقف وناشر أثرى المكتبة العربية بعدد كبير من الكتب الفكرية والأدبية، كما أن له جانباً صحافياً يتمثل في كتاباته المقالات التي تتناول الفكر والأدب والمجتمع، وهناك نقطة مهمة في جل رواياته، وهي أنها تمثل تأريخاً للتحولات التي شهدها المجتمع السوري في تاريخه الحديث، كما أنني في لقاءاتي مع النقاد العرب بمختلف توجهاتهم أجد لديهم تقديراً واحتراماً له.

نقائض جرير والفرزدق

وكانت شهادة نبيل سليمان حول مسيرته الأدبية هي ختام مسك الندوة، واستهلها بشكر النادي الثقافي العربي على المبادرة، وشكر الشارقة التي قال عنها: "أما مدينة الثقافة الشارقة فلها حبي وتقديري بلا حدود، ذلك الحب الذي ترسخ في قلبي منذ أربعين" ثم قال: لا أعرف ما الذي دفع بي إلى القراءة والكتابة

على وجه التحديد، لكن أذكر أنني قبل ستين عاماً، كنت في المرحلة الإعدادية ودخلت قاعة الموجهين وكانت فيها مكتبة زاخرة، واخترت اعتباطاً كتاباً أعجبني تجليده، وكان بالصدفة "نقائض جرير والفرزدق"، ومنذ ذلك اليوم تعلقت بالكتاب والقراءة، ثم انتقلت إلى مدينة طرطوس، وهناك فتنتني السينما، وألهمتني أفلامها كتابة أول قصة طويلة متكاملة، ومنذ ذلك التاريخ انطلقت في الكتابة الروائية.

الحياة عمل متواصل ومثابرة بلا كلل

لقد كانت القراءة نعمة، فلا كتابة بلا قراءة، وعلى يد أساتذة أجلاء تعلمت وتكونت ذائقتي الأدبية مثل جودة الركابي، وكذلك تعلمت من أولئك الذين قرأت لهم وهم لا يحصون، ومنهم كتاب جدد بعضهم قد تكون رواياتهم الأولى، فقد يضيفون إلي شيئاً جديداً لم أكن قد خبرته، فأستفيد منه، وهناك عناوين أساسية أعتبر أنها تمثلني، أولها أن الحياة عمل متواصل ومثابرة بلا كلل، فعندما كتبت مدارات الشرق عملت 14 ساعة يومياً، وثانيها أنه لا رواية بلا خيال، فبقدر ما يجعلك العمل تفكر في الواقع فإن الخيال أفق مفتوح لا حد له وهو الذي يثري الواقع ويعطيه وهجه، ثالثها أنني تطاولت على النقد من أجل الرواية، لأرى كيف يرى الآخرون الرواية ولأتعلم. لكنني أيضاً أزحته إلى نقد النقد الروائي، رابعاً لقد كان لي اهتمام بالشأن العام، عن طريق كتابة المقالة من موقعي كمثقف فكتبت المقالات ونشرتها، مساهمة مني في ترسيخ الوعي الثقافي للمجتمع، خامساً: على المستوى الشخصي حاولت أن أكون مخلصاً لقيم النزاهة والعمل والحوار، كينابيع إنسانية للقراءة والكتابة.

February 08, 2025 / 7:22 PM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.