جار التحميل...
الشارقة 24:
اختتمت مؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي برامج الربيع المخصصة للأيتام والأوصياء، حيث استفاد منها حوالي 270 ابناً و84 وصياً، تأتي هذه البرامج ضمن جهود المؤسسة المستمرة لرعاية وتمكين الأفراد المنتسبين إليها، وقد صُمِّمَت بناءً على أهداف مدروسة تهدف إلى توفير أقصى فائدة خلال فترة إجازة الربيع.
تتميز البرامج بتنوع محتواها، حيث تغطي جوانب نفسية واجتماعية وصحية وثقافية ورياضية وترفيهية، وتركز على تطوير مهارات الأيتام وزيادة ثقتهم بأنفسهم، بالإضافة إلى معالجة التحديات النفسية والاجتماعية التي قد يواجهونها، نُفِّذَت الأنشطة من خلال ورش عمل متخصصة، ودورات تدريبية، وزيارات ميدانية، فضلاً عن أنشطة تطوعية، وتدريب على المهارات اليدوية، وحلقات حوارية بناءة.
في هذا الإطار، أكدت منى بن هده السويدي، مدير عام المؤسسة، أنه خلال عطلة الربيع تمكنّا من تقديم نموذج مبتكر في دعم ورعاية الأيتام الأوصياء. حيث عملنا على توفير بيئة تحفيزية تساعدهم على تطوير مهاراتهم ومواهبهم، بالإضافة إلى تعزيز صحتهم النفسية والاجتماعية وتنمية حس الإبداع لديهم من خلال أنشطة متنوعة ومبتكرة، تهدف هذه البرامج إلى تهيئة الفرصة المناسبة لهم لاستغلال أوقات فراغهم بشكل مفيد، مما يعود بالنفع عليهم وعلى أسرهم، كما قُدِّمَت مجموعة من البرامج المدروسة لتعزيز الثقة بالنفس وبناء شخصياتهم الاجتماعية، إضافة إلى إثراء تجاربهم الثقافية وهواياتهم الرياضية وتوفير فرص لاستكشاف أماكن جديدة والتفاعل مع بيئتهم والمشاركة في فعاليات متنوعة.
وأكدت السويدي أن المؤسسة تسعى دائماً إلى ابتكار مبادرات تلبي احتياجات الأيتام وتحسن من جودة حياتهم، وتساهم في تحقيق التنمية المستدامة، كما تهدف إلى تفعيل برامج ملهمة تدمج بين الرعاية الفاعلة وتمكين الأيتام بطرق متنوعة.
وتعكس هذه البرامج رؤيتنا المستمدة من توجيهات إمارة الشارقة لتعزيز تمكين جميع الفئات المجتمعية، مما يسهم في اندماجهم ونشاطهم الفاعل في المجتمع، ومع انتهاء برامج الربيع، تؤكد المؤسسة عزمها على الاستمرار في دعم الأيتام وتطوير قدراتهم بما يتماشى مع رؤيتها وأهدافها المجتمعية.
نفذت المؤسسة مشروعها الشبابي الريادي "سند البيت"، الذي استفاد منه 62 شاباً وشابة و27 وصياً، من خلال تنظيم 12 ورشة عمل تهدف لتعزيز مهارات القيادة في صفوف الشباب. يسعى المشروع إلى بناء جيل ملهم يمتلك القدرة على قيادة أسرهم ومجتمعاتهم نحو تحقيق النجاح، يُعتبر "سند البيت" مشروعاً قيادياً شاملاً يُركز على تلبية احتياجات الأيتام وأسرهم، من خلال تعزيز قدراتهم النفسية والاجتماعية والأكاديمية، مما يساعدهم على الانتقال من مرحلة الاعتماد على الآخرين إلى العطاء والمشاركة الفعالة في أسرهم، يهدف المشروع إلى إعداد شباب متوازنين ومبدعين، مؤهلين لمواجهة تحديات الحياة ودعم أسرهم ومجتمعاتهم بحب ومسؤولية، مع تقديم برامج اجتماعية وثقافية متنوعة.
كما أشركت المؤسسة أبناءها في مجموعة من البرامج الثقافية المتنوعة بالتعاون مع مؤسسة الشارقة للفنون، حيث خضعوا لورش فنية ممتعة ومفيدة، كما شاركت الفتيات في برنامج الطباعة 101 بسجايا الشارقة، حيث أبدعن في تصميم قطع فنية مميزة باستخدام تقنيات الطباعة الأحادية والحفر، زيادة على ذلك، انخرط آخرون في ورشة العلوم والاستدامة لاستكشاف أفكار مبتكرة، بينما تعلم البعض فنون الشطرنج في نادي الشارقة الثقافي للشطرنج لتحسين مهارات التفكير الاستراتيجي وحل المشكلات.
فيما يخص الرياضات والأنشطة البدنية، نظمت المؤسسة مغامرات مثيرة وأنشطة مفيدة، حيث شارك 30 شاباً في فعاليات تجمع بين التحدي والشغف والاستمتاع بالطبيعة، شملت الأنشطة رحلات هايكينج أسبوعية في منطقتي حتا ومصفوت بالتعاون مع فريق إيه تي سي لتنظيم الفعاليات الرياضية، مما ألهم المشاركين، وزاد ثقتهم بأنفسهم وعزيمتهم على الاستمرار.
كما شارك 17 من أبناء المؤسسة في دروس لرياضة الدفاع عن النفس، حيث تدربوا في وحدات تدريبية منفصلة وأخرى مشتركة في رياضات التايكواندو والجودو والجوجيتسو.
إضافةً إلى ذلك، انضم 11 شاباً إلى رحلة ممتعة إلى عالم الفروسية حيث تعلموا أساسيات ركوب الخيل والتعرف على كيفية العناية بالخيول، مما ساعدهم على اكتساب مهارات التركيز والهدوء والحفاظ على التوازن والثقة بالنفس والصبر.
نفذت المؤسسة عدداً من البرامج النفسية لدعم الأيتام وأمهاتهم، حيث استفاد منها 33 وصياً و25 ابناً بهدف تعزيز قدرتهم على التكيف مع التغيرات التي تطرأ على حياتهم بعد فقدان الأب.
ومن بين هذه البرامج، برنامج "تخط" الذي يهدف إلى مساعدة الأيتام في تخطي صدمة الفقد والحد من الآثار السلبية الناتجة عن فقد الأب، بالإضافة إلى برنامج "جماعات الدعم" المخصص للأمهات لتوفير الدعم النفسي والاجتماعي لهن.
برنامج "تخط" يركز على مساعدة الأيتام في التغلب على الصدمة النفسية الناتجة عن وفاة الأب، من خلال تقديم الإسعافات النفسية المبكرة وتعزيز مهارات التكيف مع الفقد. يتميز البرنامج بتوافقه مع الأبحاث المتعلقة بالمخاطر النفسية بعد التعرض للصدمات، ويشمل مختلف الفئات العمرية، فضلاً عن احترام الحساسية الثقافية. من بين الجلسات التي نُفِّذَت: "كيف أعبر عن نفسي"، و"تحديد المشاعر المختلفة"، و"العلاقة بين الأفكار والمشاعر".
يتضمن البرنامج جلسات حوارية مخصصة للأوصياء الذين يواجهون تحديات ما بعد فقدان الشريك، والذين يعانون ضغوطات بسبب التغييرات الجديدة في حياتهم، يركز "جماعات الدعم" على تمكين الأمهات من مواجهة الصعوبات النفسية والاجتماعية المرتبطة بالفقد، من خلال توفير الدعم العاطفي وتعزيز الانتماء. تتناول الجلسات مواضيع متعددة مثل: فهم ردود الفعل على الصدمة، إدارة الغضب والحزن، استراتيجيات التكيف مع الضغوط، الاستفادة من التجارب في تربية الأبناء، ومواجهة مشاكل مرحلة المراهقة، وغيرها من المواضيع المهمة للأسرة.
كما نُظِّمَت ورشة بعنوان "فهم نفسيات المراهقين" للأمهات في المنطقة الشرقية بالتعاون مع القسم النفسي في مستشفى خورفكان، حيث سُلِّط الضوء على أسرار مرحلة المراهقة وتقديم مفاتيح التواصل الفعّال لبناء جسور الثقة مع الأبناء من خلال الفهم والحوار.
شملت برامج الربيع مجموعة من الأنشطة الصحية، حيث نظمت المؤسسة ورشة عمل بعنوان (العناية بالبشرة) للمنتسبات من الأيتام، بالتعاون مع الدكتورة سوسن الملا، أخصائية الأمراض الجلدية والتجميل والليزر في مركز السوسن الطبي. وقد استفادت 25 فتاة من هذه الورشة التي تضمنت معلومات تثقيفية حول طرق العناية الصحيحة بالبشرة، بالإضافة إلى فحوصات مجانية فردية لكل مشاركة. كان الهدف من هذه الفعالية تعزيز وعي الفتيات بأهمية العناية بالبشرة كجزء من الصحة العامة، وتزويدهن بمعرفة حول كيفية التعامل مع المشكلات الجلدية اليومية باستخدام طرق علمية صحيحة. كما أتيحت للفتيات الفرصة للحصول على نصائح مخصصة بناءً على تقييم شامل لحالة بشرتهن في أثناء الفحوصات التي قدمتها الدكتورة المتعاونة.
أيضاً، تضمن برنامج الربيع مبادرة طبية بالتعاون مع عيادة جامعة الشارقة المتنقلة لطب الأسنان، حيث قُدِّمَت فحوصات أسنان مجانية للأيتام وأمهاتهم المنتسبين إلى المؤسسة، وقد استفاد منها 30 شخصاً في إمارة الشارقة والمنطقة الشرقية، تأتي هذه المبادرة في إطار جهود المؤسسة لتحسين جودة الحياة الصحية للمستفيدين وتعزيز الوعي بأهمية العناية بصحة الفم والأسنان.
شملت الفعالية إجراء فحوصات شاملة للأسنان قدمها مجموعة من الأطباء المتخصصين وطلاب كلية طب الأسنان، وقد قُدِّمَت تشخيصات أولية واستشارات طبية مخصصة، بالإضافة إلى العلاجات المناسبة لكل حالة، كما رُكِّز على التوعية الصحية حول أهمية النظافة الشخصية للفم والأسنان ودورها في الوقاية من الأمراض المرتبطة بالأسنان واللثة، الحالات الأكثر تعقيدًا حُوِّلَت إلى مستشفى الأسنان التابع لجامعة الشارقة لاستكمال العلاج وفتح ملف طبي.
زيادة على ذلك، تعاونت المؤسسة مع مركز الجابر للنظارات لتقديم فحوصات طبية للنظر استفاد منها 51 من الأوصياء والأيتام في الشارقة والمنطقة الوسطى والشرقية، مما يعكس حرص المؤسسة على تحقيق أهداف التنمية المستدامة، بما في ذلك الهدف المتعلق بتوفير رعاية صحية جيدة.
يعتبر برنامج التمكين الصحي من البرامج المستدامة التي تركز عليها المؤسسة، حيث تسعى دائمًا لتقديم خدمات فعالة بالتعاون مع القطاعات الطبية لدعم صحة المنتسبين ومنحهم الرعاية اللازمة، وقد لوحظ أن هناك حاجة ملحة لدى بعض الأيتام والأمهات لعلاج مشاكل النظر وتوفير المستلزمات الطبية العلاجية، لذا، جُدِّد التعاون هذا العام مع الجابر للنظارات لتقديم الفحوصات اللازمة والاستشارات الطبية لكل مريض، بلا شك، يسهم هذا الدور في تخفيف الأعباء المالية عن الأوصياء، ويوفر لهم الدعم الصحي بالتعاون مع القطاعات المختصة.
كما أن مؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي تسعى دائمًا لإطلاق مبادرات مبتكرة تهدف إلى تحسين حياة الأيتام وتمكينهم من الاندماج في المجتمع وتطوير إمكانياتهم.