سوق الوراقين للكتب المستعملة في الشارقة.. تجربة فريدة لعشاق الكتب

سوق الورّاقين للكُتُب المُستعمَلة: تظاهرة ثقافية استثنائية

ينطلق سوق الورّاقين للكُتُب المُستعمَلة، بوصفه فعاليةً من تنظيم مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، في السبت الأوّل من كلّ شهر، ويستمِرّ لبضعة أيّام، وهو يُعَدّ وجهة مثالية لهُواة القراءة، والطلّاب، ومُحِبِّي العلم والثقافة، وغيرها من الفِئات المُهتَمّة في المجتمع، ويُوفِّر هذا السوق كُتُباً من مختلف صُنوف المَعارف، مثل: الأدب، والعلوم، والفنون، والعلوم الاجتماعية.

ومن الجدير بالذكر أنّ سوق الورّاقين للكُتُب المُستعمَلة الذي جرت إقامته؛ تبعاً لرغبة الجمهور من المُهتَمِّين بالكتاب والمعرفة، ليكون معرضاً دائِماً لهذا النوع من الكُتُب في مَقَرّ مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في منطقة اليرموك بالشارقة، ويُشار هنا إلى أنّ هذا السوق يُعَدّ امتداداً لمهرجان الكتاب المُستعمَل الذي ما زال يُقام حتى الآن منذ انطلاقته في عام 2006.

سوق الورّاقين للكُتُب المُستعمَلة يدعم الأشخاص ذوي الإعاقة

يُعَدّ الباب مفتوحاً لاستلام تبرُّعات الكُتُب التي تُعرَض للبَيع في سوق الورّاقين للكُتُب المُستعمَلة طيلة أيّام السنة في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، أمّا رَيع الكُتُب في السوق، فيجري توجيهه مباشرة إلى البرامج التي تُعنى بتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة، والتي تتبع أفضل المعايير العالَمية؛ لتفعيل أدوارهم في المجتمع، ويُستَفاد أيضاً من رَيع هذه الكُتُب في مساعدة هذه الفئة من الأفراد اقتصاديّاً؛ عبر توفير فرص العمل المناسبة لهم.

تسمية سوق الورّاقين للكُتُب المُستعمَلة

في الواقع، جاءت تسمية سوق الورّاقين بهذا الاسم؛ تعبيراً عن دوره المُهِمّ في نَشر المعرفة، والتشجيع على القراءة، علماً بأنّ هذا الاسم يُخلِّد مهنة الورّاقين التي كانت شائعة في العصر العبّاسي، وبرع فيها العرب والمسلمون، ومهَّدوا من خلالها الطريق للعالَم أجمَع؛ للعمل بالورق، بما في ذلك الكُتُب.

أمّا دور الورّاقين -الذين اكتسب هذا السوق اسمه منهم-، فقد كان يتمثَّل قديماً بنَسخ الكُتُب، وتصحيحها، ونَشرها، إضافة إلى بيع الأوراق، والمَحابر، والأقلام، وتجليد الأوراق، وتذهيبها؛ أي إنّ مهنتهم كانت -فيما مضى- تُشبه إلى حَدٍّ كبير ما تُؤدِّيه اليوم المكتباتُ، ودُورُ النَّشر والتوزيع؛ من توفير أدوات الكتابة، وبَيعها، وطباعة الأوراق، وتوزيعها.

أهمِّية سوق الورّاقين للكُتُب المُستعمَلة

تتجلّى أهمِّية سوق الورّاقين للكُتُب المُستعمَلة ودوره الفاعل في أمور عِدَّة، منها: إتاحة الفرصة للأفراد باقتناء الكُتُب بأسعار رمزيَّة، وباللُّغتَين؛ العربية، والإنجليزية؛ إذ يتراوح ثمن الكُتُب في السوق بين درهم و20 درهماً إماراتيّاً، وهذا الأمر يُسهِم مُباشَرة في نشر ثقافة القراءة بالإمارة، وتمكين الأفراد على اختلافهم من اقتِناء الكُتُب، وبناء مكتبة خاصَّة مُتنوِّعة المواضيع، وغنيَّة بالمعرفة، وبأسعار في مُتَناول الجميع.

وعلاوة على ذلك، يُعَدّ تخصيص رَيع السوق لدَعم الأشخاص ذوي الإعاقة ذا أثر بالغ في تنمية الانتماء لديهم، وغرس حُبّ الخير في نفوسهم للآخرين، وتشجيعهم على تقديم المساعدة لمختلف شرائح المجتمع، أمّا تنظيم هذه الفعالية، فيُعزِّز التعاون والشراكة بين الجِهات المَعنيَّة، ويُشجِّع على إقامة المزيد من الفعاليات المُشابِهة.

ولأنّ فكرة سوق الورّاقين قائمة في الأساس على الاستفادة من الكُتُب المُستعمَلة، وتشجيع التبرُّع بها؛ لتعُمَّ الفائدة، وتكون من المُمارَسات الإيجابية الشائعة في المجتمع، فقد انعكس ذلك إيجاباً على البيئة؛ ممّا كان له أثر بالغ في الحفاظ عليها؛ عبر تقليل نفايات الأوراق، وإعادة تدوير التالف منها؛ لاستخدامها في مجالات أخرى مفيدة، الأمر الذي يُسهِم في التصدّي للمُشكلات البيئية، وعلى رأسها تغيُّر المُناخ.

المراجع

[1] schs.ae, SCHS ORGANIZED (SOUQ AL-WARRAQEEN FOR USED BOOKS) EXCEPTIONALLY FOR THREE CONSECUTIVE DAYS
[2] sharjah24.ae, مهرجان الوراقين للكتاب المستعمل ينطلق غداً على ضفاف بحيرة خالد
[3] wam.ae, انطلاق الدورة الثامنة من مهرجان الوراقين للكتاب المستعمل
[4] arrafid.ae, مهرجان الوَرّاقين للكتاب المُستعمل.. تجربة معرفية متفردة