أسدلت هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة، اليوم الأربعاء، الستار على فعاليات مؤتمر "استراتيجية الحفاظ على النمر العربي"، والذي عقد في سفاري الشارقة، على مدار ثلاثة أيام، بمشاركة نخبة من الخبراء، الذين بحثوا سبل معالجة التحديات الملحة التي تواجه النمر العربي، الذي يعد من الحيوانات المهددة بالانقراض، ووضع إطار تعاوني لضمان استمراريته.
الشارقة 24:
اختتم اليوم الأربعاء، مؤتمر "استراتيجية الحفاظ على النمر العربي" أعماله، والذي نظمته هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في سفاري الشارقة، على مدار ثلاثة أيام، برعاية مميزة من المجموعة المتخصصة للقطط التابعة للاتحاد الدولي لصون الطبيعة (IUCN)، وشاركت فيه نخبة من الخبراء في مجال الحفاظ على النمر العربي والباحثين وصناع السياسات الذين ركزوا خلال أيام المؤتمر، على بحث سبل معالجة التحديات الملحة التي تواجه النمر العربي، الذي يعد من الحيوانات المهددة بالانقراض، ووضع إطار تعاوني لضمان استمراريته.
وشهد المؤتمر، سلسلة من الجلسات النقاشية الجادة، لتطوير استراتيجية الحفاظ على النمر العربي في منطقة شبه الجزيرة العربية ولا سيما في دول النطاق، والبرامج المطبقة حالياً للحفاظ على هذا الحيوان الفريد وإعادة إدماجه في بيئاته الطبيعية.
وتضمنت أجندة اليوم الختامي، عقد جلسات مخصصة للتنفيذ العملي لاستراتيجية الحفاظ على النمر العربية، بعد مراجعة واعتماد الصياغة النهائية لها من قبل جميع الأطراف، فضلاً عن جلسة لعرض حول صندوق النمر العربي وخطط العمل الوطنية لكل دولة، وجلسة أخرى مخصصة لتحديد الأولويات العامة وتطوير مجموعات العمل التخصصية.
اعتماد تحديث الاستراتيجية الشاملة للحفاظ على النمر العربي
واعتمد المشاركون في نهاية المؤتمر، تحديث الاستراتيجية الشاملة للحفاظ على النمر العربي التي تم وضعها لأول مرة في عام 2010، كما تمت مراجعة الوضع الحالي للنمر العربي في دول النطاق التي تشمل دولة الإمارات العربية المتحدة، وسلطنة عُمان، والمملكة العربية السعودية، واليمن، إلى جانب تحديد المناطق ذات الأولوية للتعاون الإقليمي والإجراءات المشتركة، فضلاً عن الاتفاق على الأنشطة الحيوية المطلوب تنفيذها في هذه الدول.
نتائج تؤكد مواصلة جهود الحفاظ في دول النطاق
وفي هذا الإطار، أشادت سعادة هنا سيف السويدي، رئيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة، بالجهود المتجددة والمستمرة لإنقاذ هذا النوع المهدد بالانقراض، وأوضحت أن الجلسات خلصت إلى مجموعة من النتائج الرئيسة، من أهمها أن وضع النمر العربي في منطقة شبه الجزيرة العربية يعتبر في الوقت الراهن أكثر حرجاً، مما كان عليه في عام 2010، مما يستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة وشاملة، كما أنه توجد تجمعات حيوية للنمر العربي في منطقة ظفار بسلطنة عُمان وفي اليمن، وإن كان بشكل غير مؤكد، وأكدت النتائج أن التهديدات الجينية للنمر العربي، وخاصة زواج الأقارب، أصبحت أكثر خطورة نتيجة لصغر حجم التجمعات وعزلتها، وانتهى المؤتمر بأن حماية التجمعات البرية المتبقية وحدها لم تعد كافية؛ مما يستدعي أن تشمل الجهود تعزيز التجمعات وإعادة إدماج النمر في بيئته الطبيعية.
تعزيز برنامجي التربية وإعادة الإدماج
وأضافت سعادتها، أن المؤتمر شدد المؤتمر، على أهمية تعزيز برنامج التربية للحفاظ على النمر العربي، والذي يؤدي دوراً محورياً في الحفاظ على التنوع الجيني للنمر، بحيث تضم أهداف البرنامج كأولوية رئيسة حماية النمر خارج بيئته الطبيعية، وتوفير أساس لإعادة إدماجه في البرية في المستقبل.
وحول خطوات إعادة إدماج النمر في بيئته الطبيعية، شدد البيان الختامي، على ضرورة تركيز الجهود لإعادة النمر العربي إلى نطاقه التاريخي على عدة محاور رئيسة تشمل فتح حوار مع المجتمعات المحلية في المناطق المستهدفة، وتحسين البيئات الطبيعية المتدهورة بسبب الرعي الجائر، وزيادة أعداد الفرائس الطبيعية لدعم غذاء النمر وتقليل الصراع بين الإنسان والحياة البرية.
تحديد أولويات وأنشطة دول النطاق
وحدد المؤتمر، قائمة الأولويات قصيرة الأجل لدول النطاق، وتضم إمارة الشارقة بدولة الإمارات باعتبارها الجهة المبادرة والمنسقة لبرنامج التربية، وتسهم بدور محوري في هذا الجانب، بحيث تتعاون جميع دول النطاق لإنشاء برنامج تربية دولي مشترك، كما تضم اليمن التي تعتبر أحد المناطق التي يحتمل أن تحتوي على أكبر تجمع للنمور البرية، ويتطلب الأمر إجراء مسوحات وطنية دقيقة وجهودًا بحثية مضاعفة للحد من الصيد الجائر وحماية النمور، كما تضم سلطنة عمان التي تحتضن التجمع المعروف الأكثر استقراراً للنمور، مما يتطلب أن تواصل جهودها التوسعية في إعادة النمر إلى مواطنه السابقة ومشاركة خبراتها مع دول النطاق الآخر، فضلاً عن المملكة العربية السعودية باعتبارها تمتلك أكبر حصة من النطاق التاريخي للنمر العربي، مما يجعلها نقطة رئيسة لمشروعات إعادة الإدماج، وبالتالي يجب تركيز الجهود على إعداد المناطق المناسبة وبناء القدرات لتنفيذ مشروعات استعادة فعّالة.
تكريم الداعمين والمشاركين
وفي ختام المؤتمر، كرّمت سعادة هنا سيف السويدي، الجهات الداعمة والمنظمة للحدث، إلى جانب تكريم المشاركين الذين أكدوا على أن إنقاذ النمر العربي من خطر الانقراض يتطلب تنسيق الجهود بين جميع دول النطاق، وتشكيل الاستراتيجية المحدّثة لتعزيز مستقبل هذا النوع المهدد بالانقراض، وتقديم حلول عملية تضمن استدامة وجوده في بيئته الطبيعية.