أكدت جلسة رئيسة، ضمن فعاليات الدورة العاشرة لمؤتمر "صحتي"، الذي تنظمه حالياً إدارة التثقيف الصحي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة، أن الاهتمام بتخفيض السعرات الحرارية فقط، وممارسة الأنشطة البدنية لوحدها، غير كافية لتعزيز صحة الإنسان، وأنهما جزء من معادلة منقوصة تشمل البيئة وساعات النوم الكمية والنوعية، إضافة إلى عوامل أخرى.
الشارقة 24:
أكد متخصصون وخبراء في مجال الصحة البدنية وممارسة الرياضة، أن التركيز على تخفيض السعرات الحرارية، وممارسة الأنشطة البدنية لوحدها، غير كافية لتعزيز صحة الإنسان، وأنها جزء من معادلة منقوصة تشمل البيئة وساعات النوم الكمية والنوعية والمرتبطة بشكل مباشر مع ما يحصل في الجسم البشري، وأن التوصيات بممارسة التمارين المعتدلة لحرق الدهون وإنقاص الوزن غير فعّالة، لأنها ليست قادرة على تنشيط الأنزيمات المسؤولة عن تغيير التفاعلات الكيميائية في الجسم، بل يجب أن تكون هذه التمارين عالية الشدة، حيث أثبتت الدراسات، أن الجسم سيواصل حرق 30% إلى 50% من السعرات الحرارية التي تم حرقها أثناء ممارسة هذه التمارين خلال النوم.
جاء ذلك، في جلسة حوارية حملت عنوان "ماذا تعرف عن نفسك وأنت نائم؟"، ضمن فعاليات اليوم الافتتاحي من الدورة العاشرة من "مؤتمر صحتي"، الذي يقام برعاية قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، يومي 23 و24 أكتوبر الجاري، في قاعة الرازي بجامعة الشارقة، تحت شعار "الصحة والرفاه".
وشهدت الجلسة، مشاركة كل من الدكتورة وجدان أحمد بني عيسى، بروفيسورة في قسم التمريض بجامعة الشارقة، والدكتور أسامة كامل اللالا، أستاذ فسيولوجية النشاط البدني والصحة، وخبير ومستشار النشاط البدني وجودة الحياة، وأدارها أحمد العمّار، المتخصص في الصحة العامة بالمملكة العربية السعودية.
واستهلت الدكتورة وجدان بني عيسى الجلسة، بالإشارة إلى أن مفهوم الساعة البيولوجية يشير إلى الإيقاع اليومي أو العملية الداخلية الذاتية التي يتم من خلالها تنظيم عملية النوم والاستيقاظ، وأن عدد ساعات النوم يساوي ثلث عدد ساعات الاستيقاظ، أي 8 ساعات من أصل 24 ساعة ويجب ألا يقل عن 7 ساعات يومياً، مشيرة إلى أن الساعة البيولوجية تتأثر بعدة متغيرات، مثل الوزن، والسمنة، والرياضة، ونمط الحياة، والبيئة المحيطة.
وأضافت بني عيسى، ضبط الساعة البيولوجية يعتمد على نمط ونظام اليوم، فمدة القيلولة يجب ألا تتجاوز 20 دقيقة وألا تكون قبل موعد النوم النهائي، وينبغي تجنب ممارسة الرياضة عالية الشدة في وقت متأخر، بحيث تكون الفترة من 5 إلى 4 ساعات قبل موعد النوم على أقل تقدير، وعلينا أن ننتبه إلى الوقت الذي نقضيه على شاشات الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، أو ما يسمى (Blue Rays) التي تعد من أخطر العوامل التي تؤثر على إفراز الهرمونات مثل الميلاتون والماريثون والكورتيزول، وغيرها من الهرمونات، كما ينبغي تجنب تناول القهوة والمنبهات في وقت متأخر يسبق موعد النوم.
من جانبه، أوضح الدكتور أسامة اللالا قائلاً: البشر مؤهلون وراثياً لزيادة الوزن والمحافظة عليه، ومبرمجون على الحركة لأن قلة الحركة تؤدي إلى أن يفقد الجسم الكتلة العضلية وذلك ضمن التكوين الوراثي والحمض النووي للإنسان، وفي عصر الندرة كان البشر الأوائل يفقدون 95% مما يكتسبونه ويحتفظون بـ5% فقط، وانعكست النسب اليوم في عصر الوفرة، ومن أبرز عوامل صعوبة فقدان الوزن، وعدم وجود برامج غذائية خاصة لكل فرد، فالبرنامج الغذائي والنشاط البدني تشبه بصمة العين، وما يصلح لشخص معين لا يصلح لشخص آخر.
وأضاف اللالا، أن ممارسة المشي لمدة 30 إلى 60 دقيقة في اليوم الواحد هو سنة الحياة وليس رياضة، وإذا اعتبرناه رياضة، فهو للكسالى الذين لا يريدون ممارسة الرياضة الحقيقية، ومربط الفرس بين الشيخوخة والسمنة هو خسارة الكتلة العضلية، كما يلعب عامل القلق والتوتر والخوف، دوراً مركزياً في زيادة إفراز هرمون الكورتيزول مما يسهم في زيادة الوزن، وهناك ارتباط بين قلة النوم والضغط النفسي الذي يؤثر بشكل مباشر على جودة النوم الليلي، فكلاهما متناقضان؛ النشاط البدني والنوم لا يلتقيان، والدماغ ليس لديه القدرة على التمييز بين الخطر الحقيقي والوهمي، فالخطر الوهمي يؤدي إلى ارتفاع الكورتيزول ويؤثر على جودة النوم الليلي، وقلة النوم تؤدي إلى مضاعفات خطيرة، كالخمول والكسل وقلة التركيز في النهار مما يؤدي إلى الابتعاد عن ممارسة النشاط البدني.
وتضمن برنامج اليوم الافتتاحي من الدورة العاشرة من المؤتمر، 9 فعاليات متنوعة، شملت 4 جلسات رئيسة، و3 حوارات تفاعلية وورشتي عمل، قدمها نخبة من قادة القطاع الصحي والأطباء وخبراء الصحة والتغذية في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة، وسلطوا الضوء على عدد من التجارب والقضايا الصحية المحورية، التي تعزز صحة المجتمعات وتضمن جودة حياتهم، من الطفولة المبكرة إلى المراهقة والشباب، ومن المدرسة إلى المنزل وبيئة العمل.