واصل مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة، الذي تنظمه دائرة الثقافة في الشارقة، فعاليات دورته الـ11، مساء السبت، حيث شهد المركز الثقافي في مدينة كلباء، لقاءً حوارياً مفتوحاً، مع شخصية المهرجان الفنان يوسف الكعبي.
الشارقة 24:
تواصلت مساء السبت، فعاليات الدورة الحادية عشرة من مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة، الذي تنظمه دائرة الثقافة في الشارقة، ويعنى باكتشاف وتطوير وإبراز المواهب المسرحية.
وشهد المركز الثقافي بكلباء عند الخامسة مساءً، لقاءً حوارياً مفتوحاً مع شخصية المهرجان، الفنان يوسف الكعبي، بحضور أحمد بورحيمة مدير المهرجان، وأدار الحوار الفنان الدكتور علي الشالوبي.
واستعرض الشالوبي، جانباً من مسيرة الكعبي في إدارة فرقة "مسرح خورفكان"، وأضاف أنه أسهم في زيادة وتطوير ما تنتجه الفرقة من عروض، واستقطب لها الطاقات المسرحية المحلية المتميزة، لتساعد في الارتقاء بالمستوى الفني بأعمال الفرقة.
وذكر الشالوبي، مجموعة من الأعمال المسرحية التي تقاسمها الكعبي معه ومع آخرين في المنطقة الشرقية، مشيراً إلى أن الكعبي نجح في ترسيخ اسمه ممثلاً كوميدياً بارزاً، وعرف بالتزامه بالمواقيت، وحرصه على تطوير إمكاناته.
وتوجه الكعبي، في بداية حديثه بخالص الشكر والامتنان إلى مقام صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، راعي المسرح والمسرحيين، وثمن جهود دائرة الثقافة ومبادراتها لإثراء الساحة المسرحية وتطويرها بالأنشطة المبتكرة والملهمة، وأعرب عن سعادته باختياره شخصية هذه الدورة من المهرجان، وحكى عن بداياته المسرحية، مشيراً إلى أنه دخل المجال عندما بلغ 15 عاماً، وتابع أن حسه الكوميدي يعود إلى تأثره بوالده "رحمه الله"، الذي كان يعرف بشخصيته الفكاهية، لافتاً إلى أنه نشأ وترعرع في مدينة خورفكان التي تتميز بطبيعة آسرة، ولكنها كانت مدينة صغيرة حينذاك.
ونوه الكعبي، إلى أنه تعلق بالمسرح حين شهد في مدينته عرضاً أصرّ صنّاعه وجمهوره على مواصلته برغم هطول المطر، حيث رفع المتفرجون كراسيهم فوق رؤوسهم ليحتموا تحتها، واستذكر كيف ذهب إلى المسرح للمرة الأولى، وتأثير الممثل الراحل محمد إسماعيل في مسيرته المسرحية، مشيراً إلى أن أول عمل مسرحي شارك فيه قدم في العام 1987 بعنوان "ليش"، وأفاد بأنه أسهم في صنع ديكور ذلك العرض، وأضاف "في ورشة الديكور تعلمت أن المسرح عمل تعاوني".
وذكر الكعبي، أنه انبهر حين رأى قصر الثقافة في الشارقة للمرة الأولى، وأن الرحلة إلى أيامها المسرحية، كانت من أجمل ما يحدث معهم في الفرقة.
وتحدث الكعبي، عن قناعاته، مشيراً إلى أنه يقبل القيام بالأدوار المسرحية مهما كان حجمها؛ لأنه يؤمن بأن هذه الشخصية تكمل تلك، ومنهما معاً يكتمل العرض المسرحي، وشدد على أهمية الانضباط في الوقت، والصدق والصراحة في المسرح؛ لأنها العناصر التي تساعد الفنان في بناء مسيرته على الطريق الصحيح.
وتحدث الكعبي أيضاً، عن تأثير أسماء مسرحية عربية عليه، مثل يوسف خليل، وعبد الله ملك، مشيراً إلى جهود علي الشالوبي، وإسماعيل عبد الله، في تطوير تجربة فرقة مسرح خورفكان، وأكد أنه بصفته ممثلاً شكّل ما يشبه ثنائية مع المخرج حسن رجب، الذي أسهم في أن يظفر مسرح خورفكان بأولى جوائزه، كما ذكر الكعبي تجربته مع المخرج محمد العامري في عروض منها "لا تقصص رؤياك"، و"المجنون"، ولفت إلى أنه أسس أخيراً شركة للإنتاج الفني، ولكن شغفه بالمسرح لا يزال، وأن العرض المسرحي الذي أراد أن يمثل فيه كان هو "الذي نسي أن يموت".
الماضي والمستقبل
وفي برنامج العروض، شهد الجمهور أولاً مسرحية "صباح الخير" المقتبسة من مسرحية "صباح مشمس" للأخوين ألفاريز كونتيرو، من إخراج جاسم التميمي، وشاركت في تجسيدها فوق الخشبة إيناس عزت، وأحمد بكر، ومحمد البلوشي، وملاك بختاوي.
وأشادت الندوة النقدية التي تلت العرض، وتحدث فيها المخرج الأردني عمر الضمور، بتوظيف المخرج للمكعبات في رسم بيئة العرض، والكيمياء بين الممثلين، وأضاف أن العمل يأخذنا في رحلة إلى المستقبل، من خلال العودة إلى الماضي، عبر لقاء غاضب بين رجل وامرأة.
وجاء العرض الثاني بعنوان "الوجه الآخر" عن مسرحية "عش الزوجية" للكاتب الإنجليزي سيدريك ماونت، وأخرجته مريم الزرعوني، وشاركت في تمثيله مهرة محمد حبيب، وجورج عفيصة، ومريم الفهد، وجودي سامح، وعبد الوهاب الحوسني، وأبو الحمد تهامي، ومحمد نور، ويحكي عن زوجين أرادا عيش حياة فوق إمكاناتهما، فتراكمت عليهما الديون، ثم انهار بيتهما.
وتحدثت في الندوة النقدية للعرض، الممثلة المصرية ساندرا سامح، التي شكرت جهود فريق العرض، وثمنت الرسالة التي تضمنها العرض، وامتدحت البساطة والتلقائية في أداء الممثلة مهرة.
وجاء العرض الثالث بعنوان "أغنية الوداع"، نص أنطون تشيخوف، وإخراج طلال قمبر البلوشي، وشارك في تمثيله محمد أنور، وخالد فهد، وخولة عبد السلام، ومنصور ناصر، ومحمد حسن، وإسحاق يوسف، ورحمت البلوشي، ويوسف صيادي، ومحمد شامييه، وأحمد صديق، ومحمد صلاح.
وتحدث في ندوته النقدية المخرج الأردني عمر العنزي، الذي أعرب عن تأثره وإعجابه بالصياغة الإخراجية والأداء التمثيلي، وتصميم الإضاءة، مشيراً إلى أنه سبق له أن قدم العمل نفسه الذي يحكي عن ممثل مسرحي صار كهلاً وهو يستعيد أيام مجده الآفل.