أجمع في الجلسة الحوارية التي نظمها المكتب الثقافي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة، ضمن فعاليات صالون الشارقة الثقافي تحت عنوان "التأثير الإعلامي على الشباب.. استثماره للتنمية البشرية"، على أهمية التركيز على اللغة العربية والهوية والقيم والمحتوى الإيجابي للشباب، للتصدي لمحاولات استغلال الإعلام الرقمي، في نشر معلومات مغلوطة، وتجارب سلبية تؤثر في المجتمع ككل.
الشارقة 24:
نظم المكتب الثقافي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة، صالون الشارقة الثقافي تحت عنوان "التأثير الإعلامي على الشباب.. استثماره للتنمية البشرية"، بالتعاون مع جامعة الشارقة، وأدارت الجلسة الإعلامية عائشة الرويمة، بمشاركة عدد من الطلاب الجامعيين، وهم: خميس النقبي، طالب في كلية الاتصال في جامعة الشارقة تخصص إذاعة وتلفزيون، وفاطمة العامري، باحثة ماجستير في اللغة العربية، وأمل الشامسي، طالبة ماجستير لغة عربية تخصص نقد أدبي، ومها الزرعوني، طالبة في جامعة الشارقة تخصص علاقات عامة، وسارة عبد المجيد، الحاصلة على بكالوريوس في الاتصال وماجستير في اللغة العربية، وحالياً تعمل باحثة في جامعة الشارقة، وذلك على مسرح المجلس.
وضمت الجلسة، عدة محاور منها: تحديات التنمية الثقافية في ظل تطور وسائل الإعلام، والمحتويات الرائجة، وتأثير العولمة على الثقافة، ومفهوم التأثير الإعلامي على الشباب.
وتحدث النقبي، عن هذا المفهوم، مؤكداً وجود هذا التأثير خاصة من الناحية الثقافية، حيث يمكنه اكتساب المعلومة وهو في بيته من خلال الإعلام الرقمي، ويمكنه من خلال وسائل التواصل الإعلامي، تطبيق ما يصله من معلومات في حياته اليومية، ليصبح نمطاً في حياته، ويمكن أن يكون لها الأثر الإيجابي عليه، وبدوره يقوم بنشرها في مجتمعه، وهذا يعتبر جانباً إيجابياً للإعلام الرقمي.
من جانبها، أكدت الشامسي، أن العلاقة بين الإعلام والثقافة هي علاقة تكاملية حيث يؤثر طرفا العلاقة على بعضهما البعض، والثقافة هي حالة من الحراك والتطور الدائم، وامتلاك المؤثر اليوم للقوة من خلال ما لديه من معلومات وثقافة يعني أنه يمتلك قوة التأثير والتغيير الإيجابي في المجتمع، ولكن بالمقابل هناك تأثيرات وتغييرات سلبية، مثلاً المنصات الرقمية اليوم تبث باللغة الإنجليزية مما ينعكس سلباً على لغتنا العربية ويضعنا أمام تحديات للحفاظ على هويتنا العربية، حيث تعتبر اللغة أهم عنصر من عناصر الهوية، ومن هذا المنطلق على الشباب، أن يركزوا اليوم على دور الإعلام في التنمية الثقافية، وتشكيل الوعي وإحداث تغيرات جذرية في القيم والفكر والسلوك.
من جهتها، أشارت العامري، إلى كلمة تنمية تحديداً، وأكدت أن التنمية الشاملة أو الخاصة بالصحة مثلاً أو التعليم وغيرها يجب أن تكون مقرونة بالثقافة، وهي جذر وسبب ننطلق منه للتأثير، والثقافة والإعلام هما وجهان لعملة واحدة، فالإعلام لا يمكن أن يوجد دون ثقافة، ولا يمكن للثقافة أن توجد دون إعلام.
وأضافت موضحة، نعيش اليوم في عصر متسارع جداً، وهذا الإيقاع السريع انعكس على طريقة كلامنا وسلوكنا ومواقفنا، وغيّر من طريقة تعاملنا وتواصلنا مع الآخر، وهذا يعتبر أحد أشكال التأثير الإعلامي ليس فقط على الشباب بل على المجتمع، والإعلام هو مؤثر وسبب للتواصل، فالإعلام لا يقوم على الانقطاع، بل نحن نؤثر ونتأثر ونتواصل ونتعلم بالانفتاح على الآخر، فالإعلام هو وسيلتنا للتواصل.
من جانبها، أكدت سارة عبد المجيد، أن الإعلام الرقمي اليوم أحدث نقلة نوعية في الإنجازات البشرية، وتركت أثراً على الشباب اليوم الذي لم يعد مجرد مستقبل ومتلق للمحتوى الإعلامي، بل أصبح اليوم صانعاً للمحتوى ومؤثراً، فالشباب اليوم أصبحوا سفراء للثقافة وصانعين للقرار، خاصة أن التواصل أصبح أسرع وأسهل.
بدورها، أشارت الزرعوني، إلى أهمية الإعلام الرقمي اليوم في نشر المعلومة والثقافة، فإن تم استغلاله بشكل إيجابي، فهو أداة فعالة وسريعة لنشر المعلومة وإحداث التأثير والتغير من خلال المحتوى الذي يقدمه للجمهور.
وأجمع المشاركون، على أهمية التركيز على اللغة العربية والهوية والقيم والمحتوى الإيجابي للشباب، للتصدي لمحاولات استغلال الإعلام الرقمي ممن يبحث عن الشهرة فحسب بشكل سلبي، يسهم في نشر معلومات مغلوطة وتجارب سلبية تؤثر ليس فقط في الشباب بل في المجتمع ككل.
وتم في نهاية الجلسة، فتح باب الحوار مع الجمهور الذي ضم إعلاميين ومثقفين وطالبات من الجامعة القاسمية، والذين تفاعلوا مع المشاركين، وشاركوا بتجاربهم ووجهات نظرهم لإثراء الجلسة الحوارية.