استعرض صالون الشارقة الثقافي، الذي نظمه المكتب الثقافي والإعلامي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، تحت عنوان "المرأة في المسرح الإماراتي بين التأليف والصورة"، دور النساء في "أبو الفنون".
الشارقة 24:
نظم المكتب الثقافي والإعلامي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، صالون الشارقة الثقافي، تحت عنوان "المرأة في المسرح الإماراتي بين التأليف والصورة"، وأدارت الجلسة الإعلامية عائشة الرويمة، وقدمها الباحث والناقد المسرحي محمد سيد أحمد، والأديبة د. باسمة يونس.
وبدأت الرويمة الجلسة، بتساؤل طرحته على الباحث محمد سيد، وهو: الكاتب المسرحي، كيف ومن أين ينهل ثقافته؟ وأجاب موضحاً، أن الثقافة لها معنى واسع جداً، ويشمل كافة العادات والتقاليد والقيم المكتسبة، والتي تنعكس على السلوك بالطبع، وهناك معنى متخصص وهو الإنسان الذي يمتلك معلومات ومعرفة في قضايا الفكر والمعرفة، والكاتب المسرحي يجب أن يمتلك ثقافة واسعة، خاصة أن المسرح يعرف بأنه "أبو الفنون"، ومعناه أن المسرح يشمل كافة الفنون، لهذا يجب للكاتب المسرحي أن يمتلك ثقافة شاملة في مختلف المجالات كالسياسة والاقتصاد والأدب وعلم النفس وعلم الاجتماع وغيرها، ويكتسبها من القراءة، وبالطبع أساس الكتابة للمسرح هي الموهبة، فمهما امتلك الإنسان من معرفة وعلم وخبرة، إلا أنه بدون الموهبة لن ينجح في الكتابة للمسرح.
وأضاف محمد سيد، أن الكاتب المسرحي يجب أن يمتلك كافة الخيوط داخل العمل المسرحي، ويحركها بشكل صحيح، ويجب أن يكون قادراً على تقمص كافة الأدوار البسيطة والمثقفة والرجل والمرأة والطفل وغيرها، خاصة أن الكتابة للمسرح كتابة بصرية، أي تعتمد على وصف الأماكن بتفاصيلها أكثر من وصف المشاعر، على عكس الأعمال الروائية.
وأكدت د. باسمة، أن المرأة لديها أفكار مختلفة نابعة من تجربتها، والكتابة للمسرح تتطلب الكثير من الخبرة والتراكمات والأفكار والقصص، واللغة، فلغة الكتابة المسرحية لها خصوصيتها، ولكن في الوقت نفسه لا يزال لدينا فراغ فيما يخص وجود المرأة على خشبة المسرح، وأشارت إلى وجود مواهب لا تجد من يحتضنها ويدعمها مؤكدة ضرورة الالتفات لهذا الجانب.
وسلطت د. باسمة، الضوء على لغة الكتابة للمسرح، مؤكدة أن لغة المسرح يجب أن تكون رشيقة والنص المسرحي أشبه بالقصيدة له ترتيب معين، ويرسم لنا من خلال مفرداته صورة ما يحدث، وربما لهذا تعتبر الكتابة المسرحية عملة نادرة.
وحول العنوان الرئيس للجلسة، تحدث محمد سيد موضحاً، بالطبع نحن لسنا مع تصنيف الأدب بين الرجل والمرأة، ولكن في الوقت نفسه نؤكد أن المرأة أكثر قدرة على الكتابة عن شؤونها الخاصة، لأنها عاشت التجربة، ومن ثم تكون مشاعرها أصدق وتجربتها أكثر ثراءً من الرجل، وأكد أن التجربة بالطبع تغني العمل المسرحي، لكنها من دون وجود الموهبة لا يمكنها ملامسة النجاح والتميز.
وشاركته د. باسمة الرأي، مؤكدة أن ما يحرك قلمها ككاتبة لنصوص مسرحية قد يكون مجرد كلمة سمعتها وتركت أثراً في داخلها، أو قصة رويت لها أو موقف عاشته.
وأكد الباحث محمد سيد، أن الشارقة بفضل اهتمام صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بالثقافة، تعتبر حاضنة للمسرح، وأفضل داعم للأعمال المسرحية المميزة، مشيراً إلى وجود مواهب ملموسة في المسرح المدرسي مثلاً وحتى في الجامعة، ولكنها لا تستمر؛ لأنها تحتاج إلى فرص ودعم أكبر واهتمام ونصوص مسرحية قوية قادرة على معالجة مختلف القضايا المجتمعية والأسرية.
من جهتها، أكدت صالحة غابش رئيس المكتب الثقافي والإعلامي، أن أديبات الإمارات بالفعل تحتضن كافة أشكال الأدب، ومنها المسرح، ومن المخطط أن يكون هناك اهتمام مكثف بالمسرح من خلال تنظيم مسابقات وندوات وجلسات ثقافية، إضافة لتقديم عروض مسرحية شرط أن يكون النص مميزاً بلغة قوية وعمق بالطرح وموهبة في العرض، فالكتابة للمسرح بالفعل عملية معقدة ليست سهلة، خاصة أن على الكاتب أن يتقمص كافة شخصيات العرض على اختلافها وتناقضها وتنوعها، ولكن في الوقت نفسه هناك بالفعل مواهب تحتاج منا للتشجيع والدعم.