جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
تحدث فيها محمد الأمين السملالي

النادي الثقافي العربي ينظم أمسية أدبية حول شعر الابتهال

30 مارس 2024 / 5:13 PM
صورة بعنوان: النادي الثقافي العربي ينظم أمسية أدبية حول شعر الابتهال
download-img
نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة مساء الجمعة، أمسية ثقافية أدبية بعنوان "نظرات في شعر الابتهال" تحدث فيها الباحث الدكتور محمد الأمين السملالي، وأداراها الإعلامي محمد سليمان عبد الله.
الشارقة 24:

بمناسبة شهر رمضان، وتحت عنوان نظرات في شعر الابتهال"..  تحدث الباحث الدكتور محمد الأمين السملالي، في أمسية ثقافية أدبية نظّمها النادي الثقافي العربي في الشارقة مساء الجمعة، وأدارها الإعلامي محمد سليمان عبد الله، الذي استهل حديثه بالقول إن ارتباط الشعر مع رمضان هو ارتباط ممتد عبر التاريخ، فقد كان رمضان على الدوام مناسبة لإنشاد الشعر الذي يحمل مسحة إيمانية وصفاء روحيا، وذلك لكون رمضان شهراً ترق فيه النفوس وتسمو الأرواح إلى خالقها، وتشع فيه القلوب بأنوار الحب الإلهي السامي، فيكون ذلك مدعاة لقول الشعر وإنشاده والطرب له، وإن الثقافي العربي أراد استعادة مجالس الإنشاد الشعري في شهر النور والخير رمضان تمشيا مع هذا الظرف واغتناما لهذه الفرصة.

وأضاف محمد سليمان أن الباحث الدكتور محمد الأمين السملالي هو باحث لغوي وشاعر وخطاط حاصل على البكالوريوس في الأدب العربي الأدب العربي والدكتوراه في الدراسات القرآنية، خبير لغوي في دائرة الثقافة في الشارقة وخبير المعجم التاريخي للغة العربية.

د. محمد الأمين السملالي في استهلاله موضوع "نظرات في شعر الابتهال" قال: "في شهر الصيام، والتقوى والقيام، تتحرر النفوس من أوضار المادة، وتتسامى على رغبات الأجساد، فتسمو الأرواح بشفافيتها، وتصفو القلوب بروحانيتها، فينكشف لها الحجاب، وتهفو لمناجاة رب الأرباب، وفي ديوان الشعر العربي الخالد، نجد تراثا هائلا من شعر الابتهال والمناجاة، إلى خالق الأرض والسماوات، شعر ينم عن أرواح سامية، ونفوس صافية، فنال بذلك الخلود في صفحات القلوب، وكان خير سفير بين المحب والمحبوب".

وتوقف السملالي عند أبرز الخصائص والمعاني التي يتطرق إليها شعر الابتهال، مشيرا إلى أنها تنطلق كلها من لحظة تجلي عظمة الله وجلاله لنفس الشاعر المؤمن، فتتعلق نفسه بذلك الجلال السامي ويتدفق منها الشعر محملا بالمحبة والمذلة والخضوع والتسليم له في كل شأنها، حين تطمئن إلى ذلك المقام تعترف بالذنب والضعف والتقصير وتطلب الصفح والمغفرة، ثم تتوق إلى أبعد من ذلك فترجو الرضى والقرب والخلود في الجنان، وهكذا كانت معاني شعر الابتهال تدور حول (جلال الله وعظمته وتجليه للعارفين به، المتفكرين بأنواره، والتذلل له والخضوع، والاعتراف بالتقصير، والمحبة الخالصة له".

واستشهد السملالي بعدة شعراء ممن كانت له قدم راسخة في الابتهال إلى الله، منهم الإمام الشافعي، وأبو العتاهية، وأبو نواس، ورابعة العدوية، والشاعر الصوفي الأشهر عبد الرحيم البرعي اليماني، ومن شعراء العصر الحديث الشاعر المصري إبراهيم بديوي، فقدم خلال ذلك نماذج رائعة من عكست تلك المعاني التي رصدها سابقا، ومن ذلك قصيدة الشاعرة رابعة العدوية:

أحِبُكَ حُبَيْنِ: حُبَ الهَـوىٰ ** وحُبْــاً لأنَكَ أهْـل لـِذَاكا

فأما الذي هُوَ حُبُ الهَوىٰ ** فَشُغْلِي بذِكْرِكَ عَمَنْ سـِواكا

وامّـا الذي أنْتَ أهلٌ لَهُ ** فَلَسْتُ أرىٰ الكَوْنِ حَتىٰ أراكا

فلا الحَمْدُ في ذا ولا ذاكَ لي ** ولكنْ لكَ الحَمْدُ فِي ذا وذاكا

واختار من شعر أبي نواس الحسن بن هانئ قصيدته التي يقول فيها:

إِلَهَنا ما أَعدَلَك ** مَليكَ كُلِّ مَن مَلَك

لَبَّيكَ قَد لَبَّيتُ لَك ** لَبَّيكَ إِنَّ الحَمدَ لَك

وَالمُلكَ لا شَريكَ لَك ** ما خابَ عَبدٌ سَأَلَك

أَنتَ لَهُ حَيثُ سَلَك ** لَولاكَ يا رَبُّ هَلَك

لَبَّيكَ إِنَّ الحَمدَ لَك ** وَالمُلكَ لا شَريكَ لَك

كُلُّ نَبِيٍّ وَمَلَك ** وَكُلُّ مَن أَهَلَّ لَك

وَكُلُّ عَبدٍ سَأَلَك ** سَبَّحَ أَو لَبّى فَلَك

لَبَّيكَ إِنَّ الحَمدَ لَك ** وَالمُلكَ لا شَريكَ لَك

وَاللَيلَ لَمّا أَن حَلك ** وَالسابِحاتِ في الفَلَك

عَلى مَجاري المُنسَلَك ** لَبَّيكَ إِنَّ الحَمدَ لَك

واختار الباحث للبرعي قصيدته التي يقول فيها:

سيدي أنت مقصدي ومرادي ... أنت حسبي وأنت نعم الوكيل

أحي قلبي بموت نفسي وصلني ... وأنلني إن الكريم ينيل

وأجرني من كل خطب جليل ... قبل قول الوشاة صبر جميل

وافتقدني برحمة وأقلني ... من عثاري فإنني مستقيل

كيف يظمأ قلبي وعفوك بحر ... زاخر طافح عريض طويل

رب صفحاً فإن ذنبي كبير ... واصطباري على العذاب قليل

لا تؤاخذ عبد الرحيم بقول أو بفعل وأنت بر وصول

والرجا فيك والرضا منك فضل ... ولك المنُّ والعطاء الجزيل
March 30, 2024 / 5:13 PM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.