جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
جال فيها الكاتب عوالم سردية دارت حول أسئلة الوجود والحياة

النادي الثقافي العربي يناقش رواية "قبل البدء" لمحمود الرمحي

05 مارس 2024 / 12:37 AM
صورة بعنوان: النادي الثقافي العربي يناقش رواية "قبل البدء" لمحمود الرمحي
download-img
استضاف النادي الثقافي العربي بالشارقة، السبت، ندوة نقاشية حول رواية "قبل البدء.. ملحمة فنتازية"، للكاتب والفنان الإماراتي محمود الرمحي، تحدث فيها كل من الدكتور عمر عبد العزيز، والكاتب أحمد السلامي، وذلك بحضور المؤلف، وأدار الأمسية الإعلامي يبا الحسن.
الشارقة 24:

احتضن النادي الثقافي العربي بالشارقة، السبت، ندوة نقاشية حول رواية "قبل البدء.. ملحمة فنتازية" للكاتب والفنان الإماراتي محمود جميل الرمحي، تحدث فيها كل من الدكتور عمر عبد العزيز، والكاتب أحمد السلامي، الذي قرئت مداخلته نيابة عنه، وذلك بحضور المؤلف، وأدار الأمسية الإعلامي يبا الحسن، الذي استهل الحديث قائلاً: إن بنية رواية "قبل البدء" تركزت على الفانتازيا الاستشرافية المتسائلة، في فضاء متنوع؛ جال فيه الكاتب في عوالم سردية دارت حول أسئلة الوجود والحياة ومستقبل كوكبنا الذي نعيش عليه، عبر لغة سردية سلسة".

وأضاف الحسن أن الكاتب محمود الرمحي هو كاتب ومهندس معماري وفنان تشكيلي، وعضو مؤسس في جماعة أصدقاء الفن في أبوظبي 1986، وجماعة جدار الفنية 1994، ومشارك نشط في الحراك الثقافي على الساحة الإماراتية، وحاصل على عدة جوائز وأوسمة في مجال الفن والعمارة.

في مداخلته أشاد الدكتور عمر عبد العزيز بالجهد الكبير الذي بذله الكاتب في صناعة توليفة سردية ذات أبعاد فلسفية وثقافية متعددة، حيث تتواشج في الرواية عوالم من ثقافات غربية وشرقية، بعضها يعود لفسفات التنوير والفلسفة الوضعية وعلوم الجغرافيا والعمارة وبعضها يعود إلى التصوف الإسلامي، والروحانية الشرقية وعوالم الماورائيات، وبعضها إلى التاريخ الثقافي للمنطقة العربية بما في ذلك تاريخ بابل وتدمر ومصر القديمة وإفريقيا، وتاريخ الهند والصين وغير ذلك من العوالم المرتبطة بحركة الأفكار والروحانيات، كما أشاد عمر بسلاسة اللغة السردية للكاتب حيث حافظ على المستوى فلم تكن فيها عوائق من صعوبة أو ابتذال.

وتوقف الدكتور عمر عند تقنيات السرد في الرواية مشيراً إلى أن التحدي الذي يلاقيه أي كاتب في مثل هذا الكم الهائل من الاحتشاد المعرفي والثقافي، وحشد الشخصيات والأحداث والعوالم المختلفة هو كيف ينسج رواية متماسكة ويسير بها إلى النهاية في خط متنام، وقد واجه الكاتب الرمحي هذا التحدي، مما أثر على البنية السردية لروايته في بعض المواضع وجعل السرد يسير أفقياً بدل أن يظل متنامياً صاعداً، لكنّ ذلك لا يغض من قيمة هذا العمل الموسوعي.

ورقة الكاتب أحمد السلامي، تحدث فيها عن الأثر الذي تتركه فيه رواية "قبل البدء" قائلاً: "قليلة هي الأعمال الأدبية والفنية التي تنجح في استيطان الذاكرة، فبمجرد مرور أيام ننسى أحداث الرواية إذا لم تلفت انتباهنا، وننسى الفيلم السينمائي إذا لم يغرس مشاهده وأحداثه في مخيلاتنا، أربط هنا بين ما يبقى من السرد المكتوب والسرد المرئي في الذاكرة، في سياق الإشارة إلى الأثر الذي تركته في ذاكرتي رواية الكاتب والفنان الإماراتي محمود جميل الرمحي "قبل البدء"، التي ينهل أسلوبها ومضامين خطابها من الصور السينمائية المشهدية التي تحفر عميقاً في ذاكرة المتلقي، وذلك يعني أننا بإزاء رواية يمكنها أن تحيا حياة ثانية في وعي القارئ بعد أن يفرغ منها، إذ تلتصق به أسئلتها وتلاحقه بما تطرحه من احتمالات تتهدد حياة البشر على هذا الكوكب".

وأضاف السلامي: "يمكننا الاعتماد على القراءة الكلية لهذا النص والاطلاع على عوالمه وتشعباته من منظور القيمة الجوهرية التي يمثلها، لتقديم إضاءة على رسائله التي تمتزج فيها جماليات السرد بالتخييل وعمق الفكر ومساحات الفن والإبداع، فنحن أمام استشرافية مهمومة بالمستقبل وإعادة إيقاظ الإنسانية لتلتفت إلى سلوكها التدميري الذي يقودها إلى الفناء، رواية مبنية على التخييل وابتكار العوالم الموازية، تتقاطع مع اشتغالات فكرية وفلسفية، تناولت من زوايا مختلفة موضوعات تتصل بنهاية التاريخ ودورة حياة الكوكب وغيرها من المتواليات الكونية، ولطالما ظل النقد ينظر إلى الأدب بوصفه مساحة لاختزان جماليات التعبير الإنساني من الزاوية التي تفصل الإبداعي عن المعرفي، وتُبْقِي على حقول العلم والمعرفة سجينة الكتب والمؤلفات البحثية المتخصصة في مختلف جوانب العلم، بينما تدع للأدب والفن مهمة التحليق في عوالم النفس البشرية وتحليل الصراعات والعواطف والمواقف الإنسانية، لكن الرمحي في رواية "قبل البدء" اتخذ من الخيال الروائي والبعد الملحمي القائم على الفنتازيا منطلقاً لأنسنة بعض العلوم والطاقات الخارقة التي يبشر النص بأن الإنسان سيتوصل إليها أو أنه يمتلكها بالفعل، حيث وقف كاتب الرواية على الحافة التي مكّنته من توظيف خياله وثقافته العلمية وخبرته الهندسية والفنية والأدبية في عمل مختلف".

أما الكاتب محمود الرمحي فقال في تعقيبه على المداخلات: أنا في الأصل حكاء محب للسرد، وقد تعودت في جلساتي الخاصة وحديثي مع أطفالي أن أتخيل قصصاً وعوالم خيالية وأحكي لهم عنها، وعبر عقود تشكلت لدي الكثير من الحكايات والقصص دونت بعضها والبعض الآخر ظل في ذاكرتي، وكلها قصص تدور حول التجربة الوجودية للإنسان والسعي البشري المتصاعد لتدمير الحياة والبيئة الطبيعية، ذلك التدمير الذي ينذر بنهاية وشيكة، فكيف يمكن الخروج منه، كيف يمكن ردع هذا الشره التدميري لدى البشر، وماهي مآلات الإنسانية، هذه الأسئلة هي التي تشغلني، وقد قررت في النهاية أن أجمع تلك التوليفة القصصية بأسئلتها هذه في شكل نص سردي متواصل، في محاولة لإثارة الأسئلة والشجون لدى القارئ وإنذاره بالكارثة، لعل ذلك يساهم في إيقاف النزيف، نزيف إفساد الإنسان في الأرض، نزيف سعيه للقضاء على نفسه بنفسه، وقد وضعت فيها كل الجهد السردي والحكائي الذي كنت أمارسه، وكذلك كل خبراتي في مجال العمارة والفن التشكيلي، ومعارفي الثقافية، ومعرفتي في مجال الدراسات الاستشرافية، وقمت أيضاً ببحث معرفي معمق في مختلف المجالات التي على تماسّ مع عوالم الرواية.
March 05, 2024 / 12:37 AM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.