الشارقة 24:
تستعرض هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة مبادرات ناجحة وفاعلة للاستدامة، تخاطب بها العالم في مؤتمر الأطراف ضمن اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ "كوب 28" المقام في إكسبو دبي، واستطاعت الهيئة أن تعكس رؤية إمارة الشارقة في أن تكون الاستدامة البيئية ركيزة أساسية من ركائز التصدي للتغير المناخي وتحقيق التنمية المستدامة ورفاه الإنسان دون المساس باحتياجات الأجيال القادمة.
وتحضر الهيئة في المؤتمر كأحد الأطراف في إمارة الشارقة القائمة على مبادرات بناءة تعزز خطوات الحفاظ على البيئة ومواردها والحد من التأثير السلبي عليها، إذ استطاعت في السنوات الماضية من إنجاز مشروعات مثمرة في حفظ الموارد الطبيعية وتقليل التلوث وحماية التنوع البيولوجي للحد من انقراض أنواع من الحيوانات والنباتات والكائنات الحية ودعم استدامة النظم البيئية.
بمليون شجرة ومليون شعبة مرجانية، تطرح هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة خلال مشاركتها في "كوب 28" مشاريع ناجحة لها في تحقيق الحياد الكربوني وحماية البنية الإيكولوجية لضمان مستوى التكيف، والسمات المفيدة الناشئة للانتقاء الطبيعي، التي تسمح للكائنات الحية بالعيش في موائل معينة، كما تساهم في الحد من تغير المناخ والاستعداد له في المستقبل.
وأفادت سعادة هنا سيف عبد الله السويدي، رئيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة أن الهيئة "ارتأت أن تبرز في "كوب 28" النتائج المثمرة والإيجابية لبعض من المبادرات التي قامت بها، وما وصلت إليه من حماية للتنوع البيولوجي". وأضافت أن "من أهم مبادرات ومشاريع الهيئة هو إعادة توطين الأشجار المعمرة في البيئات الطبيعية، فقد زرعنا أكثر من مليون شجرة غاف وسدر وسمر، وهذا الأمر يساهم في تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون".
كما أكدت السويدي أن الهيئة "أقدمت على مبادرة رائدة في محمية صير بونعير، باستزراع أكثر من مليون شعبة مرجانية فيها، ويجري العمل على مشاريع في منطقة الحمرية بالشارقة ومدينة كلباء، فمن خلال عملية زراعة الشعاب المرجانية يتم جمع بعض المرجان الطبيعي ليزرع في الأقفاص، كي تنمو وتتكاثر فيما بعد ".
وإضافة إلى ذلك، يساهم مشروع استزراع الشعاب المرجانية في تأهيل واستعادة مناطق الشعاب المرجانية إلى ما كانت عليه سابقاً، ويعزز ازدهار الحياة البحرية والثروة السمكية، وإعادة التوازن للبيئة البحرية، وتوفير بيئة بحرية مستدامة، ويساعد أيضاً البيئة الطبيعية لتعود إلى ما كانت عليه.
وتحظى جهود هيئة البيئة والمحميات الطبيعية باهتمام من المشاركين في "كوب 28"، خاصة أن الشارقة تحتضن ثلاث محميات منضمة لاتفاقية رامسار العالمية للأراضي الرطبة، وهي محمية واسط للأراضي الرطبة ومحمية خور كلباء لأشجار القرم وجزيرة صير بونعير، وتحافظ هذه المحميات على تجمعات الطيور المائية الساحلية وموائلها في شبه الجزيرة العربية.
وترى الهيئة أن تحقيق الاستدامة البيئية لا ينجح إلا باستدامة الفكر الاجتماعي حول البيئة والحفاظ عليها، ومن هذا المنطلق، بينت هنا السويدي أن الهيئة تحرص في "كوب 28" على عرض موضوعات المراكز التعليمية، وقالت إن "الهيئة خصصت أكثر من 10 مراكز لتعليم الطلاب وزوار المحميات تركز على البيئة ضمن موضوعات مختلفة منها سير الطيور المهاجرة في محمية واسط، والأحافير في حديقة بحيص الجيولوجية، كما يجدون معلومات هامة عن الأشجار وحياة الكائنات الحية في محمية أشجار القرم التي تعد الأقدم في دولة الإمارات العربية المتحدة".
وأوضحت عائشة ضاحي المدفع، مدير مركز واسط للأراضي الرطبة، أنه في "كوب 28" يقع التركيز على عرض المبادرات التي تعنى بالاستدامة البيئية، من استزراع المناطق البرية، والمناطق الصحراوية في الشارقة، ونؤكد أنه من خلال مراكز الهيئة التعليمية نعمل على نقل معارف التنوع الحيوي في المحميات الطبيعية، لتكون هذه المحميات مدارس طبيعة للمجتمع". وبالمعلوم والمعارف المقدمة في المراكز التعليمية تزرع الهيئة فكر الاستدامة البيئية في المجتمع من أجل حصد دور فاعل منه ومكمل لجهود الدولة في الحفاظ على موارد اليوم لأجيال الغد، والتصدي للتغير المناخي.