تعتبر جزيرة صير بونعير، إحدى أهم المحميات الطبيعية في الإمارات، لما تحويه من عناصر بيئية مهمة، مثل تكويناتها الجيولوجية ونباتاتها الطبيعية وطيورها البحرية، بالإضافة للشعاب المرجانية الزاخرة بأندر أنواع الحياة البحرية، كما تتميز الجزيرة بطبيعتها الخلابة وشواطئها الرملية التي اتخذت منها السلاحف البحرية مركزاً للتكاثر.
الشارقة 24 - عبد الحميد أبو نصر:
تعد جزيرة صير بونعير، واحدة من أهم المحميات التي حظيت باهتمام بالغ وخاص، من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، نظراً لما تمثله من إرث تاريخي وبيئي، جعلها غنية بتكوينات جيولوجية مدهشة، ونباتات طبيعية وشعاب مرجانية وكائنات حية تعد من أبرز طيور وزواحف دولة الإمارات العربية المتحدة.
وتقع المحمية، على بعد 60 ميلاً شمال غرب مدينة الشارقة، ويبلغ طولها 4 كيلومترات، على مساحة تقدّر بحوالي 13 كيلومتراً مربعاً على اليابسة، أما المسافة البحرية للمنطقة المحمية، فهي ميل بحري من الشاطئ على مدار الجزيرة.
تضم المحمية، معالم فريدة على اليابسة وفي البحر، وتعد ملاذاً آمناً لمجموعة متنوعة من الحيوانات المهددة بالانقراض، مثل سلاحف منقار الصقر، والسلاحف البحرية الخضراء النادرة التي تأتي إلى شواطئ الجزيرة لوضع البيض بين شهري مارس ويونيو من كل عام، كما تضم مياه البحر حول جزيرة صير بونعير، أكثر من 76 نوعاً من الأسماك المرجانية، و40 نوعاً من الشعاب المرجانية، كما تحتوي على مستعمرات للطيور مثل النورس الأسخم "أبو صنين"، وطيور الخرشنة التي تعشش في الجزيرة بالآلاف، جنباً إلى جنب مع الغزلان والقنافذ والزواحف.
ويُقام في جزيرة صير بونعير، مهرجان سنوي منذ عام 2000، بمشاركة الغواصين ومحبي التراث وعشاق البحر وهواة الرياضات البحرية، حيث تجتمع السفن وتنطلق منها في سباق حر، كما يعرف المهرجان بأنه من الفعاليات البيئية المهمة ضمن جهود هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة، للتوعية البيئية والحفاظ على بيئات المناطق البحرية والساحلية، ويتم تنظيمه بالتزامن مع فعاليات المهرجان السنوي لسباق السفن الشراعية "القفال".
وعُرف اسم جزيرة صير بونعير قديماً بين الصيادين الأوائل باسم "صير القواسم"، وأشارت عمليّات التنقيب إلى وجود بعض الآثار التي يعود تاريخها لعام 3500 قبل الميلاد، المعروف أيضاً بالعصر الحديدي.