أطلق ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية ريتشارد بيبركورن، في حديث عبر الفيديو من رفح لصحافيين بجنيف، تحذيراً، اليوم الثلاثاء، من أنّ الوضع في غزة يقترب من أن يكون الأحلك في تاريخ البشرية، وأن عدد الأشخاص الذين يغادرون وسط وجنوب القطاع، يتزايد بشكل ملحوظ.
الشارقة 24 – أ ف ب:
حذّرت منظمة الصحة العالمية، اليوم الثلاثاء، من أنّ الوضع في غزة يقترب من أن يكون الأحلك في تاريخ البشرية.
وأوضح ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية ريتشارد بيبركورن، في حديث عبر الفيديو من رفح لصحافيين بجنيف، أن عدد الأشخاص الذين يغادرون وسط وجنوب قطاع غزة، يتزايد بشكل ملحوظ.
وأضاف بيبركورن، أن الوضع يزداد سوءاً كل ساعة، ويتكثّف القصف في كل مكان، بما في ذلك هنا في المناطق الجنوبية، وتابع الكثير من الناس يائسون وفي حالة صدمة دائمة، ونحن قريبون من وضع هو الأحلك في تاريخ البشرية.
وأشار المسؤول في منظمة الصحة العالمية، إلى أن القصف والخسائر غير المبررة في الأرواح يجب أن يتوقفا الآن، ونحن بحاجة إلى وقف دائم لإطلاق النار.
من جهته، أعلن المتحدث باسم ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" جيمس إلدر من القاهرة، أن هذه الحرب على الأطفال استؤنفت بشراسة، على نطاق يفوق كل ما سبق أن شهدناه في الجنوب، وبمستوى كل ما شهدناه في الشمال.
وفي بداية الحرب، أنشأت منظمة الصحة العالمية، مستودعين طبيين في خان يونس جنوب قطاع غزة، لكنها اضطرت أمس الاثنين إلى إخلاء معداتها الطبية منهما في غضون 24 ساعة، مؤكدة أن إسرائيل نصحتها بذلك.
ونوّه المسؤول في منظمة الصحة العالمية، إلى أنه عندما يطلب منكم جيش ما أمراً ما أو ينصحكم به، وعندما يكون لديكم 24 ساعة فقط للتنفيذ، وبعد ذلك سيكون من المستبعد جدًا أن تتمكنوا من الوصول إلى مستودعاتكم، من البديهي أن تمتثلوا، وشدّد على عدم وجود خيار آخر.
ونقلت منظمة الصحة العالمية مذاك نحو 90 % من معداتها من هذين المستودعين إلى موقع أصغر في رفح.
وشدّد الدكتور بيبركورن أيضاً، على أنّ المساعدة التي تمكنت منظمة الصحة العالمية من تقديمها إلى غزة كانت "قليلة جدًا"، ودعا إلى تدفق المساعدات بشكل منتظم.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، تراجع عدد المستشفيات العاملة في غزة من 36 إلى 18 منذ بدأت الحرب قبل شهرين، وثلاث من بين هذه المستشفيات لم تعد تقدّم سوى الإسعافات الأولية الأساسية، فيما يقتصر ما تقدّمه المستشفيات الأخرى على الخدمات الجزئية.
وفي جنوب القطاع، ما زالت 12 من أصل 18 مستشفى تعمل، بحسب المنظمة، وما زال هناك 1400 سرير في مستشفيات الأراضي الفلسطينية، بينما تقدّر منظمة الصحة العالمية أنّ هناك حاجة إلى 5000 سرير.
ويؤكد عاملون في المجال الإنساني، انتشار أمراض على نطاق واسع، وبينها التهاب السحايا، واليرقان، والجرب، والقمل، وجدري الماء.
وأكدت منظمة الصحة العالمية، تسجيل 120 ألف حالة إصابة بالتهابات حادة في الجهاز التنفسي، و86 ألف حالة إسهال، بينها 44 ألف حالة لدى الأطفال دون سن الخامسة.
ويزيد عدم توفر مراحيض ومياه للشرب، من خطر الإصابة بأمراض.
وأوضح المتحدث باسم "اليونيسف" العائد من غزة، أنه يتوفر أحياناً مرحاضاً واحداً لنحو 400 شخص.