أكدت منظمة الصحة العالمية، خلال مؤتمر صحافي في جنيف، اليوم الجمعة، أنّ الوضع الغذائي يشهد تحسّناً طفيفاً في قطاع غزة، مع توافر المزيد من المواد، مشيرة في الوقت ذاته، إلى أنّ خطر المجاعة لا يزال قائماً.
الشارقة 24 – أ ف ب:
أعلنت منظمة الصحة العالمية، اليوم الجمعة، أنّ الوضع الغذائي يشهد تحسّناً طفيفاً في قطاع غزة، مع توافر المزيد من المواد، مشيرة في الوقت ذاته، إلى أنّ خطر المجاعة لا يزال قائماً.
وأوضح الدكتور ريك بيبركورن ممثل المنظمة في الأراضي الفلسطينية، خلال مؤتمر صحافي نُقل في جنيف عبر رابط فيديو من القدس، هناك زيادة طفيفة في كمية الغذاء، طعام أكثر تنوّعاً، الناس يخبروننا ذلك أيضاً.
وأضاف بيبركورن، ما لاحظته مع مرور الوقت هو أنه ثمة بالتأكيد المزيد من المواد الغذائية الأساسية والمزيد من القمح، ولكن أيضاً هناك أطعمة أكثر تنوّعاً في الأسواق، ليس فقط في الجنوب، ولكن أيضاً في شمال غزة، وأكد أنّ الوضع الغذائي تحسّن قليلاً.
وتحدث الدكتور أحمد ضاهر من منظمة الصحة أيضاً من غزة عن النقطة ذاتها، وأوضح أنّه في السابق، كان السكان يلقون أنفسهم بالآلاف على الشاحنات التابعة لمنظمة الصحة العالمية المتجهة إلى شمال غزة، على أمل العثور على مواد غذائية فيها.
وتابع ضاهر، أنّ ذلك تغيّر خلال الأسابيع الأخيرة، واليوم ثمة المزيد من المواد الغذائية التي تدخل.
وتنتقد المنظمات الدولية، الإجراءات الإسرائيلية الصارمة، التي تفرض على المساعدات الإنسانية، معتبرة أنها تبطئ إدخالها إلى القطاع المهدد بالمجاعة وبكميات غير كافية للسكان.
من جهتها، اتهمت الحكومة الإسرائيلية، المنظمات والأمم المتحدة، بعدم توزيع المساعدات بالسرعة اللازمة.
وشدّد ضاهر، على أنّ الوضع الغذائي يبقى هشّاً في غزة، موضحاً أنّ السكان البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة يفتقرون أيضاً إلى السيولة المالية لدفع ثمن المواد الغذائية المتوفرة في الأسواق، وتابع يجب الآن دعم الوصول إلى الغذاء وتنويعه بشكل أكبر.
وشدّد الطبيبان اللذان يعملان مع منظمة الصحة، على أنّ خطر المجاعة لم ينتفِ.
وأوضح بيبركورن، نشهد تحسّناً طفيفاً في توافر الغذاء، ولكن الإنتاج المحلي تمّ تدميره بالكامل جراء الحرب.
وتدخل المساعدات التي تخضع لرقابة صارمة من قبل السلطات الإسرائيلية، من مصر إلى قطاع غزة بشكل رئيس عبر معبر رفح الحدودي، ولكنّها لا تلبي الاحتياجات الهائلة للسكان.
وفي الأول من مايو الجاري، رحّب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، بالتقدّم المحرز في إيصال المساعدات إلى قطاع غزة الذي دمّرته الحرب، لكنّه دعا إسرائيل لبذل مزيد من الجهود في هذا المجال.
وأعادت إسرائيل، فتح معبر كرم أبو سالم الحدودي بينها وبين غزة في ديسمبر الماضي، بعد ضغوط أميركية.
وفي نهاية إبريل الماضي، فتحت إسرائيل، معبر إيريز، ما أتاح وصول المساعدات القادمة من الأردن إلى شمال قطاع غزة.
في وقت تستعد إسرائيل لهجوم برّي على مدينة رفح، التي تحوّلت إلى ملجأ لـ1.2 مليون فلسطيني على الحدود الجنوبية لقطاع غزة، تعبّر منظمة الصحة العالمية، عن خشيتها من إغلاق نقطة العبور هناك.
وفيما أشار بيبركون، إلى أنّ جميع الإمدادات الطبية تقريباً تمرّ عبر معبر رفح، أوضح أنّ منظمة الصحة العالمية وشركاءها يعدّون خطط طوارئ، لضمان جهوزية النظام الصحّي لتلبية الاحتياجات في حال وقوع هجوم.
لكن على الرغم من ذلك، يخشى العاملون في المجال الإنساني من التداعيات الكارثية.
وأكد المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ينس لاركيه، خلال المؤتمر الصحافي نفسه، أنّ الأمم المتحدة حذّرت منذ فترة طويلة من أنّ هجوماً على رفح قد يؤدي إلى مجزرة.
كما حذّر من أنّ هذا الأمر سيوجّه ضربة قوية للعمليات الإنسانية في جميع أنحاء قطاع غزة، لأنّ رفح التي تعدّ نقطة عبور وموقعاً لتخزين المساعدات تقع في قلب العمليات الإنسانية.