ينذر صوت ارتطام الجبال الجليدية بالبحر الفيروزي شرق غرينلاند بالخطر المحيط بمصير أحد أهم النظم الإيكولوجية في العالم فمع ذوبان الجليد، ينتاب صيادو الإنويت في قرية إيتوكورتورميت التي تضم إحدى آخر مجموعاتهم، قلق في شأن المصدر الذي سيحصلون منه مستقبلاً على المياه، ويعد الشتاء البارد والجليد الصلب والكميات الكبيرة من الثلوج أموراً مهمة ليتمكّن أفراد الإينويت من تأمين مياههم وغذائهم، إلا أنّ درجات الحرارة في القطب الشمالي ترتفع بوتيرة أسرع بنحو 4 مرات من المتوسط العالمي.
الشارقة 24 – أ.ف.ب:
تقع هذه القرية النائية في شرق غرينلاند على بعد نحو 500 كيلومتر من أقرب مستوطنة بشرية. وعند مصب أكبر مضيق بحري على الكوكب، تأتي سفن الشحن مرة واحدة في السنة لإمداد السكان من شعب الإنويت البالغ عددهم 300 نسمة. ويعتمد السكان خلال فصول الشتاء القطبية على اللحوم التي يوفرها الصيادون.
ولكن مع تقلّص مساحة الجليد بفعل ارتفاع الحرارة، بات الصيد أكثر صعوبة وخطورة. كما أن ذوبان الأنهر الجليدية يهدد مصدر المياه الوحيد للسكان.
ويختزن الغطاء الجليدي في غرينلاند نسبة 1 من 12 من مجمل المياه العذبة في العالم، وهو ما يكفي لرفع مستوى سطح البحر سبعة أمتار في حال ذوبانه، ويسارع علماء إلى المنطقة لفهم الوضع قبل فوات الأوان.
ويرافق العلماء خلال مهمتهم أفراد يحملون أسلحة لحمايتهم من الدببة القطبية، وفي المضيق يصطبغ الجليد بلون أحمر. هذا الاصطباغ ناجم عن طحالب ثلجية اكتُشفت عام 2019، وتحمي هذه الطحالب نفسها من أشعة الشمس عن طريق فرز هذه الصبغة التي تحد من قدرة الجليد على عكس ضوء الشمس وتسببت تالياً بتسريع ذوبانه.
وتشير التقديرات إلى أن حوالي 12% من ذوبان الأنهار الجليدية السنوية يرجع اليوم إلى وجود هذه الطحالب، وهي كمية هائلة، وبسبب موقع المنطقة الصعب والنائي، يعد مضيق سكورسبي أحد أقل الأماكن التي خضعت للدراسة على الكوكب.
ووصلت نحو 60 سفينة هذا الصيف إلى المنطقة تقل سياحاً يتهافتون لرؤية ثقافة الإنويت.
وبينما ينظر البعض إلى السياحة في القطب الشمالي كوسيلة لتنشيط هذا المجتمع النائي، يشعر البعض الآخر بالقلق من أنها قد تدمر آخر مجتمعات صيد الإنويت المتبقية.
وتترتفع معدلات الحرارة في هذه المنطقة بسرعة أكبر بأربع مرات من المتوسط العالمي، ما يهدد سبل عيش السكان وأسلوب وحياتهم.