جار التحميل...
الشارقة 24 – أ ف ب:
حضت السلطات في أنحاء جنوب أوروبا، الناس، على الاحتماء وحماية الفئات الأكثر ضعفاً، اليوم الأحد، مع ارتفاع درجات الحرارة من إسبانيا والبرتغال إلى إيطاليا وفرنسا، في أول موجة حرّ شديدة هذا الصيف.
ووُضعت سيارات إسعاف على أهبة الاستعداد قرب مواقع سياحية، وأصدرت مناطق تحذيرات من اندلاع حرائق، بينما حذّر خبراء، من أن موجات الحرّ تشتدّ بفعل تغيّر المناخ، وستزداد تواتراً.
ويُتوقع أن تبلغ الحرارة 43 درجة مئوية في مناطق جنوب إسبانيا والبرتغال، بينما تشهد فرنسا برمتها تقريباً موجة حرّ خانقة من المتوقع أن تستمر عدة أيام، وفي إيطاليا، أعلنت 21 مدينة حالة التأهب القصوى، تحسباً لارتفاع الحرارة إلى حد كبير، بينها ميلانو ونابولي والبندقية وفلورنسا وروما.
وأوضحت السائحة البريطانية آنا بيكر، التي سافرت إلى روما من فيرونا، أنه كان يُفترض أن تزور الكولوسيوم، لكن والدتها كادت أن يُغمى عليها.
وأفادت أقسام الطوارئ في مستشفيات في كل أنحاء إيطاليا، بارتفاع حالات التعرض لضربات الشمس، بحسب نائب رئيس الجمعية الإيطالية لطب الطوارئ ماريو غارينو، الذي أكد قائلاً: شهدنا زيادة بنسبة تناهز 10%، لا سيما في المدن التي لا تشهد درجات حرارة مرتفعة فقط بل أيضاً معدلات رطوبة أعلى من غيرها، ويعاني معظم كبار السن ومرضى السرطان والمشردين خصوصاً، الجفاف وضربات الشمس والإرهاق.
وأفاد غوارينو، بأن مستشفيات مثل أوسبيدال دي كولي في نابولي، أنشأت مسارات مخصصة للمصابين بضربة شمس، لتسريع الوصول إلى العلاجات الضرورية كالغمر بالماء البارد.
وفي البندقية، قدمت السلطات، جولات سياحية مجانية لمن تزيد أعمارهم على 75 عاماً في المتاحف والمباني العامة المكيفة، بينما أنشأت بولونيا، سبعة ملاجئ مناخية مزودة بتكييف للهواء ومياه شرب.
ودعت فلورنسا، الأطباء، إلى إصدار تحذيرات للأشخاص الوحيدين والأكثر ضعفاً، بينما وزّعت أنكونا، أجهزة لإزالة الرطوبة للمحتاجين، وعرضت روما دخولاً مجانياً إلى أحواض السباحة في المدينة لمن تتجاوز أعمارهم 70 عاماً.
ويؤكد علماء، أن تغير المناخ يُفاقم موجات الحرّ الشديدة لا سيما في المدن حيث تزداد درجات الحرارة جراء العدد الكبير من المباني.
وأشارت إيمانويلا بيرفيتالي الباحثة في المعهد الإيطالي لحماية البيئة والبحوث، إلى أن موجات الحر في منطقة البحر الأبيض المتوسط، أصبحت أكثر تواتراً وشدة في السنوات الأخيرة، وتبلغ ذروتها عند 37 درجة مئوية أو أكثر في المدن، حيث تفاقم زحمة المباني ارتفاع درجات الحرارة، وتوقعت أن تزداد الحرارة والظواهر الجوية المتطرفة في المستقبل، لذا سيتعين علينا التعود على درجات تصل ذروتها إلى مستويات أعلى من التي نشهدها حالياً.
في البرتغال، تخضع عدة مناطق في النصف الجنوبي من البلاد بينها العاصمة لشبونة، لتحذير من الحر باللون أحمر حتى ليل الاثنين، بسبب استمرار ارتفاع درجات الحرارة الشديد، وفقاً للمعهد البرتغالي للبحار والغلاف الجوي.
ووُضع ثلثا البرتغال، في حالة تأهب قصوى، اليوم الأحد، تحسباً لارتفاع شديد في درجات الحرارة واندلاع حرائق غابات، وكذلك جزيرة صقلية الإيطالية حيث كافح عناصر الإطفاء 15 حريقاً، أمس السبت.
وفي فرنسا، حذر خبراء من أن الحرارة تؤثر بشدة أيضاً على التنوع البيولوجي، وبينهم آلان بوغرين دوبورغ رئيس رابطة حماية الطيور، الذي أفاد بأنه مع هذا الحر الخانق، يمكن أن تتجاوز الحرارة 40 درجة في بعض الأعشاش، وأضاف نستقبل طيوراً تواجه صعوبات في كل مكان، مراكز الرعاية السبعة التابعة لنا مكتظة، كما تجذب هذه الحرارة أنواع أسماك غازية تعيش عادة في مناخ استوائي.
وأطلق معهد حماية البيئة والبحوث في إيطاليا، حملة هذا الأسبوع، تستهدف الصيادين والسياح لإبلاغهم عن أربعة أنواع بحرية سامة يحتمل أن تكون خطرة، وهي سمكة الأسد، وسمكة الضفدع الفضية الخدين، وسمكة الأرنب الداكنة، وسمكة الأرنب الرخامية التي بدأت تظهر في المياه قبالة سواحل جنوب إيطاليا مع ارتفاع الحرارة في البحر الأبيض المتوسط.