شهدت جمهورية ساحل العاج، انطلاق النسخة الثانية من ملتقى الشعر العربي الذي نظمته إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة في الشارقة، بالتعاون مع مؤسسة الرؤية للثقافة والتدريب في العاصمة "أبدجان"، وبمشاركة 20 شاعراً وشاعرة.
الشارقة 24:
تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وفي إطار مبادرة الملتقيات الشعرية في إفريقيا؛ شهدت جمهورية ساحل العاج، انطلاق النسخة الثانية من ملتقى الشعر العربي الذي نظمته إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة في الشارقة، بالتعاون مع مؤسسة الرؤية للثقافة والتدريب في العاصمة "أبدجان"، وبمشاركة 20 شاعراً وشاعرة.
أقيم الملتقى في قاعة المؤتمرات في حي "بلاتو" بقلب العاصمة، بحضور سعادة علي يوسف النعيمي، سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى ساحل العاج، ود. فاديغا موسى، رئيس جامعة الفرقان في "كوت ديفوار"، ود. محمد الأمين بامبا، نائب رئيس جامعة إفريقيا الإسلامية، ورؤساء بعثات ديبلوماسية عربية، إلى جانب اساتذة جامعات ومعاهد، وغيرهم من الشخصيات المهتمة بالأدب والعلم والثقافة.
في البداية، رحّب المنسق العام للملتقى د. بامبا ايسياكا بالحضور، قائلاً: "نرحّب بكم في هذا الحفل البهيج الذي جاء إلينا من الشارقة عاصمة الشعر العربي، وفي هذا السياق نخصّ بالشكر والتقدير والعرفان صاحب السمو حاكم الشارقة، على تقديم الدعم والرعاية لخدمة اللغة العربية في ساحل العاج، فهي لغة العلم والمعرفة والثقافة والحضارة الإسلامية، وقد كُتبت معظم المخطوطات في إفريقيا بها".
وألقى سعادة علي النعيمي كلمة أكّد في بدايتها حرص صاحب السمو حاكم الشارقة، على دعم اللغة العربية وآدابها، ودعم سموّه اللامحدود للملتقيات الشعرية التي تقام في عدد من الدول الإفريقية، مشيراً إلى دور الإمارات في مساهمات ثقافية كثيرة على مستوى الوطن العربي والعالمي، معتبراً أن ملتقى الشعر في ساحل العاج سيدعم الكثير من الشعراء الموهوبين في الجمهورية.
وأضاف النعيمي، قائلاً: "في الفترة الماضية التقيت بطلبة أفارقة يدرسون اللغة العربية في الجامعة القاسمية، وهذا في إطار الدعم الذي تقدمه دولة الإمارات، وبخاصة إمارة الشارقة، أما فيما يتعلق بالملتقى فإنه سيكشف عن العديد من المواهب الشعرية الشابة، ونحن بدورنا ندعم هذه المواهب ونتمنى لها الاستمرارية".
وأعرب فاديغا موسى رئيس جامعة الفرقان عن سعادته بإقامة الملتقى الذي اعتبره حفلاً علمياً يعبّر عن جوهر الشعر العربي في ساحل العاج، مثمناً في الوقت نفسه دعم ورعاية الشارقة للغة العربية في إفريقيا عبر تظاهرة ثقافية مهمة، مؤكداً أن العديد من المواهب الشعرية تم تقديمها إلى الساحة الثقافية من خلال هذا الملتقى.
"قراءات"
شكّل المبدعون المشاركون سلسلة قراءات حيوية، تنوعت في موضوعاتها الشعرية بين الوطني، والغزلي، والاجتماعي، والإنساني، وبدت مشغولة وفق رؤية أدبية تعكس قوة اللغة لديهم، وافصحت في الوقت نفسه عن مشهديات راسخة في الذكريات، فيما انحازت أخرى إلى طرح تساؤلات الذات وعذاباتها.
وضمّت قائمة المشاركين كلاً من: تراوري علي، ودومبيا كعب، وسيسي شريف، وعلي دومبيا، ودبي محمود، ودوسو خليل، وكاني براهيما، وبامبا محمد، وكوني إدريس غيغوما، وسيلا محمد، وسدبي سياكا، ودياراسوبا أداما، وكوليبالي ياسين، وبامبا يوسف، وتوري عثمان، ومارا أبوبكر، وحسين حامد إبراهيم، وسماورو أيوب، ووتارا عبد الرحمن، والخضري عبد الجليل أديبسي.
واستهل شريف سلسلة القراءات بقصيدة يقول فيها:
لنفق- صِحابي- قد أفاقَ الصبح ها هو ضوءه بين القرى يتمايلُ
واصغوا إلى الديك المنبه منشداً شعرا به يصحو الغرير الغافلُ
العيش مهما طال يوما ينتهي فلنحترز، دنيا رفيق خاذلُ
ولنتّخذ، في الروح إنّا أخوةٌ زمن التعادي والتخاصم آفلُ.
وجاءت ثاني القراءات من قصيدة حملت عنوان "ترانيم ميلاد"، للشاعر تراوري علي، يقول فيها:
الآن أقفز من ذات إلى ذات هناك نوديت من نار النبوءات
مستقبلا رسالة المعنى بقافيتي فالشعر أغرق في طوفاته العاتي
هي الحبيبة نادت كل جوارحي لأرسم الحب في ألواح قصائدي
آتٍ إليك بأشواقي على عجلٍ فالسامريون تاهوا في المفازات.
قرأ الشاعر دمبيا كابو قصيدة بعنوان "تحت الاشتياق"، يقول فيها:
ظهرٌ بألف جراح يحمل الجسدا هاك الهوى يا يد فلتعمر الخلدا
لم يذهب الشعر من هذا الخيال سُدا بل هزّه القلق في حلمه الأبدا
ستون عاما وفي ليلي عبث يا روح منديل بحر الثأر قد جمدا
في متن تاريخ بوبابٍ أرى فرقاً من بعد أجدادهم أوهامهم وعدا.
وقرأ كوليبالي ياسين من قصيدة حملت عنوان "نقض الاساطير"، تقول فيها:
سنقضي على كل الاساطير بالقنا ونمضي بأقلام البراكين والسّنا
نداوي جروح الوقت بالفرح والغنا ونروي حكايات المجانين أزمنا
تراتيل أطفال الشوارع كلّهم سنبني قصور الطين للحب معلنا
لعلّي ابنت الشعر أهديك وردة فعمري فداء للجميلات هاهنا.
اختتم الملتقى فعالياته بكلمة ألقاها المنسق العام للملتقى، حيث أثنى على مشاركة الشعراء، واعقبها توزيع الجوائز والشهادات على الشعراء والمشاركين في الملتقى.