أصدرت دائرة الثقافة في الشارقة العدد 108 من مجلة "الشارقة الثقافية"، الذي تضمن مقالات وموضوعات متميزة في الأدب والفن والفكر والسينما والمسرح والتراث، مع افتتاحية تتناول مهرجان المسرحيات القصيرة وتجربته المبتكرة في عالم المسرح والفنون المتطورة.
الشارقة 24:
صدر العدد 108 من مجلة "الشارقة الثقافية" التي تصدر عن دائرة الثقافة في الشارقة، بمجموعة متميزة من الموضوعات والمقالات والحوارات، في الأدب والفن والفكر والسينما والتشكيل والمسرح والتراث، وتناولت الافتتاحية فضاءات مهرجان المسرحيات القصيرة، الذي يقدّم تجربة جديدة في عالم المسرح، استفادت من تطور جميع أشكال الفنون، واعتبرت أن هذا الشكل من المسرح ليس بالضرورة أن يكون محصوراً بالمحلية، بل لديه من السمات والأسس ما يجعله ذات أبعاد عالمية وحضارية وإنسانية.
تحدث مدير التحرير نواف يونس، في مقالته (بيروت.. من جديد تضيء مسرحها الكبير)، عن الشــرارة الأولى للمســرح العربي، وتحديــداً عام (1847م) مع الأخوين مارون وسليم النقاش، عندما قدما أول مسرحية عربية (البخيل)، وأعقب ذلك نهضة مسرحية عارمة في مصر وبلاد الشام، من ثم في جــل أرجاء الوطــن العربي، وقاد تلك المسـيرة ثلة مــن المبدعين ومحبي المسرح أبي الفنون، ومنهم يعقوب صنوع، وأبو خليل القباني، وجورج أبيض، ويوسف وهبــي، ونجيب الريحاني، ومن تلاهم من أساتذة المســرح، الذين أسسـوا ورسخوا دعائم المســرح كأداة ثقافيــة واجتماعية فنية.
وفي تفاصيل العدد؛ توقفت نسرين محمد عند إسهامات الشاعر محمود سامي البارودي في النهضة الأدبية والقصيدة العربية، وكتب وليد رمضان عن (ريلكه) من أعظم شعراء ألمانيا الذي تغنى بمجد الإسلام وحضارة العرب، وسلط سامي أبو بدر الضوء على تاريخ مدينة (الطائف) عروس الغرب السعودي التي تعد من أقدم مدن الحجاز، ووثّق أحمد سليم عوض رحلته إلى مدينة (فوّة) من أقدم مدن دلتا مصر وهي تتلألأ تاريخياً.
أمّا في باب (أدب وأدباء)، فواكب خليل الجيزاوي فعاليات ملتقى الشارقة للسرد حول الرواية والذكاء الاصطناعي، ورصد محمد جمال المغربي التحولات الفكرية والنفسية الإنسانية في رواية (قلب الليل) لنجيب محفوظ، وتناول محمد حمودة الرواية العربية بين الحقيقة والتاريخ والإبداع.
وقدم عمرو محمد الغزالي إضاءة على رواية (مئة عام من العزلة) لماركيز حيث كتب ملحمة إنسانية في مرآة قرية، فيما تسللت سمر جورج الديوب إلى دهاليز الشخصية ومتاهات الواقع في رواية (الوجه الآخر) لفؤاد التكرلي، وحاورت د. أماني ناصر الأديبة أنيسة عبود التي قالت: "إن الأدب رسالة أتبناها إنسانياً".
وتناول محمد مستجاب مسيرة الكاتب أحمد الشيخ الذي يعد أحد أهم المخلصين للقصة والرواية، ورصدت مها بنسعيد التفاعل الحضاري والثقافي المغربي الأندلسي، وكتبت د. أميمة أحمد عن الأديب محمد بودية أيقونة النضال العالمي ومن رموز الثقافة الجزائرية، وقدم حجازي حسن أحمد مداخلة حول رواية (شوق الدرويش) لحمور زيادة الذي يمزج فيها بين عدة أشكال روائية.
وتتبع يوسف الغضبان أحداث قصص سمر عبد العظيم التي ترويها بغموض مشوق، وكتب مجد حيدر عن مسيرة (جون ماكسويل كويتزي) الذي فضّل العيش في عزلته بعيداً عن النجومية، وتناول سمير اليوسف رواية (وحده الشاطئ يبكي) لقاسم كوفحي والتي تعتبر نموذجاً للسرد ودلالاته الرمزية، وقرأت عبير محمد سيرة الشاعر شكرالله الجر الذي رسم أفكاره وحنينه بالكلمات وهو من شعراء مدرسة المهجر.
وقدمت نسرين أنطونيوس قراءة في رواية (وحدها شجرة الرمان) لسنان أنطون الذي يقدم رؤيته حول ضمير جيل بأكمله، وكتبت نسرين خليل عن طارق إمام الذي يصور الحياة قصصياً، والتقت شيمازا الزعل الأديبة فاطمة المزروعي التي أكدت أن القراءة تعزز القدرة على المعرفة، وكتبت د. بهيجة إدلبي عن يوسف فاضل وكتاباته التي تشي بالمغايرة والتفرد.
وسلطت الحسناء عدره الضوء على طقوس الكتابة لدى الروائيين الذين يسيرون في طريق وعرة قبل أن يتوالد الإبداع، واطلع مفيد خنسة على المنجز الشعري للشاعر العراقي أجود مجبل الذي يعزف طعم الأغاني بشكل الرنين.
وفي باب (فن. وتر. ريشة)، نقرأ موضوعات حول الفن التشكيلي والمسرح والسينما والموسيقا، وهي: حاكم الشارقة يدعم إعادة تأهيل (مسرح بيروت الكبير) بالتعاون مع (اليونسكو)، عبد العليم حريص، الفنانة جمان النمري.. المكان بوصفه فضاء للرسم، محمد العامري، (الموجة الجديدة) وفق صناعة الأفلام، أسامة عسل، فيلم (الصِّبا) يحكي رحلة الإنسان مع الزمن، ورد حيدر، نبيل الحلفاوي.. من أعمدة الدراما العربية، عبد الرؤوف توتي.
وفي زاوية (تحت دائرة الضوء) قراءات وإصدارات: الحياة الأدبية في جزيرة العرب، د. محمد محمود العطار، وأسمهان الفرجاني وقسمات الشخصية في روايات اليافعين، ومصطفى غنايم، الخطاب الشعري تحت دائرة الضوء، وأبرار الآغا، براءة الصيرورة، ونجلاء مأمون، السير فوق الماء وفعل الكتابة المدهشة، وسعاد سعيد نوح، التأصيل التراثي والتجليات الفنية في الشعر العربي الحديث، وإيمان محمد أحمد.
من جهة ثانية تضمّن العدد مجموعة من المقالات وهي: الثقافة وأسس المعرفة، منال محمد يوسف، تاريخ مكان وذاكرة.. شارع الرشيد في رحلة نادرة، ود. حاتم الصكر، وشوقي بدر يوسف، الرواية الشهرزادية، واعتدال عثمان، التأليف المشترك.. ظاهرة ممتدة في تاريخنا الأدبي، ولأمير كمال فرج، محطات إبداعية في مسيرة إبراهيم أبوطالب، وأحمد الأغبري، مقام وتجليات الماء في التراث العربي الثقافي، ونبيل سليمان، وفؤاد دوارة يرصد إنجاز محمد مندور النقدي، ومصطفى عبد الله، (ألف ليلة وليلة) تراثاً عالمياً، وسعيد يقطين، الخطاب الثقافي.. بلغة رقمية، وهبة السيد عبد الوهاب، ملامح المدن التاريخية، وذكاء ماردلي، المبدع.. بوصفه ناقدا.
وأيضاً مقالة لعبد النبي اصطيف، البوح الذاتي بين الذاكرة والسؤال في (أوشام) نبيل سليمان، ودعد ديب، الكتابة الإبداعية المشتركة، وغسان كامل ونوس، وفيق سليطين وآفاق تجربته الإبداعية، وخالد عارف حاج عثمان، الهوية الإنسانية ومحنة الأوان التقني، وميثم الخزرجي، عبد المنعم عواد يوسف.. دور فاعل وإنجاز لافت، ورويدا محمد، ابن النبيه المصري شاعر العاطفة وخفة الظل، وأشرف قاسم، مكانة القراءة في حياة الشباب العربي، ومظفر إسماعيل، ظاهرة الحزن في شعر (نازك الملائكة)، ويونس محمد إبراهيم، تحولات عصرية، ود. فيروز رشام، حضور واع وأداء متميز في مسرح (الفاضل الجعايبي)، ومجدي محفوظ، النحت بين الحضارات، ونجوى المغربي، فن الارتجال في الغناء والموسيقا، وأحمد سعد الدين عيطة، مناهج ثقافية، وأماني إبراهيم ياسين.
وقد أفرد العدد مساحة لمجموعة من القصص القصيرة والترجمات، لكوكبة من الأدباء والمبدعين العرب، وهي: عبد الحميد الراوي (حلم) قاص وناقد، (حلم) عنوان مطابق لمتنه، د. عاطف البطرس، ورؤى جوني (سيرة ذاتية) قصة قصيرة، وأحمد بسيوني عبد الرؤوف (دكاني وشجرة الكافور) قصة قصيرة، وبهاء الدين حسن (شهادة ميلاد جديدة) قصة قصيرة، والمختار محمد يحظيه (رحلة نحو الجنوب) قصة قصيرة، وأحمد فرحات (مظاهر الشمس.. وقصائد أخرى) قصيدة مترجمة.. إلى إضافة إلى تراثيات عبد الرزاق إسماعيل (الرجل المحسود)، وأشعار لها أصداؤها (أبو العتاهية.. وقصيدته في "عتبة")، وائل الجشي، و(أدبيات) فواز الشعار، التي تضمنت جماليات اللغة وفقه اللغة وينابيع اللغة، كذلك تناول هذا الباب موضوع الشيب ووقار الحكمة لدى الشاعر غازي مختار طليمات، ود. أكرم قنبس.