منذ أن زرع غرس جامعة الشارقة الأول مؤسسها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة "حفظه الله تعالى ورعاه" في صحراء قاحلة من كل شيء أخضر، نبت هذا الغرس وكبر وتعاظم بجذوعه وأزهرت أغصانه وعلت وامتدت.
وأصبحت المدينة الجامعية في الشارقة إحدى أفضل المدن الجامعية في العالم.
ولم يكن الأمر مفاجئاً فالزارع رائد علم وعلماء، ويعلم تمام العلم بأنه سيكون لهذا الغرس أغصانه الممتدة، ويعلم بأنه سيكون لهذه الأغصان أزهارها التعلمية والعلمية والمعرفية، وأن هذه الأغصان ستغطي ليس فقط المنطقة الصحراوية نسبياً التي زرعت بها، بل ستمتد وتمتد إلى أن تبلغ جميع مدن الإمارة.
وأنها ستتشعب في خورفكان وكلباء والذيد بغرس تعليمي وعلمي ومعرفي نظير يتحول من أغصان كانت لهذا الغرس يمده بتوجيهات سموه ورعايته ودعمه إلى كل ما يحتاج إليه من مكونات، ليكون غرساً مستقلاً بذاته، وليكون بالتالي صرح منارة بحد ذاته، يشع بنوره على مجتمعات هذه المدن علماً ومعرفة بكل ما يحتاجه هذا المجتمع من أفراد وهيئات ومؤسسات من علم ومعرفة وتخصصات.
وخلال ذلك بل وقبله، كانت هذه الأغصان تكبر وتتعاظم وتمتد ليس فقط لتكون الأولى على مستوى الدولة يواكبها في ذلك كصرح تعليمي وعلمي ومعرفي جامعة الإمارات، ولا على المستوى الإقليمي، بل كان الامتداد لهذه الأغصان يسعى عميقاً وعالياً في الآفاق العالمية تحت قيادة وتوجيهات ودعم ورعاية صاحب السمو مؤسس الجامعة، لعقد سلسلة طويلة وهامة من الشراكات مع كبريات الجامعات العالمية وأقدمها بل وأعرقها.
وبلغت هذه الشراكات حداً مشرفاً لأن بعض ثمارها، تمثلت بأن يحصل الطالب في جامعة الشارقة على درجته العلمية من الجامعة الشريكة، أو من جامعة الشارقة لأن هذه الدرجة هي واحدة في قيمتها العلمية والمعرفية بل وحتى العالمية من أية جامعة صدرت.
وتعاظمت مكانة جامعة الشارقة أكثر فأكثر، عندما تعاظم عدد الجامعات العالمية العريقة التي كانت تعمل وبمختلف الوسائل والسبل للفوز بتحقيق التعاون مع جامعة الشارقة، لأن من شأن هذا التعاون المرجو أو المأمول أن يكسب هذه الجامعات المكانة العالمية التي استطاعت جامعة الشارقة أن تحققها خلال أقل من ربع قرن مضى على تأسيسها، لا سيما عندما سجلت المنظمات العالمية العريقة لتقييم الجامعات على المستوى العالمي كمنظمة "التايم" مكانة جامعة الشارقة كإحدى أفضل "251 إلى 300" جامعة على مستوى جامعات العالم.
وتعمل الجامعة الآن تحت قيادة رئيسها الإبداعية والعصرية سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي نائب حاكم الشارقة للتقدم بهذه المكانة على المستوى العالمي، ولا سيما وأن من أعضاء الهيئة التدريسية والفنية بجامعة الشارقة من العلماء والمتخصصين من تم تصنيفه على المستوى العالمي ضمن أفضل "2%" من العلماء على مستوى العالم.