جمع حب التراث، وتطويع الذهب لبيان هذا الحب، ست مصممات إماراتيات ضمن فعاليات أيام الشارقة التراثية، ليروين حكاياتهن عن التراث المحلي، وكيف ألهمهن ذلك التراث لصياغة مجوهرات تحتفي بالتراث، وتمنح المرأة جمالاً مضاعفاً بارتداء هذه الحلي التراثية الذهبية.
الشارقة 24:
لأنه غالٍ ومتين، وأصيل وثمين، تراثنا الإماراتي الخالد، فقد اختارت ست مصممات إماراتيات أن يروين حكاياتهن التراثية بما تستحقها من الأهمية، فاخترن لهذه الحكايات هذا المعدن الأصفر، ذا البريق الساحر، الذي اهتم به البشر في الماضي والحاضر، إنه الذهب، ومنه نبدأ قصصاً جديدة، تحت سقف معرض (تراث من ذهب)، على أرض فعاليات أيام الشارقة التراثية.
حب التراث، وتطويع الذهب لبيان هذا الحب، هو ما جمع كلاً من حورية الشاعر، وداليا نديم، وشمسة الكتبي، وشيخة السركال، وخديجة السلامي، وريسة الحوسني، ست مصممات إماراتيات، اجتمعن ليروين حكاياتهن عن التراث المحلي، وكيف ألهمهن ذلك التراث لصياغة مجوهرات تحتفي بالتراث، وتمنح المرأة جمالاً مضاعفاً بارتداء هذه الحلي التراثية الذهبية.
حورية الشاعر، استوحت تصميم الأساور من الصاروج، وهي مادة أصبحت في العرف التراثي تستعمل في أسس وأعالي البيوت والقلاع وفوق الأسطح، وتنفذ على شكل قوالب ذات قيمة فنية وجمالية منوعة، كما صممت عدداً من الحلي مستوحاة من شجر الغاف المحببة عند الإماراتيين، واستعرضت أقراطاً وقلائد جعلت من أجنحة الصقور تشكيلات متنوعة للعديد من الحلي، وأقراط استوحت تصميمها من حبوب تكثير النخيل (البروان)، وخواتم على شكل الكثبان الرملية.
داليا نديم، هي الأخرى صممت مجموعة من الحلي بأفكار مستوحاة من صور القلاع والحصون التراثية التي جمعتها في قلادة واحدة، وتصاميم أخرى أخذت شكل اللؤلؤ كتعبير عن أهم المهن المعروفة في منتصف القرن الماضي، لتحكي بواسطتها عن صورة محلية تراثية كانت المصدر الأول للرزق عند الإنسان الإماراتي والخليجي في تلك المدة.
واستوحت ريسة الحوسني من البتيل (مقود السفينة)، وباب البيت الإماراتي القديم (الدروازة)، مجموعة من التصاميم التي راوحت بين الأقراط والقلائد والأساور، وكل ما يهم المرأة الإماراتية من أشكال الحلي المنوعة، وأضافت لها مجموعة من الحلي الذي يشكل اللؤلؤ أهم مكوناته التجارية والتراثية معاً.
المصممة شمسة الكتبي، روت حكاياتها الذهبية التراثية من خلال عدد من العقود، كعقد (بو شوك)، وعقد شناف (من حلي الشعر) ويطلق عليه اسم الدينار، وحلي بيت المرتعشة، إضافة إلى توظيف حب الهيل في نماذج أخرى من الحلي بصورة مثيرة للاهتمام، دفعت زوار معرض تراث من ذهب للإجابة عن الأسئلة المتعلقة بهذا النبات، وأهمية توظيفه.
ومن وجهة نظر المصممة شيخة السركال، كان هناك حضور فني باهر لحلي استوحت الدروازة والشناف والطبلة (حلية ذهبية تلبس في الرقبة)، واكتمل جمال المشهد بوجود تصميم على شكل بروش يحمل شكلاً من أشكال أدوات اللؤلؤ، كما ضم المعرض حلية حلق السروج (مائدة إماراتية مصنوعة من سعف النخيل)، وضع عليها الأكل في الزمان الماضي، وصارت اليوم من تراثنا المحلي الجميل.
ونختتم معرض (تراث من ذهب)، مع المحطة الأخيرة التي أطلت بها علينا المصممة الإماراتية خديجة السلامي، فوظفت في مصنوعاتها الذهبية كلاً من شراع السفينة، وبوشوك، والطبلة، وبوابة الشندغة، و(الديين) وهو كيس كان يستعمل في البحث عن المحار الذي يحمل اللؤلؤ.
وكان (تراث من ذهب)، بالفعل فرصة تراثية جميلة، فلكل قطعة ذهبية قصة خاصة، وهوية خاصة، مستمدة ومستوحاة من تراث الآباء والأجداد، منحت الذهب روحاً جديدة، يتكلم فيها بلسان ذلك الزمان، وأهله الكرماء الأصلاء، ويمنح أجيال اليوم الاعتزاز والفخر.