احتضنت أيام الشارقة التراثية معرضاً هاماً للأزياء الأوربية بعنوان "حكاية قرون من الأزياء"، اختار معهد الشارقة للتراث أن يروي حكايتها للزائرين على أرض قلب الشارقة، محاكاة ثقافية، ومفارقات شعبية، وصور تاريخية وقفت وراء كل زي من الأزياء المشاركة، فأضافت للفعاليات تجربة ثرية، ودروساً ثقافية، وقاربت المسافات بين تجارب الشعوب.
الشارقة 24:
الأزياء هي إحدى أبرز مكونات التراث المادي للشعوب، به تعبر عن ثقافتها، وتعكس في تفاصيله مكونات مجتمعها، وطبقاتهم، وأصنافهم، ودياناتهم، وحرفهم وطوائفهم، بل هي اللسان المعبر عن الفن والذوق الشعبي، ومنه يستلهم الفنانون حكاياتهم، وعليه يستند الممثلون في تصوير حقب زمنية موغلة القدم في التاريخ، وبها تزهو متاحف العالم، وتزداد قيمتها كلما مر عليها الزمان، أو كانت لشخص غير التاريخ بقول أو فعل أو حتى موقف!.
أيام الشارقة التراثية احتضنت معرضاً هاماً للأزياء الأوربية بعنوان "حكاية قرون من الأزياء"، اختار معهد الشارقة للتراث أن يروي حكايتها للزائرين على أرض قلب الشارقة، محاكاة ثقافية، ومفارقات شعبية، وصور تاريخية وقفت وراء كل زي من الأزياء المشاركة، فأضافت للفعاليات تجربة ثرية، ودروساً ثقافية، وقاربت المسافات بين تجارب الشعوب.
9 أزياء، 8 نسوية، وزي رجالي واحد، جاءت بها من فرنسا ناتالي هران، وهي معلمة وباحثة تاريخية متخصصة بالعصور القديمة، أقدم تلك الأزياد يعود إلى 483 عاماً خلت، واقربها مضى عليه 111 عاماً، وما بين هذين التاريخين أزياء أخرى يصور أغلبها أجواء سهرات سيدات الأسر الأرستقراطية قبل وبعد عصر النهضة الأوروبية.
وحول هذا الاهتمام بالأزياء القديمة تقول ناتالي هران: "لقد قمت بجمع واقتناء الملابس العتيقة التي وجدتها في سوق السلع المستعملة والمزادات بمختلف دول أوروبا، وقد اكتسبت هذه الأزياء اهتماماً متزايداً بشكل لافت، لاسيما خلال العصر الحديث الذي أصبح للموضة مدارس وتشكيلات وأنواع أكثر من أن تحصى، والشيء المثير للاهتمام أن الأزياء القديمة لا تزال تلهم المصممين المعاصرين لإنتاج أزياء مستوحاة منها، وتجد لها الكثير من الرواج في الأسواق المحلية والعالمية على حد سواء".
وأضافت ناتالي هران: "إن مشاركتنا في أيام الشارقة التراثية فرصة كبيرة اطلعنا من خلالها على شغف وترحيب الجمهور عامة والإماراتي خاصة بموضوع الأزياء القديمة، ولا شك أن هذا الشغف قد يؤدي في المستقبل إلى افتتاح معارض لحكايات قرون من الأزياء، ولكن هذه المرة الأزياء العربية والإماراتية، وأنا متأكدة أنها ستحصل على نجاحات كبيرة".
ولم تغفل "حكاية قرون من الأزياء" أن تضيف بعضاً من ملحقات الأزياء الأوروبية المذكورة لا سيما القبعات ذات الاشكال المنوعة المستوحاة من البيئات الأوروبية، وأنواعها التي دخل في بعضها الورد، وفي بعضها الآخر الريش، وفي الكثير منها نماذج حريرية مزخرفة تضيف للأزياء المزيد من البريق والبهاء، كما ضم المعرض مجموعة من القفازات اليدوية، التي كانت تشكل هي الأخرى المزيد من الإضافات الجمالية على الفساتين، بألوانها البراقة المختلفة.
جدير بالذكر أن المعرض ضم فساتين سهرة منوعة يعود أقدمها إلى عام 1540، وأحدثها الى عام 1912، وما بينهما أزياء تعود إلى الأعوام 1580، و1750، و1853، و1855، و1873، و1889، وبدلة رجالية وحيدة هي من متطلبات أزياء القصور الأوروبية تعود إلى عام 1760.