سلط النادي الثقافي العربي في الشارقة، من خلال محاضرة نظمها، مساء أمس الأول، وألقاها الباحث الصومالي د. عبد الفتاح نور أحمد، الضوء على الامتدادات الثقافية للغة العربية.
الشارقة 24:
نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة، مساء أمس الأول، محاضرة بعنوان "اللغة العربية في امتداداتها الثقافية، الصومالية نموذجاً"، ألقاها الباحث الصومالي د. عبد الفتاح نور أحمد، وأدارها الباحث د. محمد الأمين السملالي، بحضور الدكتور عمر عبد العزيز رئيس مجلس إدارة النادي، وجمهور من المثقفين.
واستهل السملالي تقديمه بالحديث عن أوجه التأثر والتأثير بين اللغة العربية واللغات الأخرى المختلفة التي دخل أهلها في الإسلام، أو التي يعيش أهلها على تخوم اللغة العربية في الحدود التي وصل إليها العرب المسلمون، حيث حدث تلاقح مثمر، نشأت عنه ظواهر ثقافية في مجالات الفنون والإبداع والمختلفة، ونشأ عنه كذلك تأثير اللغة العربية بشكل خاص في تلك اللغات باعتبار العربية هي التي كانت مهيمنة على مركز العالم لقرون عديدة.
وأوضح الدكتور عبد الفتاح نور أحمد، أن الثقافة بمدلولها العام هي الموروث المكتسب لدى الإنسان، وأنه لا يمكن الحديث عن الثقافة الصومالية بمعزل عن اللغة العربية، نظراً لأن أصول بعض القبائل الصومالية تعود إلى العرب، وكذلك لقرب الصومال من الجزيرة العربية، ورغم أن هناك بعض البحوث التي تميل إلى أن الصومالية ذات علاقة وطيدة باللغة الفرعونية القديمة، نظراً لبعض أوجه التشابه، لفظاً وصرفاً ونحواً، وللعلاقة التاريخية بين الصومال والمملكة الفرعونية، إلا أن المحاضر يميل إلى أن العلاقة بينها وبين العربية أقوى، ويرى أنه ربما يكون أصلهما واحد، نظراً لأن الكثير من مفردات الصومالية الحالية تشبه لهجة أهل الحجاز قديماً، لهجة قريش، ولا تزال في الصومالية بعض المفردات العربية التي لم تعد تستعمل في العربية اليوم، وهناك بعض التشابه في القواعد الصرفية بينهما كالقلب والإبدال، والقواعد النحوية كرفع الفاعل ونصب المفعول به، والحروف الحلقية التي يصعب على غير العرب النطق بها كالحاء والعين.
وأشار الباحث، إلى بعض التشابه في الشعر، مثل القافية الصومالية في الشعر، التي لا تختلف كثيراً عن اللغة العربية.
وفي تعقيبه على المحاضرة، أكد الدكتور عمر عبد العزيز، أن اللغات الإنسانية في حالة تواشج دائمة، وأن الهوية الصومالية ملاصقة للهوية العربية، والأفعال في الصومالية تصرف تماماً كما تصرف اللغة العربية، كما أن البيئة المحلية الصومالية مشابهة للبيئة العربية، من حيث كونها برية، وتعتمد ثقافة شفاهية، وهو ما كان له مقاسات معينة فيما يتعلق بالشعرية والغنائية.