الشارقة 24:
برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد، حاكم الشارقة، مؤسس الجامعة القاسمية، عقدت الجامعة القاسمية مؤتمرها الدولي الأول للمخطوطات بعنوان: رقمنة المخطوطات الأصلية: الواقع والمأمول.
حضر المؤتمر سعادة جمال الطريفي، رئيس الجامعة القاسمية وسعادة الأستاذ الدكتور عواد الخلف، مدير الجامعة القاسمية، وأعضاء مجلس أمناء الجامعة وبمشاركة 194 باحثاً وخبيراً في مجال المخطوطات يمثلون 31 دولة عربية وأجنبية.
وبدأت فعاليات المؤتمر بكلمة لسعادة الأستاذ الدكتور عواد الخلف، مدير الجامعة القاسمية رفع فيها أسمى آيات الشكر والعرفان لمقام حضرة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة على رعايته الكريمة للمؤتمر، كما توجه بالشكر لرئيس الجامعة القاسمية على توجيهاته السديدة نحو تطوير الجامعة، وأشار في كلمته إلى أن المخطوط جزء أساسي من تراث الأمة وتاريخها، لذا وجب توثيقه والاهتمام به وصيانته، ومن هنا حرصت الجامعة القاسمية على العناية بالمخطوط والعمل على حفظه وتحقيقه من خلال دار المخطوطات الإسلامية التي يعنى بها حاكم الشارقة ويهديها المخطوطات الأصلية التي بلغت إلى الآن ما يقارب ألفي مخطوط لتصبح الدار تحفة معمارية تزخر بأنفس المخطوطات وأندرها .
وأكد الخلف في كلمته بأن هذا المؤتمر جاء ليلامس طموحات المشتغلين بالمخطوط في ظل ما تتعرض له من ظروف قاهرة وعوامل تؤدي إلى فقدانه وطمس ما به، لافتا إلى أن الاتجاهات الحديثة تشمل رقمنة المخطوطات الأصلية وجعلها متاحة إلكترونيا ليتيسر سبيل حفظ تلك المخطوطات وتبادلها.
بعدها تحدث ضيف المؤتمر والمتحدث الرئيس سعادة الدكتور خوسيه لويس كاردوسو، رئيس أكاديمية لشبونة للعلوم في البرتغال في كلمته التي ألقاها الدكتور آدم عبد الله، نيابة عنه، مؤكداً أن أكاديمية لشبونة للعلوم تعتز بالاحتفاظ بمجموعة ثرية من المخطوطات العربية الأصلية، وأنها تتيح نسخا رقمية منها للاطلاع عليها في دار المخطوطات الإسلامية في الجامعة القاسمية، وأن الأكاديمية تطلع لتعزيز تعاونها مع الجامعة القاسمية، وإتاحة مجموعات المخطوطات العربية في مكتبتها في إطار مبادرة الوصول المفتوح، والسعي إلى ضمان أفضل الظروف لحفظها وصيانتها.
بعدها قام سعادة جمال الطريفي يرافقه سعادة الأستاذ الدكتور عواد الخلف بتكريم المشاركين والمتحدثين والجهات المشاركة والداعمة للمؤتمر.
تلا ذلك بدء أعمال المؤتمر بعقد الجلسة الأولى وكانت عن مفهوم رقمنة المخطوطات وتطوره وأهميته، ثم الجلسة الثانية ومحورها واقع حفظ المخطوطات، أما الجلسة الثالثة فتناولت موضوع البعد الوطني والعربي والدولي لرقمنة المخطوطات، وخصصت الجلسة الرابعة للحديث عن المشكلات والحلول والتجارب في رقمنة المخطوطات.
وبعد ذلك عرض الدكتور سفيان الحتاش تجربة رقمنة المخطوطات في المكتبة العامة في تطوان، ثم عرض الدكتور شريف عادل مراد ثلاث تجارب في الرقمنة في برامج الرقمنة المحوسبة مبيناً المشكلات والحلول، وانتهت الجلسة بورقة عن رقمنة مخطوطات القرآن الكريم في بفاريا الألمانية قدمها الدكتور حنيفي هلايلي.
وانتهى المؤتمر بالجلسة الختامية التي ترأسها الأستاذ الدكتور حسن الملخ رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر والقائم بأعمال نائب مدير الجامعة للشؤون الأكاديمية وفيها قرأ البيان الختامي الذي تضمن أهم التوصيات التي خرج بها المؤتمر برفع رسالة شكر وتقدير إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة على دعمه الموصول للمخطوط وتوجيهه المبكر برقمنة المخطوطات والإفادة من أحدث التقنيات والوسائل والأساليب لصيانة المخطوط ورعايته.
وأشار الملخ إلى أن مؤتمر رقمنة المخطوطات الأصلية بين الواقع والمأمول يُعد سبقاً علمياً يدل على رؤية استشرافية صادقة من الجامعة القاسمية. وأوصى المؤتمر بتحويل المخطوطات الأصلية إلى مخطوطات رقمية محوسبة باستخدام أحدث الوسائل والأدوات؛ لتكون النسخة الرقمية منها سند أمان للمخطوط، على أن تُحفظ النسخ الرقمية في أماكن مأمونة تشرف عليها كل دولة، وأن تختص مؤسسة تابعة لجامعة الدول العربية مثلاً بأن تكون بنكًا إبداعياً للمخطوط الرقمي؛ لحفظها من عاديات الزمن.
ودعا المؤتمر إلى التفكير في وضع ضوابط قانونية وأخلاقية تنظم عملية الوصول الحر للمخطوطات المرقمنة دون اعتداء على حقوق الملكية الفكرية والإفادة من التعاون المشترك بين المؤسسات المهتمة بالمخطوطات العربية بما يسهم في رقمنة المخطوطات وحفظها.