عادت بطولات لعبة البوزكاشي التقليدية، إلى الواجهة في أفغانستان، بعد أن كانت محظورة من قبل، بعد أن سمحت الحكومة باستقلال الإدارة الأولمبية، وأصبحت البوزكاشي إلى جانب كرة القدم، والمصارعة، ورياضات أخرى مسموحة ومدعومة من الحكومة.
الشارقة 24 – أ ف ب:
لم تمنع الأمطار والوحول والطقس الرطب فريق قندهار، من الفوز على نظيره من قندوز، ونيل لقب بطل أفغانستان في لعبة البوزكاشي التقليدية، التي نُظّمت الأحد.
وهتف المعلّق فجأة بواسطة مكبرات الصوت في الملعب "قندهار"، فيما كان فارس فريق الولاية الواقعة في جنوب أفغانستان، يتوجه إلى منصة التتويج، لرفع كأس البطولة.
وأقيمت المسابقة في ظل حراسة مشددة من مقاتلي طالبان، بعد ستّة أشهر على تولي الحركة زمام الحكم في البلاد.
فبعدما كانت البوزكاشي محظورة خلال فترة الحكم الأولى لطالبان "1996- 2001"، إذ كانت تُعتبر "منافية للأخلاق"، أصبحت اللعبة مباحة حالياً، حتى أنّ الحركة التي عادت إلى الحكم تروّج لها.
وقال مدير التلفزيون الوطني الأفغاني، وأحد المسؤولين في طالبان أحمد الله واثق إنّ "أي رياضة لم تحرمها الشريعة أو تمنعها الحكومة الأفغانية، سيُسمح بها وستلقى دعماً".
وأكّد أنّ "الحكومة سمحت باستقلال الإدارة الأولمبية، وأصبحت البوزكاشي إلى جانب كرة القدم، والمصارعة، ورياضات أخرى مسموحة ومدعومة من الحكومة".
وتمثّل البوزكاشي التي تعني باللغة الفارسية "سحل الماعز"، رياضة قتالية عنيفة، يتابعها متفرجون وتشكّل رمزاً للهوية الأفغانية، وتمارس منذ عصور في آسيا الوسطى، مع فوارق طفيفة بين بلد وآخر.
وتقوم هذه الرياضة التي تجمع بين القوة والشجاعة والسرعة، على الإمساك بجيفة ماعز أو عجل ثقيل، والاحتفاظ بها داخل الملعب لرميها في دائرة التسجيل، المُسماة "دائرة العدالة" المرسومة بالكلس على الأرض.
وتُستبدل الجيفة في المباريات الرسمية بكيس جلدي يزن ثلاثين كيلوغراماً، مع أربعة حبال مربوطة بكل زاوية منه.
ويتنافس فريقان يتألفان من ستة "تشوبندوز"، "فرسان"، ضمن شوطين مدّة كل منهما ثلاثين دقيقة، وتتخللهما استراحة لربع ساعة.
ولكل فريق 12 حصاناً في المجموع، وعدد كبير من الفرسان الذين يُسمح باستبدال أي منهم بقدر ما يريد الفريق.
واحتشد صباح الأحد نحو ألف متفرج على المدرجات المبللة بمياه الأمطار، دخلوا الميدان ذي الجدران العالية، حيث رُفعت أعلام طالبان البيضاء بعد تفتيشهم.