يُعتبر سباق إنغال للجِمال في شمال النيجر، أحد أكبر المنافسات في الصحراء الكبرى، والحدث الأبرز ضمن مهرجان "كور ساليه"، وهو احتفاء بالرعي الصحراوي، الذي يعاني جراء هجمات الجماعات المسلحة في المنطقة.
الشارقة 24 – أ ف ب:
سيبقى يوم السبت هذا من شهر سبتمبر 2021 في إنغال راسخاً لمدة طويلة في ذاكرة موسى، ابن السنوات العشر، إذ إن الصبي الصغير الذي لا يتجاوز طوله متراً واحداً، أصبح بطل الصحراء خلال أهم سباق للجِمال في النيجر، وهو أحد أكبر الأنشطة في هذا النوع من المنافسات في الصحراء الكبرى.
فهذا الصبي الذي يعيش في مقاطعة تشين تابارادن، ويتولى عادةً رعيَ ماشية والده في الصحراء في الأيام الحارة الطويلة، هو الذي فاز بالمركز الأول في السباق، الذي تشارك فيه حيوانات من كل أنحاء هذا البلد ومن الجزائر القريبة.
لا يذهب موسى إلى المدرسة، لكنه يركب الجِمال منذ أن كان في الثالثة من عمره، أما السباقات، فبدأ يخوضها عندما بلغ السابعة.
ويروي قائلاً "كنت قبلاً أخشى ركوب الجمال وحدي"، ويحلم الصغير بمستقبل يمتلك فيه "الكثير من الجمال" ويفوز "بسباقات أخرى!".
ويُعتبر سباق إنغال في شمال النيجر الحدث الأبرز ضمن مهرجان "كور ساليه"، أي "علاج بالملح"، وهو احتفاء بالرعي الصحراوي الذي يعاني جراء هجمات الجماعات المسلحة في المنطقة.
لكنّ هذا السباق يشكّل فسحة للمرح بعيداً من هذا الصراع، ويقول حميد إكويل، وهو صاحب جِمال للسباقات معروف جداً "في أوروبا لديهم كرة القدم، وهنا لدينا سباقات الهجن".
ومن هذا المنطلق، احتشد مئات المربين صباح السبت لمشاهدة السباق، حول مضمار بطول خمسة كيلومترات في الصحراء، رُسمت حدوده بحجارة مطلية باللون الأبيض.